نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شواطئ الإسكندرية تسبح بين متعة الصيف ومآسي الغرق, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 04:07 مساءً
في كل عطلة أسبوع تقريبًا تتكرر المأساة: خبر غريق جديد، صرخة أم علي الشاطئ. أو رحلة انتهت بجنازة بدلاً من نزهة، ولذا بات السؤال الأكثر إلحاحًا:
هل البحر هو القاتل الحقيقي؟ أم أن وراء المأساة إهمالًا إداريًا وبشرية أخطاء تجعل من موجة عابرة فخًا قاتلًا؟
ناقوس الخطر
حادثة الغرق الجماعي الأخيرة في شاطئ أبو تلات لم تكن الأولي، لكنها الأكثر صدمة، رحلة مدرسية إلي شاطئ مغلق رسميًا، عشرات الطلاب في عمر الزهور، دخول غير مسموح به، والنتيجة: ستة غرقي وعدد من المصابين.
المأساة تكررت في نفس المكان الذي شهد كوارث مماثلة من قبل، ما جعل أهالي الإسكندرية يتساءلون بمرارة: لماذا تُترك هذه الشواطئ دون رقابة صارمة؟ ولماذا تتكرر نفس الحوادث عامًا بعد آخر؟
الخبير البحري إيهاب عبد الله أوضح أن جغرافية غرب الإسكندرية تجعلها أكثر خطورة مقارنة بشرقها تيارات بحرية خفية عبارة تيارات تحت السطح تسحب السباحين فجأة للداخل، خصوصًا عند التقاء الأمواج بالصخور وشواطئ مفتوحة بلا حواجز طبيعية بعكس الخلجان الشرقية، فإن الغرب يواجه البحر المفتوح بكل قوته وقاع بحر غير آمن فجوات صخرية ومطبات بحرية تفقد المصطاف توازنه، وتجعله فريسة سهلة للأمواج.
ويري نبيل رحمي، رئيس لجنة السياحة بالمجلس المحلي سابقًا، أن الخطر لا يرتبط بالبحر وحده، بل بالإنسان أيضًا السباحة في أوقات خطرة معظم حالات الغرق تحدث فجرًا أو ليلًا، حين يغيب الإنقاذ وضعف المنقذين منقذ أو اثنان فقط يراقبان مئات الأمتار بلا أدوات كافية أو تدريب كافي والشواطئ غير المرخصة كثير من الشواطئ تفتح أبوابها دون رقابة أو إشراف رسمي، فتتحول لفوضي مميتة.
الخبير السياحي نادر مرقص يري ضرورة بتنفيذ الإغلاق الفعلي للشواطئ الخطرة لا الاكتفاء باللافتات والمحليات ملزمة بتوفير منقذين مدربين ومجهزين، لا مجرد أفراد بلا أدوات والمواطنون عليهم الالتزام بالإرشادات وعدم المخاطرة بحياتهم وحياة أبنائهم.
الخبراء يجمعون أن الحلول ممكنة إذا توافرت الإرادة نشر فرق إنقاذ مدربة ومجهزة بمراكب وأجهزة اتصال ووضع نظام تحذير مرئي بالألوان يوضح حالة البحر يوميًا وتركيب كاميرات مراقبة وإشارات صوتية لمنع النزول غير المصرح ومنع السباحة بعد المغرب بشكل صارم وحملات توعية موسمية في المدارس ووسائل الإعلام.
الإهمال القاتل
في النهاية، البحر كان وسيبقي بلا رحمة، لكن المأساة الحقيقية تكمن في غياب الوعي والتنظيم والرقابة، كل ضحية ليست مجرد رقم في إحصائية، بل حياة كان يمكن إنقاذها لو وُجدت إدارة حقيقية ووعي جماعي.
ويبقي السؤال مفتوحًا: هل ننتظر غريقًا جديدًا لنكرر نفس النقاش؟ أم أن صيف الإسكندرية القادم سيكون مختلفًا، حيث شواطئ آمنة بدل شواطئ الموت؟
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق