هل تصبح الصين القطب الأوحد في قطاع الطاقة؟

مصر النهاردة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تصبح الصين القطب الأوحد في قطاع الطاقة؟, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 08:59 صباحاً

فمع توقعات بأن يصل استهلاكها من النفط إلى 16 مليون برميل يومياً هذا العام، قبل أن ينخفض إلى أقل من 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2060، لا يعني ذلك تراجع نفوذها، بل على العكس، يؤكد انتقالها إلى موقع أكثر تأثيراً في مستقبل الطاقة.

استثمارات تفوق الجميع: الصين تقود التحول نحو الطاقة النظيفة

أنفقت الصين وحدها نحو 940 مليار دولار على مشروعات الطاقة النظيفة، وهو رقم يعادل إجمالي استثمارات الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والهند مجتمعة. هذا التوجه يترجم نفسه على أرض الواقع من خلال الطفرة الهائلة في مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية داخل البلاد، حيث تمتلك الصين ما يعادل ضعف إجمالي عدد المشاريع في بقية دول العالم مجتمعة.

كما تهيمن الصين، على إنتاج السيارات الكهربائية، حيث تصنع 58 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي، وتملك أيضاً مفاتيح التحكم في المعادن الأساسية التي تدخل في صناعة بطاريات هذه السيارات، حيث تستحوذ على 60 بالمئة من سوق المعادن الضرورية، مما يمنحها سيطرة على أحد أهم مكونات التحول نحو الطاقة المستدامة.

يؤكد محلل أسواق النفط والطاقة لدى شركة Argus، بشار الحلبي، خلال حديثه لبرنامج بزنس مع لبنى على سكاي نيوز عربية أن "الصين لم تعد مجرد مصنع للعالم، بل أصبحت قوة اقتصادية وجيوسياسية قادرة على فرض شروطها"، مشيراً إلى أن هذه الهيمنة ليست وليدة اللحظة، بل نتاج استثمارات استراتيجية ضخمة خلال العقدين الماضيين.

السيطرة على سلاسل التوريد: الصين تملك مفاتيح المستقبل

بعيداً عن السيارات الكهربائية، تسيطر الصين على أكثر من 80 بالمئة من عمليات تصنيع ألواح الطاقة الشمسية في العالم، وهو ما يعزز من موقعها كمزود أساسي لمصادر الطاقة المتجددة، بينما تكافح الدول الغربية للحاق بها في هذا المضمار.

وفي هذا السياق، يرى بشار الحلبي أن "اللاعبين التقليديين في قطاع الطاقة، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، يواجهون صعوبة في مواكبة سرعة الصين في التحول نحو الطاقة النظيفة، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والاعتبارات السياسية الداخلية التي تعيق تسريع هذه العملية".

الغرب في مأزق: تراجع النفوذ أمام زحف الصين

رغم أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، إلا أن دورها كمتحكم رئيسي في أسواق النفط والغاز بات مهدداً بسبب تزايد النفوذ الصيني. ويوضح الحلبي أن "أوروبا والولايات المتحدة كانتا تتجهان نحو التحول إلى الطاقة النظيفة بشكل متسارع، لكن ارتفاع الأسعار والتحديات الاقتصادية أدت إلى تباطؤ هذا المسار".

في المقابل، فإن الصين لا تواجه العقبات ذاتها، بل تسير بخطى ثابتة نحو فرض سيطرتها على مستقبل الطاقة، مستفيدة من استثماراتها الضخمة وتوسعها في الأسواق العالمية، كما يتجلى ذلك بوضوح في ارتفاع صادرات السيارات الكهربائية الصينية إلى الأسواق الغربية، رغم القيود التي تحاول بعض الدول فرضها على الواردات الصينية لمواجهة هذا التمدد.

هل تصبح الصين القطب الأوحد في قطاع الطاقة؟

مع بروز الصين كقوة مهيمنة في مجال الطاقة المتجددة، يثار التساؤل حول ما إذا كان العالم على مشارف نظام طاقوي جديد تتحكم فيه بكين. فبينما كانت الدول الغربية تتعامل مع الصين باعتبارها "مصنع العالم"، فإن الأخيرة استغلت هذا الدور لتعزيز موقعها ليس فقط كمزود، بل كمتحكم رئيسي في التكنولوجيا والموارد المستقبلية.

ويؤكد الحلبي أن "الصين اليوم ليست مجرد لاعب في سوق الطاقة، بل هي في طريقها إلى أن تصبح القوة المسيطرة"، محذراً من أن "تحكمها في سلاسل التوريد قد يمنحها نفوذاً جيوسياسياً هائلاً قد تستخدمه لتحقيق مكاسب استراتيجية".

الصين ترسم مستقبل الطاقة، فهل يتمكن الغرب من اللحاق بها؟

من الواضح أن معادلة الطاقة العالمية آخذة في التغير، مع صعود الصين كمحرك رئيسي لهذا التحول. ففي حين تسعى الدول الغربية إلى مواصلة لعب دورها التقليدي، إلا أن بكين تمضي قدماً في إعادة رسم خريطة الطاقة وفق مصالحها، مدعومة باستثمارات ضخمة، وهيمنة على سلاسل التوريد، وقدرة على التأثير في الأسواق العالمية.

السؤال المطروح اليوم ليس ما إذا كانت الصين ستصبح القوة الأولى في قطاع الطاقة، بل متى ستصل إلى هذه النقطة؟ والأهم، كيف ستتعامل بقية الدول مع هذا الواقع الجديد؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق