شهد لبنان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا مع تنفيذ إسرائيل موجة ثانية من الغارات الجوية على مناطق متعددة في جنوب البلاد وفي عمق الأراضي اللبنانية، وفق ما أفادت به تقارير صحفية.

وقالت المراسلة إن الغارات استهدفت قرى في القطاع الغربي جنوبي لبنان، ومناطق في سهل البقاع، في ما يبدو ردًا مباشرًا على إطلاق صواريخ من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه شمال إسرائيل.

مدينة صور تحت النار.. سقوط ضحايا مدنيين

وشهدت مدينة صور، الواقعة في جنوب لبنان، إحدى الضربات التي التُقطت مشاهدها في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهرت اللقطات لحظة الانفجار الذي وقع في منطقة مأهولة، وسط حالة من الذعر بين السكان.

ووفق وزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الضربة الإسرائيلية على صور عن مقتل شخص واحد وإصابة 7 آخرين، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع، بينما لم تُعلن تفاصيل دقيقة حول طبيعة الهدف المستهدف.
 

وادي زبقين في مرمى النيران.. والقصف يطال البقاع

إلى جانب مدينة صور، أكدت وسائل إعلام لبنانية أن القصف الإسرائيلي استهدف أيضًا منطقة وادي زبقين جنوب البلاد، فيما امتد نطاق الضربات إلى بلدات ومناطق في البقاع شرقي لبنان، ما يُعد تصعيدًا نوعيًا يُنذر بتوسيع رقعة المواجهة.
 

وفي بيان رسمي صادر عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، أعلن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا أوامرهما للجيش الإسرائيلي بتنفيذ موجة ثانية من الضربات، بعد هجوم أول نفذ صباح السبت ضد "أهداف تابعة لحزب الله"، على حد وصف البيان.

وأكد البيان أن الضربات تأتي ردًا على إطلاق صواريخ من لبنان على مناطق شمال إسرائيل، مشددًا على أن "الحكومة اللبنانية مسؤولة عن كل ما يجري على أراضيها"، وأن إسرائيل "لن تسمح بالمساس بمواطنيها أو سيادتها".

الهدنة على شفا الانهيار.. والقلق الدولي يتصاعد

جاء التصعيد الجديد في وقت بدا فيه أن اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله يقترب من الانهيار. وكانت إسرائيل قد اعترضت ثلاثة صواريخ أُطلقت من لبنان في وقت سابق من السبت، ما أشعل فتيل الرد العسكري المتسلسل.

ويرى مراقبون أن التصعيد يحمل مؤشرات خطيرة على انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع على الجبهة الشمالية، في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة.

مخاوف من توسع المواجهة.. ومطالب دولية بضبط النفس

يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية للتهدئة ومنع تفجر جبهة جديدة في المنطقة. كما تُحذر أوساط سياسية من احتمال توسع المواجهة إلى مناطق أكثر كثافة سكانية، مما قد يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في لبنان.

ويخشى كثيرون أن يؤدي هذا التصعيد إلى إشعال حرب شاملة في جنوب لبنان، وسط وضع اقتصادي منهك تعيشه البلاد، وضعف القدرة على التعامل مع تبعات المواجهة.