اليوم الجديد

الدكتور إبراهيم صميلي.. ضيف الرأي: في حوار عن الابتكار والبحث والتتويج العالمي في الجراحة الدقيقة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدكتور إبراهيم صميلي.. ضيف الرأي: في حوار عن الابتكار والبحث والتتويج العالمي في الجراحة الدقيقة, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 10:25 صباحاً

الدكتور إبراهيم صميلي.. ضيف الرأي: في حوار عن الابتكار والبحث والتتويج العالمي في الجراحة الدقيقة

نشر في الرأي يوم 23 - 04 - 2025


- الرأي - خلود النبهان - جازان :

تشكّل التخصصات الدقيقة في الطب الجراحي أحد أهم مجالات التطور الطبي المعاصر، لما تتطلبه من كفاءة عالية وتكامل بين المهارة السريرية والتقنيات الحديثة. ومن بين النماذج السعودية التي أثبتت حضورًا مميزًا في هذا المجال، يبرز الدكتور إبراهيم بن علي جبران صميلي، استشاري جراحة ومناظير الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة، ومدير برنامج الاختصاص بمنطقة جازان، الذي مزج بين التميز السريري، والبحث العلمي، والابتكار التقني في أدوات جراحية متقدمة.
وفي هذا الحوار الذي أجرته صحيفة " الرأي " ، نقترب من تجربته، ونسلّط الضوء على أبرز محطاته المهنية والبحثية، ومشاركته الدولية في معرض جنيف للاختراعات، ورؤيته لمستقبل الابتكار الطبي في المملكة.

1. د. إبراهيم، بدايةً، نودّ أن يتعرّف القارئ على شخصكم الكريم… كيف كانت مسيرتكم العلمية والمهنية، وما الذي قادكم إلى هذا المجال التخصصي الدقيق؟
د. إبراهيم بن علي جبران صميلي، استشاري جراحة ومناظير الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة، ومدير برنامج الاختصاص بمنطقة جازان. بدأت المسيرة الطبية بدراسة الطب بجامعة جازان، ثم الاتجاه إلى مستشفى عسير المركزي حيث أُنجز برنامج البورد السعودي في طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة ومدته خمس سنين. بعد ذلك، تم الانتقال إلى جامعة الملك سعود لاستكمال التدريب في التخصص الدقيق في جراحة ومناظير الجيوب وقاع الجمجمة. ما شدّ إلى هذا التخصص هو شغف البحث العلمي والابتكار، حيث بدا أنه يمكن تقديم الكثير في هذا المجال بحثيًا وتقنيًا.
2. شاركتم مؤخرًا في معرض جنيف الدولي للاختراعات، وحصلتم على ميداليتين فضيتين، حدّثنا عن طبيعة الابتكارين الفائزين من حيث الفكرة والوظيفة؟
الابتكار الأول هو مسبار ملاحة جراحية بالموجات فوق الصوتية مصمم خصيصًا للاستخدام داخل الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة، يتيح للجراحين تقييم مدى إنجاز العمليات الجراحية، وضمان سلامة الأعضاء الحساسة المجاورة وعلى رأسها الدماغ والعين والشريان السباتي.
أما الابتكار الثاني فهو أداة جراحية تهدف للمحافظة على فتح الأنف أثناء العملية دون الحاجة لإمساكها من قبل الجراح، مما يتيح له استخدام يديه كلتاهما في الإجراء الجراحي، كما تهدف لحماية الأنسجة من دخول وخروج الأدوات، وبالتالي تقليل المضاعفات والوقت الذي تتطلبه هذه العمليات الجراحية.
3. ما القيمة المضافة التي تقدمها ابتكاراتكم للممارسات الجراحية الحالية؟ وكيف يمكن أن تسهم في تحسين جودة الرعاية الطبية وسلامة المرضى؟
لا يوجد جهاز ملاحة جراحية آنية لعمليات الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة يقوم بدور هذه الأداة المبتكرة، وإنما يتم الاعتماد في أجهزة الملاحة الموجودة حاليا على أشعات مقطعية سابقة لا تظهر مدى إنجاز العملية، كما أن تكلفة هذه الأجهزة مرتفعة جدا، وتحمل نسبة أخطاء تقنية. بينما يقدم اختراعنا ملاحة جراحية آنية، ذات كلفة منخفضة، ولا يحمل نسبة خطأ تقنية. مما يسهم في رفع جودة العمليات وكفاءتها، وتقليل زمن العمليات، وخفض نسب المضاعفات، وتعزيز سلامة المرضى. كذلك، توفر هذه الابتكارات أدوات مرنة واقتصادية تسهم في تعميم أفضل ممارسات الرعاية الطبية المتقدمة.
4. كيف تقيّمون بيئة الابتكار الطبي في المملكة، خاصة في إطار تجمع جازان الصحي ودعمه للمشاريع البحثية؟
بيئة الابتكار الطبي في المملكة تشهد نهضة كبيرة بدعم من رؤية 2030، وطموح أن تشكل الابتكارات حوالي 3% من الناتج المحلي بحلول 2040، وهي رؤية طموحة تجعلنا نرى أحلامنا وثمارها بينما نسعى لتحقيقها. تجمع جازان الصحي يشارك الوطن هذا الطموح من خلال في تمكين الأبحاث الطبية والتشجيع على الابتكار، مما يشجع الممارسين الصحيين على تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق تخدم صحة الإنسان.
5. ما أبرز التحديات التي تواجه الطبيب المبتكر في القطاع الصحي؟ وما الأدوات التي يحتاجها لتجاوزها؟
أبرز التحديات تشمل ضعف الدعم المالي في المراحل الأولية، والحاجة إلى التوجيه في مجالات إدارة الابتكار وتسويقه. الطبيب المبتكر يحتاج إلى منظومة داعمة تشمل التدريب على التفكير التصميمي، دعم براءات الاختراع، وربط الابتكارات بالمستثمرين والقطاع الصناعي لتحويل الأفكار إلى حلول عملية.
6. لو لم تكن طبيبًا وجراحًا، ما المهنة التي كنتم ستتجهون إليها؟ وهل هناك جانب إبداعي خارج المجال الطبي يمثّل متنفسًا لكم؟
لو لم أكن طبيبًا لكنت مهندس حاسب آلى وبرمجيات، أو لربما اخترت الهندسة، حيث لطالما استهوتني فكرة تحويل الأفكار إلى أدوات ملموسة. أما خارج المجال الطبي، فأجد متنفسًا في التأمل ومطالعة كتب الأدب والتاريخ.
7. وأخيرًا، ما الرسالة التي تودون توجيهها للأطباء الشباب المهتمين بالبحث والابتكار في التخصصات الجراحية؟
لا تكتفوا بإتقان المهارات السريرية فقط، بل كونوا دائمًا في حالة تساؤل وبحث عن حلول جديدة. العالم بحاجة إلى أطباء مبدعين يطوّرون الممارسات الطبية. المثابرة، والعمل الجماعي، والانفتاح على التخصصات الأخرى هي مفاتيح النجاح في مجال البحث والابتكار. واعلموا أن العديد من الابتكارات كانت عبارة عن فكرة تبدو سخيفة يوما ما، وربما روى التاريخ من سخر منها.

يمثّل د. إبراهيم صميلي مثالًا للطبيب الباحث الذي يسهم في تطوير الأدوات الجراحية الدقيقة، من خلال ابتكارات مدروسة تدعم سلامة المرضى وترتقي بجودة الممارسة الطبية.
‹ › ×

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :