المراهقة بين الفرار والعزم

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المراهقة بين الفرار والعزم, اليوم الأحد 23 مارس 2025 09:37 مساءً

المراهقة بين الفرار والعزم

نشر بوساطة مرحلة المراهقة لدى الفتيات في الرياض يوم 23 - 03 - 2025

2124281
عندما تبدأ المراهقة، تنشأ معها حالتان متناقضتان: الفرار والعزم. إنها المرحلة التي يتحول فيها الطفل الساذج والمغامر إلى شخص غارق في التوقعات أو خائف من التغيير. داخل الأسرة الواحدة، يمر كل فرد بهذه المرحلة بطريقته الخاصة، ولكنها تعصف به من براءة الطفولة إلى وعيٍ يثقل كاهله.
بالنسبة للفتاة، فإن المراهقة تدفعها للانجراف نحو زاوية أكثر راحة، حيث تتغير مشاعرها وأفكارها، وتدرك أن العالم أوسع بكثير من منزلها أو فناء مدرستها وأن الحياة ليست مجرد أحلام تُبث عبر شاشة التلفاز أو أغانٍ تُلهمها بخيالات الإنجاز إلا، وأنها ليست سوى انعكاس لرغبة دفينة في تحقيق ذاتها. لكن هذا الإدراك يصاحبه شعور قاسٍ بالعار، فتنطوي على نفسها، خائفة من اتخاذ خطوات كبيرة تتجاوز حدود شارعها، وتحاول تعويض هذا الإحساس بالفراغ من خلال بذل كل جهدها لإثبات أنها ليست بلا قيمة. غير أن تراكم تأنيب الضمير والخوف من التجربة والنظرات المحبطة يجعلها أسيرة لصراع داخلي مرهق.
أما الفتى، فالمراهقة تبدو وكأنها قفزة زمنية تجعله يكبر عشرين عامًا في لحظة واحدة. ينجرف نحو المسؤوليات، يتابع الأخبار، متخطّيًا المسافات بسرعة تفوق قدرته على الاستيعاب فيكون متحاشيًا تصرفات قد تُشعره بالخجل أمام الآخرين. يحاول أن يتحمل مسؤولية نفسه، لكنه في الواقع ينسى ذاته، متقمصًا شخصية ليست له، يسعى لإثبات رجولته، كل ذلك في سبيل أن يسمع من يقول له: «أنت قادر، أنت موجّه.» لكنه سرعان ما يضيع في تفاصيل الحياة، خائفًا من النظرة الدونية التي تلاحقه، وهي نتيجة طبيعية للقمع الذي تعرض له في طفولته وعدم الاستماع إلى صوته حين كان يحتاج إلى ذلك في رحلة مضنية نحو النضج وصراع داخلي بين الرغبة في الحرية والقيود التي نشأت منذ الطفولة يتطلب دعمًا يخفف من وطأة هذا التحول العميق.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق