استقرت سوق الأسهم السعودية فوق مستوى 11800 نقطة بعد انخفاضات حادة على مدى أسبوعين متتاليين لكن لا يوجد ما يشير إلى إمكانية حدوث ارتدادة مستدامة في ظل انخفاض قيم التداول مع استمرار تأثر المعنويات بالمشهد الاقتصادي العالمي.
في الجلسة الماضية، عوض المؤشر “تاسي” خسائره المبكرة ليستهل تعاملات الأسبوع بارتفاع طفيف نسبته 0.2% ويغلق عند 11836 نقطة مدعوماً بصعود قطاع الطاقة بقيادة سهم “أرامكو السعودية” وقطاع المرافق العامة بقيادة سهم “أكوا باور”. وبلغت قيمة التداولات مستوى متواضعاً عند 4 مليارات ريال.
يرى أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، أن الخسائر التي تكبدتها الأسهم السعودية خلال الأسبوعين الماضيين “ربما شجعت البعض على العودة للشراء… لكن السيولة لم ترتفع بشكل كبير. التحسن في السيولة والنشاط الأكبر هو ما يجعل الارتدادات مستدامة ومرتفعة لفترة طويلة”.
وأضاف أن “التحركات الحالية لا تعطي دلالة على توجهات رئيسية تحدث في السوق لأنه عندما تنخفض السيولة يزداد تأثير الصفقات على حركة الأسهم نتيجة لعدم وجود عمق كافي في العروض والطلبات”.
ضبابية مستمرة في المشهد العالمي
كما في الأسواق العالمية، تتأثر المعنويات في البورصة السعودية بحالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية الأمريكية وتفاقم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ودول أخرى مع عدم اتضاح تأثير تلك الإجراءات الحمائية على اقتصادات الدول بعد.
بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 10% على الواردات من الصين في أوائل فبراير، عادت لمضاعفتها إلى 20% بعد شهر واحد. ودفعت هذه الإجراءات الصين للرد بفرض رسوم مماثلة.
وبالنسبة لدول مثل كندا والمكسيك، فقد أربكت استراتيجية ترامب “المتقلبة” المسؤولين الحكوميين والشركات والمستثمرين على السواء. فالرسوم الجمركية على البلدين التي دخلت حيز التنفيذ بعد تأجيلها لمدة شهر، لم تستمر سوى أقل من يومين، قبل أن يعلن ترامب عن مهلة إضافية شملت مجموعة واسعة من السلع.
“العوامل الخارجية تلعب دوراً كبيراً. ما مدى تأثير حرب الأسعار التي نراها اليوم في العالم. كيف سيكون تأثيرها على المنطقة والتضخم وكيف سيكون تأثير ارتفاع الأسعار على بعض الشركات العاملة في بعض القطاعات. أعتقد هذا ما يسبب القلق لدى المستثمرين وأتصور ان نتائج الربع الأول ستعطي صورة أوضح بالنسبة للتأثير على الشركات وكذلك للنظرة المستقبلية حتى نهاية العام” على حد قول وائل محمد علي، مدير الوساطة الدولية في “المتحدة للأوراق المالية”.
وقال عاصم منصور، رئيس أبحاث السوق في “أو دبليو ماركتس” (OW Markets) إن هناك عوامل خارجية أخرى تضغط على السوق السعودية مثل النفط والدولار.
وأضاف أن “أسعار النفط انخفضت حوالي 7% منذ بداية العام وهناك توقعات باستمرارها عند مستويات منخفضة مما زاد من عدم التفاؤل في الأسواق. كما أن حصة المستثمرين الأجانب في السوق السعودية زادت بشكل كبير خلال 2024 ومع تراجع قيمة الدولار 4% منذ بداية العام يتجه هؤلاء لمزيد من البيع خشية تراجع أرباحهم” توازياً مع هبوط الدولار.
هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر مع بدء تداولات الأسبوع، مع تفاقم البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين، مما أدى إلى تفاقم التوقعات القاتمة للطلب.
بدء التداول على أسهم “دراية”
تستعد سوق الأسهم السعودية لإدراج ثلاثة أسهم جديدة خلال الفترة المقبلة هي “دراية المالية” و”إنتاج” للاستثمار الزراعي والصناعي و”أم القرى” العقارية. ومن المقرر إدراج وبدء تداول سهم “دراية” في السوق الرئيسية اليوم الإثنين، وهو ثالث الأسهم الجديدة التي تنضم للسوق الرئيسية في 2025، بعد أسهم “الموسى”، و”نايس ون”.
ويرى بعض المحللين أن المستثمرين يفضلون ضخ السيولة في الاكتتابات الجديدة إذ عادة ما يكون الأداء الأولي لتلك الأسهم جيداً.
“عادة لا نرى ثلاثة اكتتابات بهذا التواتر السريع في السوق مما أدى إلى امتصاص السيولة تحديداً من المؤسسات الاستثمارية التي دخلت هذه الاكتتابات. هذه الشركات ذات أسس قوية وسوف تستفيد وتقدم أداء جيداً” على حد قول وقال إسحق علي، رئيس إدارة الأصول والاستشارات في “وينفستن المالية”.
وتوقع الرشيد أن يشهد سهم “دراية” نشاطاً لافتاً “نظرا لأن دراية مختلفة نوعاً ما عن بقية الشركات في السوق لأنها في قطاع جديد لذا ربما يكون هناك نشاط أكبر على السهم وربما إعادة توزيع للمحافظ للدخول في القطاع الجديد فيما يخص إدارة الأصول والوساطة هذه الأنشطة الاستثمارية لم تكن متاحة من قبل في السوق الرئيسية”.
أخبار متعلقة :