في مونتي أبرازيفيل، إحدى مدن محافظة ساو باولو، ولد سيرجيو أنتونيو أوليفيرا الشهير بـ «سيرجينيو» في 15 مارس 1995، لأسرة برازيلية بسيطة مثل أغلب العائلات في البلاد، ونشأ يعشق كرة القدم مثل غيره منذ نعومة أظافره.
وكعادة البرازيليين الصغار، إما يقررون البدء مع سانتوس أو ساو باولو في قطاعات الشباب والناشئين، لذلك اختار سيرجينيو الذهاب إلى أكاديمية الشبان في ساو باولو عام 2008، بعد فترة قضاها في مدينته قبل أن يبلغ العاشرة من عمره.
وخلال 3 أعوام فقط، أصبح سيرجينيو أوليفيرا أحد الناشئين المميزين في أكاديمية ساو باولو، إلا أنه اتخذ خطوة شجاعة وغير متوقعة فيما بعد، حين قرَّر الانتقال إلى أكاديمية الشباب في نادي سانتوس عام 2011، بناءً على رغبته الشخصية وبدعم من عائلته بالكامل.
سيرجينيو الذي يبلغ طوله 180 سم ويزن نحو 74 كجم، تمتع ببنية جسمانية قوية منذ صغره، لذلك قرَّر المدربون في أكاديمية سانتوس وضعه في مركز المهاجم الثاني، بعد أن بدأ مسيرته مع ساو باولو كلاعب وسط متقدم وأحيانًا جناح صريح، لكنه أصبح أقرب إلى المرمى من أجل تسجيل الأهداف بعد انتقاله إلى سانتوس.
وبعيدًا عن مسيرته الكروية، يعشق سيرجينيو الحياة الأسرية الهادئة، و قرَّر الارتباط سريعًا بالفتاة البرازيلية التي تعلق بها قلبه، وهي لاسمين سولير.
وبدأت قصة سيرجينيو مع لاسمين عام 2016، حين كان يلعب في صفوف سانتوس، ليرتبط الثنائي معًا ويرزقان بالطفلة الأولى عام 2019.
ويمكن وصف البرازيلي بلقب «أبو البنات»، لأن عائلته استقبلت طفلة أخرى بعد عامين من ولادة الأولى، ليحتفظ سيرجينيو بهذه العائلة طوال مسيرته الكروية، خاصة أنه يفضل قضاء أوقات العطلة والفراغ مع زوجته وطفلتيه، إذ يحرض الرباعي على السفر إلى مختلف البلدان في آسيا وأوروبا، من أجل الاستمتاع والتقاط الصور التذكارية.
ومع استقراره الأسري والعائلي، اتخذ سيرجينيو خطوات سريعة في مسيرته الكروية، التي بدأها أولًا مع سانتوس، قبل أن يذهب بنظام الإعارة إلى بعض الفرق البرازيلية الأخرى مثل فيتوريا ومينيرو، ومن ثم قرَّر 2018، الاحتراف شرق آسيا انطلاقًا
من كاشيما الياباني الذي وقع معه مقابل نحو 1.7 مليون يورو قادمًا من سانتوس، ليتألق اللاعب بشكل لافت ويسجل 15 هدفًا بقميصه في موسم واحد فقط.
وكان سيرجينيو أحد أفراد كاشيما الفائز بلقب دوري أبطال آسيا عام 2018، بعد الفوز في النهائي على برسبوليس الإيراني بنتيجة 2ـ0 في مجموع المباراتين، كما سجَّل اللاعب البرازيلي الأصل هدفًا في لقاء الذهاب.
وبعد نجاحه في اليابان، انتقل سيرجينيو بعدها إلى الصين مع تشانجتشون ياتاي، ليصبح أحد أهم نجومه خلال الفترة من 2020 حتى 2024، مع تسجيله 27 هدفًا في 96 مباراة، وفوزه بلقب الدوري الصيني الدرجة الأولى مرة واحدة، كما انتقل أخيرًا إلى بكين جوان، خلال الميركاتو الشتوي الماضي.
وبخلاف مسيرته مع الأندية، لم يلعب سيرجينيو أي مباراة دولية حتى الآن، بسبب عدم استدعائه أبدًا لتمثيل منتخب البرازيل طوال تاريخه، لذلك اتخذ القرار الأصعب في مسيرته بعد حصوله على الجنسية الصينية رسميًّا، 13 مارس 2025، لينضم إلى قائمة التنين تحت قيادة المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش.
وبعد أسبوع واحد فقط من حصوله على الجنسية الصينية، سيلعب سيرجينيو أولى مبارياته الدولية بقميص الصين أمام الأخضر السعودي، الخميس، في الرياض، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.