دير جبل الطير بـ سمالوط.. منارة للسياحة الدينية في مصر

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دير جبل الطير بـ سمالوط.. منارة للسياحة الدينية في مصر, اليوم الاثنين 26 مايو 2025 04:15 مساءً

يقع الدير علي بُعد 25 كم تقريبًا من مدينة المنيا، ويضم كنيسة أثرية نُحتت بالكامل في قلب الجبل في القرن الرابع الميلادي.. حيث توجد المغارة التي يُعتقد أن العائلة المقدسة احتمت بها لثلاثة أيام أثناء هروبها من بطش الملك هيرودس، منذ ذلك الوقت، صار هذا المكان مزارًا دينيًا يقصده ملايين الزوار سنويًا من داخل مصر وخارجها، لا سيما خلال احتفالات "المولد".

رغم ما يتمتع به من مكانة دينية وروحية، ظل دير جبل الطير لسنوات يعاني من ضعف الخدمات والبنية التحتية، طرق وعرة، إنارة ضعيفة، مرافق سياحية غير كافية، وغياب تام للعلامات الإرشادية، لكن الأمور بدأت تتغير مع انطلاق مشروع الدولة المصرية لإحياء مسار العائلة المقدسة، والذي جاء بتكليف من القيادة السياسية، وتنفذه وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع محافظة المنيا.

يقول اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، إن المشروع يمثل نقلة نوعية في الاستثمار بالتراث الديني، ويعكس رؤية الدولة في تحويل المواقع المقدسة إلي رافد اقتصادي وسياحي يعزز التنمية المستدامة، وأضاف أن التطوير شمل تحسين شبكة الطرق، وتوفير الإنارة، وتركيب لوحات إرشادية، وتجميل المنطقة المحيطة، ما أسهم في جذب أعداد متزايدة من الزوار.

امتدت خطة التطوير إلي إنشاء مدخل جديد مزود ببوابات تنظيمية وساحة مُبلطة بالبازلت، وإنشاء برجولات للراحة وجدارية ضخمة تحكي رحلة العائلة المقدسة، كما تم تخصيص ممرات ومرافق لخدمة ذوي الهمم، فضلًا عن إنشاء مركز متكامل لاستقبال الزوار، يتضمن كافيتريا، مناطق انتظار، حمامات عامة، ومنطقة خضراء.

ولم يغفل المشروع البعد الفندقي، حيث جري تشييد فندق "العائلة المقدسة" المواجه للكنيسة، يضم 38 غرفة وجناحين، ومطاعم وكافيتريات لخدمة الزوار، مما أضاف بعدًا استثماريًا وخدميًا هامًا للمنطقة.

يروي القمص داود ناشد، وكيل مطرانية سمالوط. أن المكان يحمل قدسية خاصة، إذ يُعتقد أن العائلة المقدسة أقامت في المغارة داخل الكنيسة لعدة أيام، وأن السيد المسيح منع صخرة من السقوط علي والدته مريم العذراء، فوُجد أثر كفه منقوشًا علي الجبل، ولهذا سُمي الموقع أيضًا بـ"جبل الكف"، ويُعرف كذلك باسم "دير جبل الطير" نسبة إلي طائر البوقيرس المهاجر، و"شجرة العابد" التي يُقال إنها انحنت لسيدنا المسيح ثم اعتدلت.

تضم الكنيسة الرئيسية مساحة مستطيلة تبلغ 21X18 مترًا، وتنقسم إلي ثلاثة أروقة، تفصل بينها أعمدة حجرية تعلوها تيجان كورنثية، وتحتوي علي مغارة العائلة المقدسة، وعدد من الأيقونات الأثرية النادرة التي تعود لبدايات العصر المسيحي، كما تضم المنطقة أربعة كنائس، أبرزها الكنيسة المنحوتة التي أنشأتها الإمبراطورة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، بالتزامن مع بناء كنيسة القيامة في القدس.

منارة علي خريطة السياحة العالمية

من جهته، أكد الدكتور ثروت الأزهري، مدير إدارة السياحة بالمنيا، أن الدير بات مؤهلًا لاستقبال الوفود من مختلف دول العالم بعد تطويره وتزويده بلوحات إرشادية بلغات متعددة، مشيرًا إلي أن هذا التحول يمثل خطوة مهمة نحو إدراج المنطقة علي خريطة السياحة الدينية العالمية.

هكذا تحوّل دير جبل الطير من مزار روحي تقليدي إلي مشروع حضاري متكامل، يربط بين الماضي والمستقبل، ويضع مصر علي خريطة السياحة الروحية العالمية، ومع استمرار خطط التطوير وإحياء باقي محطات "مسار العائلة المقدسة"، تُثبت مصر أنها قادرة علي تحويل مقدساتها إلي كنوز حية تدعم الاقتصاد وتحافظ علي الهوية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق