أحمد مظهر.. فارس في الميدان والشاشة

تخرج مظهر في الكلية الحربية عام 1938، في دفعة استثنائية جمعت بينه وبين رموز سياسية بارزة مثل جمال عبد الناصر وأنور السادات. وكان فارسًا حقيقيًا، عضوًا في الفريق القومي للفروسية، حتى صار قائدًا لمدرسة الفروسية بعد ثورة يوليو، لكنه لم يتردد يومًا في خلع البدلة العسكرية حين ناداه شغفه الأول... الفن.

بدأت خطواته على المسرح حين قدمه زكي طليمات في مسرحية الوطن عام 1948، لكن السينما كانت تنتظره بفارغ الصبر، خاصة حين اختاره المخرج إبراهيم عز الدين لأول أدواره في فيلم ظهور الإسلام عام 1951. ومع ترشيح الكاتب يوسف السباعي له لبطولة فيلم رد قلبي، لمع نجمه، وقرر أن يمنح حياته كلها للفن، فاستقال من الجيش برتبة عقيد عام 1956، وتفرغ للسينما تمامًا منذ عام 1958.

لم يكن أحمد مظهر ممثلًا عاديًا؛ فقد أتقن أدوار الفارس النبيل، وكان خير من جسد شخصية القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي في الفيلم الملحمي الناصر صلاح الدين. لكنه لم يكن أسيرًا للأدوار التاريخية، بل أبدع أيضًا في الكوميديا، كما في لصوص لكن ظرفاء والجريمة الضاحكة، وأبهر الجمهور بدور الأمير الأرستقراطي في الأيدي الناعمة، ليؤكد أنه فنان ذو طيف واسع، يجيد الأداء ببراعة أينما وُضع.

شارك في أعمال عالمية، منها الفيلم الأمريكي Guns and the Fury، إلى جانب نجوم عالميين مثل بيتر جريفز وكاميرون ميتشل، وكان بذلك من أوائل الفنانين المصريين الذين طرقوا أبواب السينما العالمية.

لم يكن فقط نجمًا أمام الكاميرا، بل كان مخرجًا وكاتبًا أيضًا، وأخرج فيلمين من تأليفه: نفوس حائرة وحبيبة غيري. وعلى شاشة التلفزيون، قدم أدوارًا لا تُنسى في مسلسلات مثل ضمير أبلة حكمت وضد التيار وعصر الفرسان. كما وقف على خشبة المسرح في عروض مثل التفاحة والجمجمة.

نال أحمد مظهر جوائز عديدة، منها جائزة التمثيل عن دوره في الليلة الأخيرة. وكان دائمًا عنوانًا للرقي والجاذبية، فارسًا نبيلًا في الشاشة كما في الحياة، ورمزًا للرومانسية النقية والهيبة الهادئة.

في 8 مايو عام 2002، أسدل الستار على حياة فارس السينما المصرية، لكن صورته بقيت محفورة في الذاكرة، ممثلًا للفخامة والالتزام والموهبة الصافية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل