في ظل الحاجة المتزايدة إلى محتوى فني يعكس هموم المواطن المغربي، اختار الفنان الكوميدي محسن حمود خوض تجربة جديدة من خلال سلسلته الرمضانية "الواقع والخيال" على جريدة أخبارنا المغربية، التي تحمل بين طياتها رسائل اجتماعية هادفة بأسلوب ساخر ومباشر، حيث يحاول الفنان الكوميدي التطواني عبر العمل الذي ينتجه بإمكانيات ذاتية معالجة القضايا اليومية التي تؤرق المغاربة، بين واقع مليء بالتحديات وطموحات تظل في خانة الأماني.
وتستند السلسلة إلى مقاربة ذكية توظف شخصية "الهبيل"، الذي يجسد المواطن المغربي في أبسط تجلياته، ذلك المواطن الذي يجد نفسه في مواجهة يومية مع صعوبات المعيشة، سواء داخل المؤسسات العمومية أو في الفضاءات العامة، حيث تجد المواقف التي يتعرض لها المواطن، من خدمات المستشفيات إلى تعامل سائقي سيارات الأجرة، طريقها إلى الشاشة الصغيرة في قالب كوميدي هادف يحمل رسائل نقدية عميقة.
وأكد محسن أن الهدف من السلسلة لا يقتصر على الإضحاك، بل يتعداه إلى تحفيز المجتمع على التفاعل مع قضاياه الجوهرية، حيث استشهد في هذا السياق بالتأثير الكبير لموضوع "عبد الإله مول الحوت"، الذي أحدث جدلا واسعا حول أسعار السمك، مما يؤكد أن تفاعل المواطنين مع المواضيع المؤثرة قد يدفع المسؤولين إلى اتخاذ إجراءات ملموسة.
ورغم أهمية المواضيع المطروحة في "الواقع والخيال"، عبر محسن عن أسفه لضعف التفاعل الجماهيري مع المحتوى الهادف مقارنة مع المواضيع الترفيهية التي تحظى بانتشار واسع، داعيا المغاربة إلى دعم هذا النوع من الإنتاجات، لما لها من دور في إيصال صوت المواطن وإثارة قضايا جوهرية تمس معيشته اليومي.
ووجه الفنان الكوميدي رسالة واضحة بنبرة التحدي إلى متابعيه، مفادها أن الدفاع عن الحقوق يجب أن يكون عمليا وليس فقط من خلال توجيه النقد للفنانين أو صناع المحتوى، مؤكدا أن الاستمرار في العمل والاجتهاد هو السبيل الوحيد لمواجهة الانتقادات ودفع عجلة التغيير إلى الأمام.
أخبار متعلقة :