أدى المسلمون في المملكة العربية السعودية اليوم الأحد، صلاة عيد الفطر المبارك، إيذانًا بانتهاء شهر رمضان الكريم واستقبال أيام العيد السعيد.

وفي مشهد يعكس عظمة الإسلام ورسالته العالمية، اكتظ المسجد الحرام بالمصلين الذين توافدوا من مختلف بقاع الأرض لمشاركة هذه المناسبة الدينية العظيمة.

وأمَّ جموع المصلين الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس ، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث ألقى خطبة العيد التي تناولت موضوعات ذات أبعاد إنسانية ودينية عميقة، مؤكداً على أهمية تعزيز قيم التسامح والمحبة بين المسلمين وبين جميع شعوب العالم.

وأشار "السديس" إلى أن هذه المناسبة العظيمة تُعد فرصة للتأمل في نعم الله الكثيرة ولتجديد الالتزام بالقيم الإسلامية الأصيلة.

وفي كلمته، قال الشيخ السديس: "إن العيد هو محطة مهمة في حياة المسلم، إذ يتوج الطاعة بالفرح، ويجمع بين الروحانية والسعادة، ونحن نستقبل هذا اليوم بكل حب وإخاء، داعين الله أن يجعله مناسبة للألفة والمحبة بين الناس".

كما دعا إلى نبذ الخلافات والفرقة، مؤكداً أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال، وأن المؤمن الحق هو الذي ينشر السلام والخير أينما حل.

بث مباشر لتغطية الحدث

نقلت قناة القرآن الكريم وقناة السنة النبوية التابعة لوزارة الإعلام السعودية، بثاً مباشراً لصلاة عيد الفطر من رحاب الحرمين الشريفين؛ المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة

. وقد تميز البث بتغطية شاملة بدأت مع صلاة العيد وأعقبتها خطبة العيد، حيث استمع المسلمون حول العالم لكلمات الشيخ السديس التي كانت مليئة بالعبر والعظات.

وازدادت أجواء الإيمان والخشوع في المسجد الحرام مع تكبيرات العيد التي ارتقت بها الحناجر، ليصدح صوت "الله أكبر" في كل مكان داخل المسجد وخارجه.

وكانت اللقطات الجوية تظهر الزحام الشديد للمصلين الذين افترشوا الساحات الخارجية وحتى الشوارع المحيطة بالحرم المكي، مما يعكس مكانة هذا البيت العتيق في قلوب المسلمين.

إحياء الشعائر الدينية في المدينة المنورة

وفي المدينة المنورة، أدى المسلمون صلاة عيد الفطر في المسجد النبوي الشريف.

وتميزت الصلاة هناك أيضًا بالأجواء الروحانية العالية، حيث توافد الآلاف من الزوار والمقيمين لأداء الصلاة في رحاب المسجد النبوي.

حكم من فاتته صلاة العيد

على جانب آخر، أكد العلماء أنه يجوز لمن فاتته صلاة العيد أن يقضيها بعد انتهاء وقتها الرسمي. فقد ذهب الإمامان مالك والشافعي -رحمهما الله- إلى أن الشخص يمكنه أن يصلي ركعتي العيد بتكبيراتها المعروفة في أي وقت من اليوم أو حتى في الأيام التالية.

كما أشارت بعض الروايات عن الصحابة مثل ابن مسعود وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- إلى جواز صلاة أربع ركعات كتعويض عن صلاة العيد.

دعاء استقبال عيد الفطر

في سياق متصل، تداولت العديد من المنصات الإسلامية أدعية خاصة باستقبال عيد الفطر، منها الدعاء التالي: "اللهم اجعله عيدًا مباركًا علينا وعلى الأمة الإسلامية، واجعله فاتحة خير وبركة، وارزقنا فيه القبول والمغفرة، ووفقنا لأن نكون من عبادك الصالحين."

ختام الاحتفالات

اختتمت مراسم صلاة العيد في الحرمين الشريفين بتبادل التهاني والتبريكات بين المصلين، وسط مشاعر الفرح والسرور التي غمرت الجميع.

وبدأت الأسر المسلمة بالتوجه إلى منازلها للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة مع أبنائها وأحبائها.

بهذه الأجواء المباركة، يؤكد المسلمون في كل عام على قيم الوحدة والتآلف التي تجمعهم تحت راية الإسلام، معلنين بذلك استمرارهم في مسيرتهم نحو المزيد من الخير والعطاء.