نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقرير دولي: فجوة تمويلية تعيق جهود احتواء "السل" عالميًا, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 01:21 مساءً
نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 24 - 03 - 2025
قالت منظمة الصحة العالمية: "على الرغم من إنقاذ أرواح 66 مليون شخص منذ عام 2000، إلا أن جائحة كوفيد-19 تسببت في تقويض تلك المكاسب حيث شهد عام 2020 زيادة في الوفيات الناجمة عن السل، كما أدت النزاعات التي تشهدها أوروبا الشرقية وأفريقيا والشرق الأوسط حالياً، إلى زيادة تفاقم وضع الفئات السكانية الضعيفة".
وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى استثمار الموارد والدعم والرعاية والمعلومات بشكل عاجل في مكافحة السل – بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل الذي يأتي سنويًا يوم 24 مارس – مشيرة إلى أن الإنفاق العالمي على وسائل تشخيص السل وعلاجه والوقاية منه في عام 2020 أقل من نصف الغاية العالمية المتمثلة في إنفاق 13 مليار دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2022.
وحذّرت الصحة العالمية من تفاقم الإصابة بالسل في العالم، حيث يفقد ما يقرب من 4000 شخص حياتهم يوميًا بسبب السل، ويُصاب ما يقرب من 30,000 شخص بهذا المرض الذي يمكن الوقاية منه والشفاء منه.
في الوقت الذي أنقذت الجهود العالمية لمكافحة السل حياة ما يُقدّر بنحو 79 مليون شخص منذ عام 2000، تحقق تعافٍ كبير في توسيع نطاق خدمات تشخيص السل وعلاجه في جميع أنحاء العالم في عام 2022، ويُظهر ذلك اتجاهًا مشجعًا بدأ في عكس الآثار الضارة للاضطرابات التي سببتها جائحة كوفيد-19 في خدمات مكافحة السل.
وسلّطت المنظمة الضوء في تقريرها العالمي الأخير عن السل، على حصول أكثر من 8.2 مليون شخص مصاب بالسل على التشخيص والعلاج في عام 2023، أي أعلى من مستوى 7.5 مليون شخص في عام 2022، وأعلى بكثير من مستوى 5.8 مليون في عام 2020 و6.4 مليون في عام 2021، ولا تزال هناك فجوة عالمية كبيرة بين العدد التقديري للأشخاص الذين أُصيبوا بالسل وعدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثًا.
وأكّدت الصحة العالمية أنه يتم إنفاق 13 مليار دولار سنويًا منذ عام 2022م، وأن هذا الرقم أقل من المطلوب توفيره، حيث أشارت إلى ضرورة توفير 1.1 مليار دولار إضافية سنويًا لأغراض البحث والتطوير.
وبسبب نقص التمويل بين عامي 2018 و2020، تلقّى 20 مليون شخص علاجًا مضادًا للسل، وهو ما يمثل 50% من غاية فترة السنوات الخمس والمتمثلة في توفير علاج السل لما مجموعه 40 مليون شخص في الفترة 2018–2022، وخلال الفترة نفسها، قُدِّم العلاج الوقائي المضاد للسل إلى 8.7 مليون شخص، وهو ما يمثل 29٪ من الغاية البالغة 30 مليون شخص للفترة 2018–2022.
ويزداد الوضع سوءًا بالنسبة للأطفال والمراهقين المصابين بالسل، ففي عام 2020، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 63٪ من الأطفال وصغار المراهقين المصابين بالسل الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا لم يحصلوا على خدمات تشخيص وعلاج السل المنقذة للأرواح أو لم يُبلّغ رسميًا عن حصولهم عليها؛ وقد كانت هذه النسبة أعلى من 72٪ لدى الأطفال دون سن الخامسة، ولم يتلقَ العلاج الوقائي المضاد للسل ما يقرب من ثلثي الأطفال دون سن الخامسة المؤهلين للحصول عليه، وبالتالي فإنهم ما زالوا معرضين لخطر الإصابة بالمرض.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "لا بد من استثمارات عاجلة لتطوير الخدمات والأدوات الأكثر ابتكارًا للوقاية من السل والكشف عنه وعلاجه، وتوسيع نطاق إتاحتها، وهي أدوات يمكن أن تنقذ ملايين الأرواح سنويًا وتحد من أوجه عدم الإنصاف وتتيح تلافي خسائر اقتصادية فادحة. وتوفر هذه الاستثمارات للبلدان والجهات المانحة عوائد ضخمة من حيث تفادي تكاليف الرعاية الصحية وزيادة الإنتاجية".
وتشير الصحة العالمية إلى أن الاستثمارات في برامج مكافحة السل تعود بالفوائد ليس فقط على الأشخاص المصابين بالسل، ولكن أيضًا على النظم الصحية والتأهب للجوائح، داعية إلى تحفيز الاستثمار والعمل من أجل الإسراع في تطوير أدوات جديدة، ولا سيما لقاحات جديدة مضادة للسل.
إن المبادئ التوجيهية المحدّثة بشأن التدبير العلاجي للسل لدى الأطفال والمراهقين، الصادرة عن المنظمة اليوم، تسلّط الضوء على التوصيات الجديدة التي تركز على المرضى لأغراض التشخيص والعلاج والوقاية، ومن هذه التوصيات: توسيع نطاق اختبارات التشخيص ليشمل العينات غير الباضعة، مثل البراز، والتوصية بوسائل التشخيص الجزيئي السريع بوصفه الاختبار الأولي لتشخيص السل لدى الأطفال والمراهقين، وعلاج الأطفال والمراهقين المصابين بأشكال غير خطيرة من السل الحسّاس للأدوية لمدة أربعة أشهر بدلًا من ستة أشهر، فيما يُوصى باتباع نظام علاجي مدته ستة أشهر بدلًا من 12 شهرًا لمعالجة التهاب السحايا السلّي، ويعزّز ذلك سُبل إرساء نهج يركّز على المرضى من شأنه أن يقلّل من تكاليف رعاية مرضى السل من الأطفال والمراهقين وأفراد أسرهم.
ويُوصى الآن باستعمال اثنين من أحدث الأدوية المضادة للسل في علاج السل المقاوم للأدوية (بيداكويلين وديلامانيد) لدى الأطفال من جميع الأعمار، مما يتيح للأطفال المصابين بالسل المقاوم للأدوية الحصول على نظم علاجية عن طريق الفم حصريًا، بغض النظر عن أعمارهم.
ويُوصى أيضًا باتباع نماذج جديدة لرعاية مرضى السل اللامركزية والمتكاملة، مما سيتيح لعدد أكبر من الأطفال والمراهقين الحصول على الرعاية أو العلاج الوقائي ضد السل بالقرب من المكان الذي يعيشون فيه.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق