مقال مرسل من الأمير سراج وهاجبواسطة: الأمير سراج وهاجمرحبا الأخوات والإخوة الطيبينأتمنى أن يكون الجميع بخير.أمس الأثنين وبعد ايام عمل شاقه … قدمت على أجازة حتى يوم الجمعة القادموفي المساء كنت أرتب أوارقي على مكتبي في بيتيوصادفت كراسة مذاكرتي القديمة التي كتبتها في القاهرة ….وفيها الكثير من خواطريوقلبت الصفحات سريعاً … وعادت بي الذكريات لأيام أظنها لن تعود مرة أخرى … فمصر لم تعد مصرا …وقاهرتي أصبحت أسيرة لدى أصحاب البيادة من العسكر المحتلين لها.المهمتوقفت فجأة عند صفحة في أخر الدفتر ….وتذكرتها … تلك الفتاة الرقيقة … إيمانكانت بيتها قريب من العيادة ربما يفصلنا 7 عماراتكانت عيادتي في منطقة معظم سكانها من المسيحيينوكانت المنطقة بها أكثر من ثلاث كنائس.وكانت أسرة إيمان ممن يراجعون عندي … وتربطنا علاقة صداقةخاصة مع أخيها الكبير الذي كان يعمل موظف ( مأمور في مصلحة الضرائب ) وكان يساعدني في ملف الضرائب والمستحقات المفروضه وهكذا.وكنت أسأله عن أحوال اسرته كالعادهوأخبرني أن إيمان تزوجت من صبري منذ عامين وتعيش معه في محافظته البعيده.كل ما كتبته الآن ليس مكتوب في دفتري ….,لكنه تذكرتهوأردت أن أمهد لكم …لماذا كتبت هذه الخاطره المؤلمة.كانت إيمان فتاة رقيقة جميلة مثل ما نشاهده في أفلام الكرتونمثل أميرة الثلج أو سنو وايت والأقزام السبعه.المهمبعد شهور قليلة …. وأنا في عيادتي وقبل أنصرافيدخلت الممرضه ( نعمة ) …وأخبرتني أن هناك أحدى المراجعينجاءت .فطلبت دخولها ….وكانت هي إيماندخلت وفي يدها تذكرة الكشف ..ووضعتها أمام مكتبيفقمت بسرعة أسلم عليها وأرحب بهاوسألتها عن أسرتها وأخيها صبري الذي لم أراه منذ شهورفأخبرتني أنه بخير وباقي الأسرةوعاتبتها لماذا قمتي بدفع الفيزته … وطلبت أن تردها وتسترد ما دفعته …ولكنها رفضت بشدة.كانت حزينة ووجها شاحب وكأنها كبرت عشرات السنين.سألتها … خير …بماذا تعاني وتشتكي … واين زوجكفرأيت الحزن يطفوا على وجهها وكاد أن يطفيء باقي النور منه.وأخبرتني أنه لم يأتي معها … وهي عادت الى بيت أبيها منذ شهرينوتركت له البيت ولن تعودوحكت لي عن كم المشاكل الكبيرة …والتي حاولت أن تتكيف معها ولكنها عجزت عن الأستمرار ….وكان يأتي بخاطرها فكرة الأنتحار.وطلبت مني أن اكتب لها أقراص مهدئة أو منومةفهي لاتستطيع شراءها إلا بوصفة طبية ( روشتة ).وقالت إن زوجها دمر حياتها وهي لاتستطيع أن تتخلص منهفلا طلاق … وهي أهون عليها أن تموت ولاتعود لهوقد راجعت الكنسية … ولم تجد الحلوطلبوا منها أن تصبر وتصبر ..وقالوا لها إن اللجوء الى المحكمة المدنية للطلاق والزواج مرة أخرى غير معترف به من الكنيسة وتعتبر زانيه وتحرم من أسرار الكنيسة كالمناولة وغيرها.فقلت لها … الحبوب المهدئة والمنومة ليست الحل ..بل مزيد من الأرهاق والأجهاد العصبي والنفسي.فقالت لي … انا إمرأة …وأريد أن اعيش حياتي كاأنثى لها مشاعر ورغبات مشروعه مع رجل يحميني في اسرة سعيدهلماذا لا يجعلوني أبدأ من جديد .لي صديقة مسلمة كانت حياتها جحيم مع زوجها وأطلقت وتزوجت رجل أخر جعلها تنسى أيام الشقاء وتعيش معه في سعاده وأنجبت منه طفل هو كل حياتها الأن مع زوجها.ولم أعرف أرد عليها وأقول لها ماذا تفعل ..فليس لها الصبر والدعاءفقالت نفذ الصبر …وأنا دائماً أدعوا لليسوع ان يخلصني من هذا الكابوس والحلم المزعج … قبل أن أنهار واستسلم واعيش بحريهلابد من حل …. قبل أن ….ولم تكملوقامت لترحل ..,وقالت أرجوك لا تخبر اخي صبري أنني جئت هنافقلت لها … أكيد ..لن أخبرهوقمت واعطيت لها تذكرة الكشف في يدها لتعيده …. وقلت لهاللأسف علاجك ليس عندي.وأغلقت العيادة …وعدت الى بيتي …ولم أستطيع النوموكتبت هذه الخاطرة..رأيتها عندي…ولم أر جسدا، بل سؤالا حائراجلست أماميامرأة لا تشكو ألما في الجسد،بل جسدا يموت كل يوم من فرط الصمت.عينها زجاج…لكن خلف الزجاج نار تخجل أن تصرخقالت لي بصوت لا يسمعه غيري:“أنا لست خائنة، أنا فقط… أنثى تُعذّب باسم الفضيلةزوجها تركها معلقة وكأنها قطعة أثاثغاب عنها دون مبالاة منذ أعوام،وتركها بلا حضن، بلا كلمة، بلا حياة.هي لم تطلب رجلا ثانيا،هي فقط كانت تريد أن تبقى إنسانة…تشعر أنها أنثىلكن الكنيسة قالت: اصبريوالأقارب قالوا: عيب وحراموالسماء صمتت… أو هكذا ظنت.رفضت أن أعطيها أقراصا للنومهي لا تريد أن تنامبل تريد أن تحيا دون أن تُدانكل ليلة تموت قليلا .. وتقتل مشاعرها الدفينهوتعيد ترتيب صبرها بيد مرتجفلكنها أنثىلكنها أنثىتملك جسدا لا يفهم قوانين التحريم الطويلوأسأل نفسيلو أنها يوماً… سقطتمن المسؤول؟!!!!هي؟أم زوجها الذي غاب؟أم دينها الذي لم يرحم طبيعتها؟أم نحن، ….الأطباءالذين نكتفي بتسكين الوجع ولا نغير سببه؟أنا لا أبرر الزلل !!!لكني أفهمه حين لا يترك للفضيلة نافذةأنا الطبيب…رأيت وجعا لا تداويه العقاقيرليست كل العيون التي تأتي إلى عيادتي مريضة…بعضها فقط أسيره طائفة تحرّم الطلاق وكسر القيود الأسيرةتركوها في زنزانة الدين بلا حب… بلا دفء… بلا أملقالت ليأنا لست خائنة… لكني أنثى… أُعذب باسم الصبرتمضي الليالي وحيدةتحضن وسادتها بدموع.. لا تغني عن لمسة حانية تحميهافتطفئ شهوتها بالدعاءوتهدئ ألمها بأقراص الأحلام والخيالهي لا تريد خطيئةبل فقط أن تحتضن دون أن تدانأن تعيش دون أن تعاقب على كونها انثى لها أحاسيسوأنا… أصغي لها.لا كواعظ …ولا كقضٍبل كإنسان يرى الجراح التي لا تظهر في الأشعةأفكر كثيرالو أنها يوما ضعفت وسقطتمن يحمل ذنبهاهيأم دين أغلق الباب وتركها في مهب الريحوجسدها يصرخ يطلب الشفاء ليهدأأنا لا أبرر الخطألكنني أفهم أسبابه حين يغيب العدلفي قلبي حديث يردده ضميري ..من سوف يلبي لها النداءأخيرا.“اللهم لا تؤاخذ عبدًا ضاقت به النفس حتى اختنق،واشتد عليه الجوع حتى سقط،وضعف أمام فطرته التي خلقتها فيهاللهم أنها أمتك الضعيفه البائسه …. أحميها واهديها وكن معها وانت أرحم الراحمينشارك الخبر: