الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية.. مستقبل واعد

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية.. مستقبل واعد, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 11:42 مساءً

الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية.. مستقبل واعد

نشر بوساطة منيرة السويلم في الرياض يوم 14 - 04 - 2025

2127356
تواصل المملكة خطواتها الرائدة والمتميزة نحو مستقبلاً أكثر ازدهاراً من خلال رؤية 2030، وفي إطار هذه الرؤية أُطلقت الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية في يناير 2024، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة عالمياً في مجال التقنية الحيوية، وتركز الاستراتيجية على تحقيق أهداف رئيسة منها، تعزيز الأمن الغذائي والمائي باستخدام التقنيات الحديثة، وتحسين الصحة الوطنية، وتوطين الصناعات الحيوية ودعم الابتكار.
التوجهات الرئيسة للاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية:
تسعى الاستراتيجية إلى تعزيز مكانة المملكة في مجال التقنية الحيوية، من خلال تركيز مجهوداتها على أربع توجهات أساسية، وهي:
1- اللقاحات:
* توطين صناعة اللقاحات، وتعزيز قدرتها في هذا المجال، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد، ويعزز الاكتفاء الذاتي.
* التوسع في الأبحاث والابتكار، لضمان جودة الإنتاج.
2- التصنيع الحيوي والتوطين:
* إنشاء مصانع محلية.
* توفر الأدوية الحيوية في جميع مناطق المملكة.
3- الجينوم:
* الريادة في أبحاث علم الجينوم والعلاج الجيني، مما يسهم في التشخيص المبكر للأمراض للوقاية والعلاج.
* إنشاء مراكز بحثية متخصصة.
4- تحسين زراعة النباتات
* تطوير التقنيات المستخدمة في زراعة المحاصيل.
* تعزيز الاكتفاء الذاتي، ودعم الأمن الغذائي.
وللتعرف على تأثير هذه الاستراتيجية وانعكاساتها على مختلف القطاعات، التقيت بعدد من المختصين في المجال لاستعراض أبرز التطورات في هذه التخصصات، وتسليط الضوء على الابتكارات الحديثة، ودورها في دعم مستقبل التقنية الحيوية في المملكة.
وفي حديثنا مع المختصين حول تأثير التقنية الحيوية على مستقبل القطاعات الصحية، أكد هاشم يحيى معافاء، أخصائي علم أمراض وأحياء دقيقة، أن التقنيات الحديثة مثل تقنيات البلمرة (Polymerase Chain Reaction)، قد ساهمت بشكل كبير في تسريع التشخيص للأمراض المعدية مثل السل والحمى المالطية وأمراض مستعصية قد تكون خطرًا على حياة المريض. فيعتمد التشخيص السريع لمثل هذه الحالات أمرًا جدًا مهمًا، وسرعة علاجها وتشخيصها يعتمد على سرعة التشخيص. وتساهم التقنيات الحديثة في الحد من انتشار المرض والمضاعفات وإيجاد العلاج اللازم.
ساهمت هذه التكنولوجيا في أكبر تحدٍ خلال عصرنا هذا، مثل فيروس كورونا المستجد الذي كان له تأثير كبير على المملكة، والحمد لله، أبرزت جميع المستشفيات في المملكة بتقصي وعلاج المرض والتوعية اللازمة. وكان أهمها التقنيات الحديثة في سرعة التشخيص للمرض والحد من الانتشار.
تعزيز الأمن الغذائي والمائي
ومن أبرز التطورات في مجال الأحياء هي أجهزة الفحص الجزيئي مثل جهاز MALDI-TOF، وهو اختصار ل Matrix-Assisted Laser Desorption/Ionization - Time of Flight. يعتمد الجهاز على تقنية تأيين الليزر بمساعدة مصفوفة (Matrix)، حيث يتم خلط العينة مع مادة عضوية تُسمى المصفوفة، ثم يتم تعريضها لنبضات ليزر. يؤدي ذلك إلى تأيين الجزيئات دون تكسيرها. بعد ذلك، يتم تسريع الأيونات في أنبوب طيران (Time of Flight) نحو كاشف، حيث يتم قياس وقت وصولها لتحديد كتلتها بدقة.
يُستخدم جهاز MALDI-TOF في مجالات متعددة مثل علم الأحياء الجزيئية، التشخيص الطبي، وعلم البروتيوميات.
جهاز BioFire هو نظام تشخيصي متقدم يستخدم تقنية PCR (تفاعل البوليميراز المتسلسل) المتعدد لفحص العينات الطبية بسرعة ودقة. يتميز الجهاز بقدرته على الكشف عن العديد من الفيروسات، البكتيريا، والفطريات من عينة واحدة خلال فترة زمنية قصيرة، مما يجعله أداة فعالة لتشخيص الأمراض المعدية. يُستخدم بشكل شائع في المستشفيات والمختبرات لتحديد مسببات العدوى التنفسية، المعوية، والدموية، مما يساعد في تقديم العلاج المناسب بسرعة.
والحمد لله، هذه التحاليل توفرها المستشفيات الحكومية وبشكل مجاني، وتعتبر من أكثر الأجهزة تقدمًا ودقة.
من جانبها، أشارت الأخصائية لينا أبو بكر النبهان، إلى أحدث التطبيقات في مجال التدفق الخلوي التي يمكن أن تحدث تحولاً في تحسين التشخيص الطبي وعلاج الأمراض المناعية والسرطانية.
قالت: "كل خلية مناعية لها خصائص فيزيائية مختلفة وأيضًا لها مجموعتها الخاصة من الأجسام المضادة، وهذا ما يسمى بالنمط الظاهري. يتمحور التدفق الخلوي حول دراسة هذه الخصائص الفيزيائية بالإضافة إلى دراسة النمط الظاهري للخلايا المناعية لتحديد وجود أي اختلاف غير طبيعي بها. في غالب المستشفيات يستخدم التدفق الخلوي العادي، وهي تقنية تسمح بدراسة 4-16 جسم مستضد مكون لنمط الخلايا المناعية في المرة الواحدة.
من التطبيقات الحديثة التدفق الخلوي الطيفي، وهذه التقنية ستسمح للعلماء بدراسة أكثر من 40 مستضد مكون لنمط الخلايا في المرة الواحدة، مما سيساعد في دراسة أنماط الخلايا المناعية بشكل أعمق وذلك بدراسة أكثر من مستضد على الخلية وتصنيف التغيرات المرضية بشكل أدق."
وأضافت: "هنالك أيضًا تقنية أخرى وهي استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل نتائج الاختبار على صورة مخطط بياني. تحليل نتائج الاختبار مهم لعرض التغيرات الناتجة، ويعتمد تحليل المخططات البيانية على خبرة العملية والعلمية للمستخدم أو أخصائي المختبر في كشف هذه التغيرات. إذا تم تطبيق الذكاء الاصطناعي وتدريبه بشكل فعال، فسيساعد الذكاء الاصطناعي المستخدمين في كشف وجود تغيرات مرضية للمساعدة في علاج المريض بشكل أدق وأسرع."
وفيما يتعلق بكيفية تأثير هذه التقنية في دقة وكفاءة الرعاية الصحية، قالت الأخصائية: "استخدام التقنيات الحديثة سيساهم في خدمة المريض وتحسين علاجه بسبب التقدم في اكتشاف التغيرات المرضية بطريقة دقيقة وسريعة. كما سيسمح للعلماء بتطوير أدوية أكثر تحديدًا لنوع التغير الناشئ من هذه الأمراض المناعية والسرطانية المختلفة."
وخلال الحديث مع المختصين، أشار راكان منصور حميد، أخصائي في قسم الأحياء الدقيقة، إلى دور الأبحاث المحوري في تحسين صحة المجتمع وحماية البيئة.
وأوضح أنه تلعب الأبحاث دورًا محوريًا في تحسين صحة المجتمع وحماية البيئة من خلال تطوير المعرفة العلمية وتقديم حلول مستدامة للمشكلات الصحية والبيئية. وفيما يتعلق بتحسين صحة المجتمع، فإن الأبحاث تسهم في عدة مجالات، مثل:
1) تطوير العلاجات والأدوية: تساعد الأبحاث الطبية في ابتكار أدوية وعلاجات جديدة للأمراض المزمنة والمستعصية مثل السرطان وأمراض القلب والسكري.
2) تحسين طرق الوقاية والتشخيص: تساهم الدراسات في تطوير تقنيات تشخيصية مبكرة تساعد في الحد من انتشار الأمراض وتقديم العلاج في الوقت المناسب.
3) تعزيز الصحة العامة: تساعد الأبحاث في فهم العوامل المؤثرة على الصحة مثل التغذية، الرياضة، والصحة النفسية، مما يسهم في توجيه السياسات الصحية العامة.
4) تقليل معدلات الوفيات والأمراض: من خلال دراسة الأسباب الجذرية للأمراض ووضع استراتيجيات للوقاية منها، مثل التطعيمات وبرامج التوعية الصحية.
أما في مجال حماية البيئة، فالأبحاث تساهم في:
1. الحد من التلوث: تطوير تقنيات للحد من تلوث الهواء والماء والتربة، مما يحسن جودة الحياة.
2. الطاقة المستدامة: تطوير مصادر طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
3. إدارة الموارد الطبيعية: تحسين استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي الزراعية لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
4. التعامل مع التغير المناخي: فهم تأثير تغير المناخ ووضع استراتيجيات للتكيف معه والحد من آثاره.
فيما يتعلق بمكافحة الأمراض المعدية، أضاف راكان:
* تطوير اللقاحات: الأبحاث هي الأساس في تطوير اللقاحات للوقاية من الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا، كوفيد-19، والملاريا.
* تحليل سلوك الفيروسات والجراثيم: فهم كيفية انتشار الأمراض المعدية وطرق مقاومتها للعلاجات، مما يؤدي إلى تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية لمكافحتها.
* تطوير المضادات الحيوية والعلاجات: إيجاد أدوية جديدة لمقاومة الأمراض المعدية الناشئة والمقاومة للمضادات الحيوية.
* التخطيط للاستجابة للأوبئة: توفير بيانات وإحصاءات تساعد الحكومات والمنظمات الصحية على وضع خطط سريعة للحد من انتشار الأوبئة.
وأكد راكان أن الاستثمار في الأبحاث العلمية يسهم بشكل مباشر في بناء مجتمعات أكثر صحة واستدامة، ويعزز القدرة على مواجهة التحديات الصحية والبيئية بشكل فعال.
و في سياق الحديث عن التطورات العلمية والتقنيات الحديثة، أكدت شذى أحمد كريري، أخصائية في قسم الأحياء الدقيقة، أن تقنيات الأحياء الدقيقة تلعب دورًا رئيسيًا في تطوير العلاجات المضادة للبكتيريا المقاومة للأدوية من خلال عدة طرق، منها:
* تحليل الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، مما يساعد في فهم كيفية تطوّر المقاومة وانتشارها بين البكتيريا.
* تطوير مضادات حيوية جديدة، فإن تقنيات التصميم الدوائي المعتمد على الذكاء الاصطناعي تساعد في تحسين المضادات الحيوية الحالية أو ابتكار مركبات جديدة أكثر فاعلية.
* تطوير استراتيجيات علاجية بديلة كالعاثيات (Bacteriophages): وهي فيروسات تستهدف البكتيريا فقط، ويمكن تعديلها وراثيًا لجعلها أكثر فاعلية ضد البكتيريا المقاومة.
* تحسين طُرق التّشخيص السّريع كتطوير أجهزة تشخيص جزيئي فوري تعتمد على PCR أو تقنيات النانو للكشف عن البكتيريا المقاومة بسرعة، مما يساعد الأطباء في اختيار المضاد الحيوي المناسب دون تأخير.
تسهم التقنيات الحديثة في مكافحة هذه الظاهرة عن طريق:
* الحد من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية عبر التشخيص الدقيق والفوري.
* تعزيز برامج المراقبة العالمية لمقاومة البكتيريا للأدوية، مما يسمح باتخاذ إجراءات سريعة للحد من انتشارها.
* تحفيز البحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية الجديدة، نظرًا لقلة الأدوية المكتشفة حديثًا مقارنةً بسرعة تطور المقاومة.
في الختام، تعد الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث تسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي في مجال الابتكار والتقنيات الحديثة. من خلال توجيه الاهتمام إلى التطورات التكنولوجية في مجالات اللقاحات، التصنيع الحيوي، الجينوم، وتحسين زراعة النباتات، تحقق المملكة تقدمًا ملحوظًا في تعزيز الأمن الصحي والغذائي. كما أن جهود المختصين في مجال الأحياء الدقيقة والتقنيات الحديثة تلعب دورًا كبيرًا في تسريع التشخيص والعلاج، وتحقيق نتائج فعّالة في مكافحة الأمراض المستعصية والمعدية.
مع استمرار دعم الأبحاث والتطوير، ستظل المملكة تتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل، مدفوعةً بتقنيات متطورة وإرادة قوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الرعاية الصحية، لتكون نموذجًا يحتذى به على المستوى العالمي في الابتكار والازدهار.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق