نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عيد في زمن الغلاء.. كيف تحافظ العائلات على فرحة العيد رغم التحديات الاقتصادية؟, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 02:07 صباحاً
يعد العيد من أبرز المناسبات التي تنتظرها الأسر سنويًا، حيث ترتبط الاستعدادات له بشراء الملابس الجديدة، وإعداد الحلويات، وتقديم العيديات.
ولكن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، باتت العديد من الأسر تعيش تحديات مالية فرضت تغييرات على كيفية الاحتفال.
فكيف تتكيف العائلات مع هذه التغيرات؟
وكيف يحاول كل فرد الحفاظ على فرحة العيد رغم الضغوط المعيشية؟
لرصد هذه الظاهرة، تحدثت «النهار» مع عدة أسر من فئات اجتماعية مختلفة لمعرفة كيف يستعدون للعيد هذا العام.
أسرة من الطبقة المتوسطة: تقشف مع الحفاظ على الأجواء
في منزل السيد محمود، الموظف في قطاع التعليم، تتغير تقاليد العيد قليلاً هذا العام.
يقول محمود (45 عامًا، موظف حكومي): “كنا معتادين على شراء ملابس جديدة لكل فرد من العائلة، لكن هذه السنة قررنا الاكتفاء بشراء ملابس للأطفال فقط، بينما سنعيد استخدام ملابس العام الماضي بعد تجديدها.”
تضيف زوجته نسرين (39 عامًا، ربة منزل): “حتى العيديات ستكون رمزية، بدلاً من تقديم مبالغ كبيرة، سنعطي الأطفال مبالغ صغيرة تعبر عن الفرحة دون إثقال كاهلنا.”
أما ابنتهما رنا (16 عامًا، طالبة): فتقول: “كنت أترقب العيد لأشتري ملابس جديدة، لكني تفهمت الوضع هذا العام. سأحاول تنسيق ملابسي القديمة بطريقة جديدة، كما سأشارك أمي في صنع الحلويات بدلاً من شرائها.”
أسرة من الطبقة الميسورة: تقليل الكماليات دون التخلي عن التقاليد
السيد طارق، رجل أعمال، اعتاد على الاحتفال بالعيد برفاهية، لكن حتى العائلات الميسورة لم تسلم من آثار الأزمة الاقتصادية.
يوضح طارق (50 عامًا، رجل أعمال): “لم نلغِ خطط العيد، لكننا أصبحنا أكثر وعياً بمصاريفنا. كنا نسافر في العيد إلى وجهات سياحية، أما هذا العام فقررنا قضاء العيد في المنزل مع العائلة.”
تؤكد زوجته ليلى (42 عامًا، طبيبة): “لم نرغب في أن يشعر أطفالنا بتأثير الأزمة، لكننا بدأنا بتعليمهم أهمية التوفير، لذلك سنشجعهم على التبرع بجزء من عيدياتهم للأطفال المحتاجين.”
أما ابنهما مازن (18 عامًا، طالب جامعي): فيقول: “رغم أننا سنقضي العيد بطريقة مختلفة، إلا أنني أرى أن الأهم هو الأجواء العائلية وليس الإنفاق الكبير.”
أسرة محدودة الدخل: الحفاظ على بهجة العيد بأقل التكاليف
في منزل السيد أحمد، العامل في إحدى الشركات الخاصة، تأتي الاستعدادات للعيد في ظل ميزانية محدودة.
يقول أحمد (40 عامًا، عامل يومي): “كل عام نحرص على أن يشعر أطفالنا بفرحة العيد، لكن الأسعار أصبحت مرتفعة. هذه السنة، قررنا شراء قطعة ملابس واحدة لكل طفل بدلًا من طقم كامل.”
تضيف زوجته أم يوسف (35 عامًا، ربة منزل): “كنا نشتري الحلويات الجاهزة، لكن هذا العام سنصنعها في المنزل بتكلفة أقل. كما أننا سنكتفي بزيارة العائلة بدلاً من الخروج للأماكن الترفيهية المكلفة.”
أما ابنهما يوسف (12 عامًا، طالب): فيعبر عن رأيه ببراءة: “كنت أحب الذهاب إلى الملاهي في العيد، لكني سأكتفي باللعب مع أصدقائي في الحي، والمهم هو أننا سنحتفل بالعيد معًا.”
كيف تتكيف العائلات مع الظروف الاقتصادية؟
رغم اختلاف المستويات الاقتصادية، هناك عدة استراتيجيات تتبعها الأسر للتكيف مع الوضع الحالي، مثل:
التركيز على الجوهر بدلاً من المظاهر: تقليل الإنفاق على الكماليات والتركيز على الأجواء العائلية.
العودة إلى العادات البسيطة: صنع الحلويات في المنزل بدلاً من شرائها، وإعادة استخدام الملابس بطرق مبتكرة.
الاحتفال بطرق غير مكلفة: بدلاً من السفر أو الخروج إلى الأماكن الترفيهية، تلجأ العائلات إلى التجمعات المنزلية والأنشطة الجماعية.
تعزيز القيم الأسرية: تعليم الأطفال قيمة التوفير والمشاركة في فرحة العيد بطرق غير مادية.
العيد يبقى عيدًا مهما تغيرت الظروف
رغم الضغوط الاقتصادية، تبقى روح العيد قائمة في كل بيت، وإن تغيرت طرق الاحتفال. بعض الأسر تتكيف بالتقليل من المصاريف، وأخرى تجد في التقاليد البسيطة بديلاً عن التكاليف المرتفعة، لكن الجميع يتفق على أن العيد ليس فقط بالماديات، بل بالألفة والفرح الذي يجمع العائلات.
ويبقى السؤال: هل تؤثر هذه التغيرات على مفهوم العيد في المستقبل، أم أنها مجرد فترة مؤقتة ستعود بعدها العادات القديمة؟
0 تعليق