بدأت الندوة بكلمة الدكتورة نشوة عقل التي أوضحت أن الدراما أُعيد إليها رونقها بفضل صناعها وتوجيههم ولكل من هم وراء الكاميرا، فصناع الدراما هم من يقع عليهم العبء الأكبر لما يسهمون به تطوير ورقي في الأداء كما هو واضح في عدد من الأعمال الدرامية المتميزة خلال الفترة الأخيرة. 

وأثنت الدكتورة ثريا البدوي في كلمتها على أداء وقيادة الدكتورة سحر مصطفى، للمركز، ورحبت بجميع السادة الحضور من الأكاديميين والفنانين، مشيدة بوعي الجمهور المصري وقدرته على تقييم الأداء الجيد من عدمه، مؤكدة أن المواطن أصبح أكثر وعيًا، والمثال على ذلك المخرج كريم الشناوي وهو أحد خريجي الكلية دفعة ٢٠٠٧.

تلا ذلك عرض فيلم قصير عن جهود مركز الرأي العام، والذي تم تأسيسه عام ١٩٨٢، فهو وحدة ذات طابع خاص لخدمة المجتمع المصري والعربي لقياس اتجاهات الرأي العام، والقضايا الحيوية ومنها تأثير الدراما، لما لها من قوة ناعمة ذات تأثير فعّال وغير  مباشر في نقل القيم، وتماشيًا مع قرارات رئيس الجمهورية بالاهتمام بالدراما وهو ما نادى به المركز منذ ٣ أعوام، فالعديد وحتى من المكرمين أشادوا بمدى شفافية وصدق الاستبيانات الماضية، والتي اهتمت بقضايا الرأي العام على سبيل المثال نظام البكالوريا، واتجاهات الجمهور نحو قناة مدرستنا، كما يهتم المركز بتنمية قدرات الباحثين والطلاب بتقديم العديد من الورش "كالتحليل الشبكي وكتابة الريلز".

وأشادت الدكتورة سحر مصطفى أثناء عرضها نتائج الاستبيان، بوعي الجمهور، مهنئة الفائزين بنتائج الاستطلاع، المنتجة دينا كريم والمخرج كريم الشناوي، والفنان طه دسوقي والفنان مصطفى عماد، معربة عن سعادتها لاهتمام القيادة السياسية بالدراما وتأثيرها.

وأوضحت الدكتورة سحر أن الاستطلاع استهدف كافة الأعمار والمستويات الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أن كثافة المشاهدة على القنوات كانت متوافقة مع المسلسلات المفضلة المعروضة عليها،مما يدل على صدق وثبات الاستبيان. 

ومن أهم ما توصلت له نتائج استطلاع الرأي:
-استحوذت المنصات على النسبة الأكثر مشاهدة تلاها مواقع التواصل الاجتماعي، ثم الفضائيات المصرية؛ وهي نسبة منطقية مع عدد مشاهدات المسلسل 
-تفوقت قناة on في نسب المشاهدة على قناة MBC على عكس العام الماضي، مع ملاحظة أن الفرق بينهما في كلا العامين تمثل في فرق طفيف.
-واعتبر عرض القناة للمسلسل الذي يفضله الجمهور ومناسبة أوقات عرضه من الأسباب الأساسية لمشاهدة القناة.
-استحوذت الدراما الاجتماعية على  تفضيلات الجمهور ، والدليل على ذلك أن مسلسلي لام شمسية وأولاد الشمس كانا الأكثر تفضيلًا لدى الجمهور تليها الدراما الكوميدية.

-كان اقتصار بعض المسلسلات على ١٥ حلقة ومعالجة القضايا الهامة مثل دور الأيتام وما يحدث داخلها من أهم إيجابيات الدراما.
-بينما تمثلت أهم السلبيات في استخدام الألفاظ والعبارات غير اللائقة، كما كانت أغلب القصص مكرره، والتطويل والمبالغة في الأحداث، ووجود الإيحاءات الجنسية، مع عدم احترام عقلية المشاهد وكثرة العنف.

-وكانت أهم المقترحات -من خلال نتائج الاستطلاع -حث المسئولين عن الدراما بمعالجة القضايا الاجتماعية بواقعية، مع أهمية وجود الرقابة، والتركيز على إنتاج الأعمال القصيرة من ١٠ - ١٥ حلقة، والاستعانة بالمتخصصين في التاريخ وعلم النفس ودعم المواهب الجديدة وتقديم كوميديا ذكية مع تعزيز الواقعية والتنوع الثقافي، والإتاحة وإبراز دور المرأة بشكل أكبر.

-كان النصيب الأكبر للدراما الأكثر متابعة لمسلسل "لام شمسية"، يليه "أشغال شقة" ، ثم "ولاد الشمس، بينما حصل "لام شمسية" ثم "أولاد الشمس" على المسلسل الأفضل لدى الجمهور .

-حصل "كريم الشناوي"  على أفضل مخرج عن مسلسل "لام شمسية"، ثم محمد سامي ثم شادي عبد السلام، وحصلت مريم نعوم على أفضل مؤلفة. 

-وحصلت على أفضل ممثلة أمينة خليل، ثم ياسمين عبد العزيز تليها دينا الشربيني، فيما حصل محمد شاهين على أفضل ممثل يليه أحمد العوضي، فيما كانت دنيا سمير غانم أفضل ممثلة كوميدية، بينما حصد هشام ماجد أفضل ممثل كوميدي، يليه مصطفى غريب. 

أما أفضل ممثل شاب في الدراما الاجتماعية فحصل عليه طه دسوقي، ثم أحمد مالك ثم مصطفى عماد وهو أول دور له في الدراما. 
-وحصلت ياسمينا العبد على أفضل ممثلة صاعدة تليها هدى المفتى ثم ملك زاهر، وهو ما يوضح تأثير الشباب في دراما هذا العام، كما تم عرض تلك النتائج بفيديو تطبيقي من إعداد الطالب أدهم ياسر بالفرقة الثالثة قسم الصحافة.

وكان للضيوف الفائزين نصيب من الكلمات، فعبر مصطفى عماد عن سعادته بهذا التكريم وكم هذا الحب والبهجة الذي لامسها من الحضور، وسط كوكبة من الأكاديميين والفنانين والطلاب، فأكثر ما يسعده جملة الجمهور له "أنت شبهنا". 

بينما شكر الفنان الموهوب طه الدسوقي، الحضور على كم هذا التشجيع، موجها الشكر للمنتجة  دينا كريم على ثقتها في الشباب وسط موسم مزدحم بالعديد من النجوم، كما شكر جميع من شاركوا بهذا العمل ليخرج بصورته، حيث لامس تأثيره الجميع. 
وأكدت  المنتجة دينا كريم على سعادتها بهذا التكريم، لكونه من جامعة القاهرة العريقة ، وخاصة كلية الإعلام، موجهة الشكر للشركة المتحدة على إتاحتها الفرصة لتلك المغامرة وإقناع طه ومالك لها؛ لكونها كانت معارضة لفكرة المسلسل في البداية.
  وعاد كريم الشناوي بذكرياته منذ أن كان في عامه الأخير بالكلية في ذات القاعة عند مناقشته مشروع تخرجه وحصل على المركز الثالث بعدما كانت هناك مشكلة تقنية في تشغيل "السي دي"، حينها بكى كثيرًا ظنًا منه أن مجهوده قد ذهب أدراج الريح؛ لتعلق الدكتورة نشوة أن في تلك العام كانت تشرف على مشروعات التخرج ورأت مشروعه بعنوان "إتجاه المرج" وهو فيلم فلسفي في فكرته، ورأت أنه حقًا ظُلم أثناء التقييم، ولكن كريم عرضه في مسابقة الجزيرة الوثائقية؛ حاصلًا على المركز الأول وهي جائزة دولية وهو رد اعتبار جميل نظرًا لمجهوده، ليلتحق بعدها بالمجال الوثائقي ثم مجال الدراما.

كما طلبت العميدة من كريم توجيه عدة نصائح للطلاب لبث الأمل، وحثهم في الوصول لتحقيق أحلامهم، ليجيب أن العمل وحب المهنة هما الطريق الوحيد وأن من يعمل بتلك المهنة من أجل المال يُعرف سريعًا للجمهور، والناس تستطيع معرفتهم ولن يجد له جمهورًا، مع أهمية الإحاطة بدوائر من العلاقات الثقافية الجيدة واستغلال مرحلة كونهم لازالوا طلابًا ومعرفة بعضهم بعضًا والاستفادة من تلك العلاقات، فدفعته الآن نجوم ولهم أسمائهم في صناعة السينما والإعلام كالسيناريست هيثم دبور، والشاعر والكاتب حسام سليمان. 

وفي الختام تم تكريم الفائزين من صناع الدراما وتوزيع شهادات التقدير والدروع.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل