اليوم الجديد

مفتي الجمهورية: لا تعارض بين العقل والإيمان بالغيب

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على أن الله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان بالعقل، وجعل له دورًا أساسيًا في التدبر والتفكر، موضحًا أن العلاقة بين الإيمان بالغيب والعقل هي علاقة تكاملية وليست متعارضة. 

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "حديث المفتي"، الذي يُعرض على قناة الناس، حيث تناول أهمية التوازن بين العقل والنقل في فهم العقيدة الإسلامية.

التكامل بين العقل والنقل

أوضح مفتي الجمهورية أن العقل والنقل مصدرهما واحد، وهو الله تعالى، وأن دور العقل يتمثل في التأكيد على المسائل العقدية الأساسية، مثل الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى. وأضاف أن العقول البشرية أجمعت على أن لله تعالى رسولين في خلقه:

  1. رسول ظاهر، وهو الوحي المتمثل في الكتب السماوية.
  2. رسول باطن، وهو العقل، الذي يساعد في تدبر آيات الله وفهم رسالاته.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن التوازن بين الوحي والعقل ضروري لتحقيق النور والهداية، بحيث يكمل كل منهما الآخر في بناء العقيدة الصحيحة.

دور العقل في فهم الغيبيات

أكد مفتي الجمهورية عياد أن الغيبيات التي نصت عليها العقيدة الإسلامية، مثل الإيمان بالله، والرسل، والكتب السماوية، والملائكة، والقدر، هي أمور لا يمكن للعقل إدراكها بمفرده بسبب محدودية معرفته. ولهذا، أرسل الله تعالى الرسل ليقدموا الأجوبة الواضحة التي تحقق الاطمئنان واليقين للإنسان، مما يساعده على بناء إيمانه على أسس قوية.

كما شدد مفتي الجمهورية على أن العقل له دور مهم في تفسير وتوضيح الوحي، وإزالة أي تعارض ظاهري قد يبدو بين النصوص الشرعية والعقل، وذلك من خلال فهم أسباب ورود النصوص والحكمة من التشريعات الإسلامية. وأوضح أن الإسلام أعطى للعقل مكانة مميزة في منظومته التشريعية، حيث يُعد أحد مصادر التشريع من خلال القياس.

العقل والإيمان في ضوء الكتاب المسطور والمنظور

أشار مفتي الجمهورية إلى أن الله أنعم على البشرية بكتابين يساعدان الإنسان على فهم الوجود والإيمان بالغيب:

  1. الكتاب المسطور، وهو القرآن الكريم، الذي يحتوي على الهداية والتوجيه الإلهي.
  2. الكتاب المنظور، وهو الكون، الذي يعكس آيات الله في الخلق ويوفر أدلة ملموسة على قدرته وعظمته.

وأكد المفتي أن التدبر في كلا الكتابين يؤدي إلى إدراك عظمة الله وتعزيز التكامل بين العقل والإيمان بالغيب، حيث يشكلان معًا مصدرًا للعلم والهداية.

 

يبرز حديث مفتي الجمهورية عياد أهمية التوازن بين العقل والنقل في فهم العقيدة الإسلامية، حيث لا يتعارض الإيمان بالغيب مع دور العقل، بل إنهما يكملان بعضهما البعض في رحلة الإنسان للبحث عن الحقيقة واليقين. ويؤكد الإسلام على مكانة العقل كأداة لفهم الدين والتفاعل مع الوحي، مما يعزز علاقة الإنسان بالله تعالى من خلال المعرفة والتدبر.

 

أخبار متعلقة :