شهدت محافظة صعدة شمال اليمن، السبت، موجة جديدة من الغارات الجوية الأميركية، بلغ عددها 13 غارة متتالية، وفق ما أفادت به وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي.

وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أن الضربات الجوية استهدفت مديريات كتاف، آل سالم، سحار، ومناطق شرقي مدينة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، في تصعيد لافت للعملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في اليمن منذ أسابيع.

عملية عسكرية موسعة ضد الحوثيين

تأتي هذه الضربات ضمن عملية عسكرية أميركية موسعة بدأت الأسبوع الماضي، بحسب بيانات رسمية أميركية، وردود حوثية تؤكد أن الغارات أسفرت عن "مقتل العشرات" من عناصر الجماعة.

الولايات المتحدة أعلنت في وقت سابق أن العملية تهدف إلى شلّ قدرات الحوثيين العسكرية، ووقف ما وصفته بـ"التهديد المتزايد" للملاحة في البحر الأحمر والمصالح الأميركية بالمنطقة.
 

دعم لحماس واستهداف للسفن في البحر الأحمر

جماعة الحوثي، المرتبطة بإيران، كثفت من هجماتها منذ نوفمبر 2023 على سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، في ما تقول إنه "رد مباشر على العدوان الإسرائيلي في غزة".

هذه الهجمات دفعت واشنطن ولندن إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة وشن ضربات جوية داخل اليمن ضد مواقع ومنصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة.

صعدة تحت النيران مجددًا

محافظة صعدة، التي تعد معقلًا تاريخيًا للحوثيين، تشهد واحدة من أعنف موجات القصف منذ تصاعد التوتر الإقليمي مؤخرًا، إذ تُستهدف فيها البنى التحتية والمواقع العسكرية بشكل متكرر.

وتُعد مديرية كتاف وآل سالم من أبرز المناطق التي تضم مخازن أسلحة ومنصات إطلاق تابعة للجماعة، ما يفسر كثافة الضربات الجوية عليها.

منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر 2023، تصاعدت حدة التوتر الإقليمي، ودخل الحوثيون على خط الأزمة بإعلانهم دعمًا للفلسطينيين عبر شن هجمات على إسرائيل واستهداف السفن المرتبطة بها أو الداعمة لها.

وفي المقابل، صعّدت الولايات المتحدة من ضرباتها الجوية، ما حول اليمن إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين واشنطن وطهران بالوكالة، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع إلى حرب إقليمية أشمل.