اليوم الجديد

بعد مئة يوم من ولاية ترامب.. المعارضة عاجزة عن الخروج من شللها

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد مئة يوم من ولاية ترامب.. المعارضة عاجزة عن الخروج من شللها, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 02:50 مساءً

بعد مرور مئة يوم على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لا تزال المعارضة الديمقراطية في حال من الصدمة، بلا قيادة ولا رسالة، شبه عاجزة عن إيجاد موقع لها في مواجهة رئيس طاغي الحضور، يعمل على إعادة تشكيل المشهد السياسي الأميركي على صورته وصورة برنامجه.

لخّصت أستاذة الشؤون العامة في جامعة فرجينيا، باربرا بيري، وضع الديمقراطيين بقولها إنهم “في مأزق”، موضحة لوكالة فرانس برس أنهم “يتقدّمون متعثّرين”، ويجدون أنفسهم مرغمين على “اعتماد موقع دفاعي” في مواجهة “فورة الغضب” التي يمثلها الملياردير البالغ 78 عاماً.

ولفتت بيري إلى أنه خلال الأيام المئة الأولى من ولايته الأولى، عمّت “الفوضى الكاملة وقلة التنظيم” لأنه لم يكن يتوقع الفوز بالرئاسة، لكنه هذه المرة عاد إلى السلطة بخطة عمل وضعها حلفاؤه خلال السنوات الأربع الماضية.

وأكدت بيري أن بداية ولايته هذه “غير مسبوقة” في تاريخ الولايات المتحدة، في ظل إصدار أعداد هائلة من المراسيم الرئاسية، وبلبلة التجارة الدولية، وتفكيك أجزاء كاملة من الدولة الفيدرالية تحت إشراف حليفه الملياردير إيلون ماسك، فضلاً عن تدابير أخرى.

في المقابل، يواجه الديمقراطيون، الذين باتوا أقلية في مجلسَي الكونغرس، سلسلة طويلة من المشكلات، على رأسها افتقارهم إلى قيادي بارز، وغياب “رسالة منسقة أو موحّدة يقدمونها للأميركيين، سوى أن +ترامب مخطئ+”.

ويثير هذا التخبط إحباط العديد من الناخبين الذين يتطلعون إلى معارضة أكثر قوةً وحيويةً في مواجهة ترامب. وقد بلغ غضبهم ذروته في منتصف آذار/مارس، عندما رضخ زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في مواجهة مع الجمهوريين، وصوّت لصالح مشروع قانون تمويل لتفادي إغلاق الحكومة الفيدرالية.

وفسّر كثيرون هذا التراجع في موقف الديمقراطيين على أنه تخاذل، وطالبوا السيناتور السبعيني عن ولاية نيويورك بالانسحاب.

وقالت أليكس باول لوكالة فرانس برس، خلال حضورها تجمعاً للسيناتور اليساري بيرني ساندرز في لوس أنجليس، “إننا بحاجة إلى بعض الأمل”. وأضافت المدرسة البالغة من العمر 28 عاماً: “رد الديمقراطيين خيّب أملي حقاً. أريد منهم المزيد من التحرك، المزيد من الاستنكار”.

وبدأت تظهر تحركات معارضة لا تنبثق بالضرورة من الحزب الديمقراطي، بل من جمعيات ترفع، على سبيل المثال، شكاوى قضائية ضد تدابير تتخذها الإدارة. وتحولت الاجتماعات العامة التي يعقدها النواب الجمهوريون في دوائرهم، والتي تسودها عادةً روح توافقية، إلى مساحة للتعبير عن الغضب الشعبي تجاه دونالد ترامب.

وجرت في الأسابيع الأخيرة عدة تظاهرات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، احتجاجاً بصورة رئيسية على الاقتطاعات المزمع تنفيذها في الإنفاق العام. غير أن هذا الرد الشعبي على سياسات ترامب يبقى حتى الآن “متفرقاً وغير مركزي”، وفقاً لباربرا بيري.

وفي ظل هذا الجمود العام لدى الديمقراطيين، تحاول بعض الوجوه اليسارية رفع الصوت. وفي هذا السياق، أطلق السناتور المستقل بيرني ساندرز، الذي يحظى بشعبية واسعة في أوساط اليسار، جولة تحت شعار “محاربة الأوليغارشية”، استقطب في كل من محطاتها آلاف المناصرين، وانضمت إليه النائبة الثلاثينية عن نيويورك ألكسندريا أوكازيو كورتيز، وهي أيضاً من أقطاب الحركة التقدمية.

وفي مطلع نيسان/أبريل، حطّم السناتور الديمقراطي كوري بوكر الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ، إذ ندّد على مدى أكثر من 25 ساعة متواصلة بسياسة الرئيس. وقد حظي هذا الماراثون الخطابي، رغم أنه بقي إلى حد بعيد رمزياً، بملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي بادرة أمل، فاز اليسار في انتخابات عضوية المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن، رغم تدخل إيلون ماسك، أحد أقرب مساعدي ترامب، الذي ضخّ ملايين الدولارات في حملة التأثير على الناخبين.

ورأى فلافيو هيكل، أستاذ العلوم السياسية في معهد واشنطن، أنه وإن لم يتّضح بعد “أي نوع من الرسائل أو التكتيكات سيسمح للحزب الديمقراطي بتعزيز فرصه في الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر 2026″، فإن من المهم “اختبار” عدد منها.

وتابع قائلاً: “بعضها لن يفضي إلى نتيجة، وبعضها الآخر سيفشل ببساطة، لكن النجاح لن يُقدَّم لهم على طبق من فضة”. وهذه التحركات المتفرقة تمثل، بالنسبة لعدد من الديمقراطيين، وسيلة جيدة للبروز قبل ثلاث سنوات من حملة رئاسية لم يظهر بعد أي مرشح واضح لها عن اليسار.

المصدر: أ ف ب

أخبار متعلقة :