سيناء.. الأرض التي سطرت التاريخ بدماء الأبطال. وشهدت علي مراحل المجد والوجع. تنهض اليوم من جديد كقصة بناء لا تقل عظمة عن حكايات الفداء. بين جبالها وسهولها. وعلي رمالها الذهبية. تدور الآن عجلة التنمية بخطي واثقة. تحمل في طياتها مشروعات عملاقة وأحلامًا تتحقق علي أرض الواقع. لتصنع مستقبلًا يليق بأرض المعجزات.

هنا في سيناء. لا تُبني المشروعات فقط. بل تُغرس الروح الوطنية في كل شبر يتم تعميره. من رفح إلي العريش. ومن وسط سيناء إلي جنوبها. تمتد يد الدولة لتعيد الحياة لمدن عانت طويلًا من التهميش. فتتحول إلي نماذج للتنمية الشاملة. وتعود سيناء لتتبوأ مكانتها كدرع الوطن الشرقي وسنده في أوقات الشدة. ونقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل أفضل.

في إطار احتفالات شمال سيناء بعيدها القومي. أكد اللواء الدكتور خالد مجاور. محافظ شمال سيناء. أن المحافظة تشهد حراكًا تنمويًا واسع النطاق. مدفوعًا بدعم غير مسبوق من القيادة السياسية. وتنفيذًا مباشرًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي. رئيس الجمهورية. لتعمير وتنمية أرض الفيروز. التي ظلت لسنوات بعيدة عن خريطة التنمية.

700 مليار جنيه استثمارات لتنمية شاملة

أعلن المحافظ عن ضخ أكثر من 700 مليار جنيه في مشروعات تنموية وخدمية بشمال سيناء. تشمل مشروعات البنية التحتية. وإنشاء شبكات طرق ومحاور وأنفاق لربط سيناء بباقي محافظات الجمهورية. إضافة إلي تنمية القطاعات الخدمية في المدن والمراكز.

زيارة تاريخية للرئيس.. ورسائل سياسية واقتصادية قوية

وأشار المحافظ إلي أن زيارة الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لمدينة العريش كانت حدثًا تاريخيًا. حمل دلالات سياسية واقتصادية كبيرة. وكان لها بالغ الأثر علي معنويات أهالي شمال سيناء الذين استشعروا لأول مرة اهتمام الدولة الحقيقي بهم.

خطة مصر لإعمار غزة دون تهجير

أكد المحافظ علي موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية. نافيًا كل الشائعات التي تتحدث عن تهجير الفلسطينيين إلي مدينة رفح الجديدة. وأوضح أن خطة إعمار غزة التي وضعتها الدولة لا تشمل أي تهجير. وأن كل ما يُشاع في هذا الشأن هو محض "ادعاءات مغرضة". وأضاف أن تنفيذ المرحلة الأولي من خطة الإعمار قد تم. بينما توقفت المراحل التالية بسبب استمرار العمليات العسكرية.

17 تجمعًا تنمويًا لخدمة 550 أسرة.. وتوطين 3.5 مليون نسمة مستهدف

شهدت سيناء مؤخرًا إنشاء 17 تجمعًا تنمويًا متكاملًا بتكلفة بلغت 1.595 مليار جنيه. حيث حصلت كل أسرة علي منزل و5 أفدنة. وتم تزويد كل تجمع بمرافق خدمية متكاملة. وأوضح المحافظ أن هذه التجمعات تستهدف توطين 3.5 مليون مواطن. بما يسهم في حل المشكلة السكانية ويوفر فرص عمل جديدة.

رفح الجديدة للمصريين فقط.. وتسكين 411 أسرة

قال المحافظ إن مدينة رفح الجديدة أنشئت للمصريين فقط. مؤكدًا طرح 922 وحدة سكنية ضمن الأسبقية الثانية من المرحلة الأولي. مع تخصيص نسب لأسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة. وأعلن عن تسكين 411 أسرة بالفعل ضمن هذه المرحلة. نافياً أي صلة للمدينة باستيعاب لاجئين فلسطينيين.

مشروعات زراعية ضخمة.. واستصلاح 460 ألف فدان

كشف المحافظ عن جهود الدولة لتوسيع الرقعة الزراعية من خلال توصيل مياه النيل إلي سيناء عبر ترعة السلام. والاستفادة من محطة بحر البقر. ما يضيف نحو مليون فدان للأراضي القابلة للزراعة. وأكد بدء تنفيذ المرحلة الأولي لاستصلاح وزراعة 460 ألف فدان داخل المحافظة.

تطوير القطاع الصحي ومرافق الحياة

أوضح المحافظ أن القطاع الصحي بالمحافظة شهد طفرة كبيرة. شملت تطوير مستشفي العريش العام. واستحداث وحدات طبية جديدة لتقليل مشقة السفر. كما يجري تنفيذ خطة شاملة لإحلال وتجديد المساجد وتوفير مياه الشرب بشكل دائم. إلي جانب تنفيذ حملات نظافة لتحسين البيئة.

كورنيش العريش الجديد.. متنفس سياحي وحضاري

في أعقاب زيارة الرئيس للعريش. تم إطلاق مشروع تطوير كورنيش المدينة. الذي يتضمن إنشاء ممشي سياحي وخدمات ترفيهية ومرافق عامة. ليصبح متنفسًا حضاريًا جديدًا لأبناء المحافظة. ضمن رؤية الدولة لتطوير المدن الحدودية ودمجها في خطط التنمية المستدامة.

التحول الرقمي.. خدمات حكومية بلا ورق

أشار المحافظ إلي دخول شمال سيناء بوابة التحول الرقمي. وإنهاء التعامل الورقي في تقديم الخدمات الحكومية. التي أصبحت تقتصر علي المراكز التكنولوجية لمنع الاحتكاك المباشر مع الموظفين وتسريع إجراءات تقديم الخدمة.

تحية للقيادة السياسية.. وعرفان للأجهزة الأمنية

اختتم المحافظ تصريحاته بتوجيه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي علي دعمه المستمر لأبناء سيناء. كما قدم التحية لرئيس الوزراء والوزارات المعنية. ولمؤسسات القوات المسلحة والشرطة المدنية علي دورهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالمحافظة.

مركز بحوث الصحراء يقود نهضة زراعية وتنموية متكاملة بسيناء 

دعم فني.. مشروعات زراعية.. تمكين مجتمعي.. تعاون دولي لتعزيز التنمية المستدامة 
في إطار جهود الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة في شبه جزيرة سيناء. وتنفيذا لتكليفات القيادة السياسية وتحت رعاية علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
يواصل مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة تنفيذ سلسلة من البرامج والمشروعات التنموية المتكاملة التي تستهدف تطوير الزراعة وتحسين حياة المواطنين في شمال وجنوب سيناء. وخاصة في المناطق النائية والأكثر احتياجًا. وذلك تزامناً مع الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة سيناء. وفي إطار استراتيجية الدولة لتعمير وتنمية شبه الجزيرة.

مشروعات زراعية وخدمية علي 11 ألف فدان

صرح الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء. بأن المركز يعمل ضمن خطة شاملة لتعمير وتنمية سيناء. من خلال إنشاء 18 تجمعًا زراعيًا وتنمويًا علي مساحة تتجاوز 11 ألف فدان تستهدف استقرار نحو 2122 أسرة. موزعة بين شمال وجنوب سيناء. وتشمل الخطة إنشاء ثلاثة مراكز خدمات زراعية في مناطق الحسنة. نخل. وطور سيناء. وتوزيع أكثر من 500 ألف شتلة زيتون و3 آلاف شكارة سماد عضوي علي صغار المزارعين.

كما تم دعم هذه المشروعات بـآبار جوفية ومعدات زراعية حديثة لتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية وتعزيز الإنتاج. إلي جانب تطوير بنية تحتية زراعية مستدامة تعتمد علي الطاقة الشمسية ومحطات تحلية المياه.

جهود متكاملة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية

وفي سياق مواجهة التحديات المائية. أشار شوقي إلي تنفيذ محطة تحلية مياه في وادي فيران بطاقة 10 م3/يوم. إضافة إلي خمس محطات أخري بطاقة 25 م3/يوم. كما تم إنشاء محطة طاقة شمسية وخط نقل مياه بطول 2 كم لخدمة النشاط الزراعي في المناطق الصحراوية. بما يعزز من استدامة الموارد الطبيعية.

قوافل إرشادية ومدارس حقلية لتعزيز الإنتاج

علي صعيد الدعم الفني والإرشاد الزراعي. نفذ المركز أكثر من 80 مدرسة حقلية في محاصيل مثل القمح. الشعير. النخيل. الزيتون. والفول. شملت تدريبات عملية علي تقنيات الري الحديث. الخدمة الشتوية. وتقليم الأشجار. كما تم تنفيذ 35 حقلًا إرشاديًا في الشيخ زويد. وتوزيع شتلات أكاسيا وتقاوي محاصيل علفية.

وقد شهدت مدينة الطور تخريج أول دفعة من المزارعين ضمن هذه المدارس. التي تم دعمها بمعدات زراعية من منظمة الفاو. بهدف تعزيز قدرات المزارعين وتحسين الإنتاجية الزراعية.

مبادرات ميدانية مباشرة مع المزارعين

من أبرز المبادرات التي أطلقها المركز. تأتي مبادرة "اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير". والتي تنفذ جولات ميدانية في شمال ووسط وجنوب سيناء لتقديم استشارات فنية مجانية. والإجابة علي استفسارات المزارعين في كافة التخصصات الزراعية والإنتاج الحيواني. مع تقديم توصيات تطبيقية لتحسين جودة الإنتاج وتقليل الفاقد.

كما أُطلقت مبادرة "اسأل خبير" للتواصل اليومي مع المزارعين. من خلال زيارات مباشرة داخل الحقول وورش عمل تفاعلية. تقدم حلولًا ميدانية للتحديات الزراعية.

قوافل بيطرية شاملة وخدمات صحية حيوانية

ضمن مساعي المركز لحماية الثروة الحيوانية. تم تسيير قوافل بيطرية مجانية إلي مناطق مثل رأس سدر. الطور. والشيخ زويد. حيث تم علاج آلاف الحالات البيطرية. وتشخيص أمراض تناسلية وباطنية. وتوفير اللقاحات والمستلزمات البيطرية بشكل مجاني.

تمكين المرأة السيناوية وتحقيق التنمية المجتمعية

ركز المركز علي دعم المرأة في سيناء عبر دورات تدريبية متخصصة للمرأة المعيلة والفتيات. شملت تصنيع الغذاء. تربية الدواجن. إنتاج الكمبوست. وتسويق المنتجات الزراعية. كما تم توزيع بطاريات تربية الدواجن وأعلاف مجانية علي 30 أسرة. ضمن برنامج تمكين المرأة وتحسين الدخل الأسري.

تنمية وتعاون مؤسسي واسع النطاق

شهدت الفترة الأخيرة توقيع عدد من بروتوكولات التعاون مع جهات محلية ودولية. أبرزها: جمعية تنمية المجتمع بالجورة. وشركة تنمية الريف المصري. وبنك QNB. والبنك الزراعي المصري. ومنظمة الأغذية والزراعة ¢الفاو¢. والمنظمة العربية للتنمية الزراعية.. كما تم تمويل 40 مشروعًا زراعيًا ضمن المرحلة الأولي للمبادرة في جنوب سيناء. وتوزيع 10 آلاف شتلة لوز في الشيخ زويد ورفح. و5 آلاف شتلة زيتون في مدينة نخل. ضمن المبادرة الرئاسية "زراعة 100 مليون شجرة".

دعم البحث العلمي والتغيرات المناخية

حرص المركز أيضًا علي تعزيز البنية البحثية من خلال تطوير محطات البحوث في رأس سدر. القنطرة شرق. والمغارة. وإعادة إحياء بنك الجينات النباتية في الشيخ زويد. للحفاظ علي الأصول الوراثية للنباتات الصحراوية. كما تم تنظيم دورات تدريبية متخصصة في مجالات مثل الزراعة العضوية. الإدارة المتكاملة للأسمدة الذكية. والتكيف مع التغيرات المناخية.

رؤية متكاملة للتنمية المستدامة

وأكد الدكتور حسام شوقي أن كل هذه الجهود تأتي ترجمة لرؤية القيادة السياسية التي تضع تنمية سيناء في قلب الأولويات الوطنية. مشيرًا إلي أن ما يتحقق اليوم من إنجازات علي الأرض هو انعكاس واضح لسياسات التنمية المتكاملة التي تستهدف الارتقاء بحياة المواطن السيناوي وتحقيق الأمن الغذائي والاستقرار المجتمعي.