نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشمس تتعامد على مذابح كنيسة كفر الدير الأثرية ثلاث مرات سنويًا, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 12:26 صباحاً
كنيسة من القرن الرابع... تحفة معمارية بيزنطية بلا حديد أو خشب
شُيدت كنيسة كفر الدير المقدسة الأثرية في القرن الرابع الميلادي على الطراز البيزنطي البديع، باستخدام الطوب والحجارة المتماسكة بمادة طبيعية صلبة تُعرف باسم "القصر ملى"، والمكونة من خليط من الرمل والجير والحمرة. تميز البناء العتيق بعدم استخدام الحديد أو الخشب، في تشابهٍ واضح مع عمارة أديرة وادي النطرون والأديرة القديمة الأخرى، حيث ترتفع القباب الشاهقة فوق الكنيسة على هيئة صليب متساوي الأضلاع، في تصميم يعكس عمق الفكر الهندسي والديني في تلك الحقبة.
شمس تتعامد.. ومذابح تضيء بنور سماوي
ما يجعل كنيسة كفر الدير فريدة بحق، هو تلك الظاهرة الفلكية المذهلة: حيث تتعامد أشعة الشمس على مذابح الملائكة "ميخائيل، مارجرجس، والسيدة العذراء" خلال أعيادهم، لتغمرها بالنور في توقيت سماوي دقيق.
في الأول من مايو تتعامد الشمس على مذبح الشهيد مارجرجس.
في التاسع عشر من يونيو، يكتسي مذبح رئيس الملائكة ميخائيل بالنور.
في الثالث والعشرين من أغسطس، تتوج الشمس مذبح السيدة العذراء بأشعتها الذهبية.
يحدث هذا التعامد البديع خلال إقامة القداس الذي يمتد لما يقارب الساعة، في طقس روحي مهيب يجمع بين رهبة المكان وقداسة الزمان.
كنوز أثرية فريدة في قلب الكنيسة
تحتضن كنيسة كفر الدير بين جنباتها ثروة أثرية لا تقدر بثمن. فهناك المخطوطات النادرة، والأباريق والأيقونات والكتب المقدسة التي يعود تاريخ بعضها لأكثر من ألف عام.
كما تحتوي الكنيسة على بئر أثري يصل عمقه إلى 20 مترًا، وشجرة ضخمة عمرها مئات السنين، تقف كشاهد حي على عصور مضت.
الأيقونات الثلاث.. تحف فنية تروي التاريخ
أيقونة الملاك ميخائيل: مصنوعة من الخشب، بإطار خشبي، بطول 113 سم وعرض 93 سم، تصور الملاك بجناحين، ممسكًا بميزان في يده اليسرى وسيف في اليمنى، وقد وطأ الشيطان تحت قدميه. تعلو الصورة عبارة: "الملاك الجليل ميخائيل"، وأسفلها الدعاء: "عوض يا رب من له تعب".
أيقونة السيدة العذراء والمسيح الطفل: تصور العذراء وهي تحمل الطفل يسوع، وفوق رأسيهما تيجان وهالات نورانية، محاطة بملاكين وشعاع نور، مع ظهور الملاك ميخائيل والملاك غبريال إلى جانبيها.
أيقونة مارجرجس: عمل فني خلاب بألوان زاهية، يظهر فيه مارجرجس على صهوة جواده، يطعن التنين بحربة تتوجها صليب، وخلفه صبي يحمل قدحًا، في مشهد رمزي للنصرة الروحية.
قصة اكتشاف الظاهرة.. مصادفة قادت لاكتشاف علمي
يروي المهندس الاستشاري المدني مجدي غبريال مؤسس فريق الترميم التطوعي لتراثنا الإسلامي والقبطي بمحافظة الشرقية، أنه في عام 2012، استُدعي لإجراء معاينة هندسية لكنيسة كفر الدير لتقديم استشارة إنشائية عاجلة.
ويقول غبريال: "أمام هذا الأثر البيزنطي النادر، انتابتني الدهشة من جمال العمارة، ولكن سرعان ما تبددت الدهشة أمام هول الحالة الإنشائية المتردية، فالجدران مليئة بالشروخ، والطوب يتساقط من العقود الحاملة للقباب والسقف. كانت حالة الكنيسة تستدعي تدخلاً عاجلاً لإنقاذها من السقوط".
بالفعل تم تشكيل فريق تطوعي ضم 30 متخصصًا وخبيرًا من جميع المجالات المرتبطة بالترميم والآثار والفلك. وخلال عمليات الترميم الدقيقة، وخلال فتح الطاقات المسدودة في القباب، وقعت المفاجأة الكبرى: دخول شعاع الشمس إلى قلب مذابح الكنيسة، متعامدًا بدقة مذهلة في تواريخ محددة.
توثيق علمي بإشراف علماء الفلك
للتأكد من الظاهرة، تمت الاستعانة بلجنة علمية من معهد البحوث الفلكية برئاسة العالم الراحل د. مسلم شلتوت، عضو وكالة ناسا للفضاء، الذي أشرف مع فريقه على إجراء القياسات والرصد الفلكي الميداني. وأثبتت النتائج العلمية صحة ثبوت الظاهرة الفلكية النادرة.
وثّق الفريق العلمي حركة الشمس بدقة، وأصدر شهادات رسمية تُثبت الظاهرة، ما منح الكنيسة مكانة استثنائية بين الآثار الدينية والفلكية في العالم.
دعوة للاحتفال ونداء لوضع كنيسة كفر الدير على خارطة السياحة العالمية
منذ عام 2012، أصبح سكان قرية كفر الدير يحتفلون سنويًا بهذه الظاهرة الفريدة، بدعوة جميع المصريين المحبين لتراثهم العريق للمشاركة في الفعاليات التي تُقام داخل الكنيسة في مواسم التعامد.
يدعو المهندس مجدي غبريال والمهتمون بالتراث القبطي إلى إدراج كنيسة كفر الدير ضمن أهم المزارات السياحية العالمية، لما تمثله من مزيج نادر بين العمارة البيزنطية والفلك والهندسة الروحية...
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :