تعيش جماعة تامسنا، ضواحي تمارة، على وقع كارثة بيئية غير مسبوقة، بسبب إشكالية تراكم النفايات المنزلية، التي تثير اليوم غضبا واسعا بين الساكنة، وسط مخاوف كبير من أن تتسبب هذه المعضلة البيئية في مخاطر صحية، خاصة لدى الأطفال الذين يظلون الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بانتشار الحشرات والروائح الكريهة.
وكما تظهر الصور التي توصل بها موقع "أخبارنا"، فقد تحولت شوارع وأزقة مدينة تامسنا إلى شبه أكوام من الأزبال المتراكمة، وذلك راجع بحسب مصادر محلية إلى فشل الشركة المفوض لها تدبير هذا القطاع في احتواء هذه الأزمة الخانقة، لأسباب مرتبطة بنقص كبير في الموارد البشرية والمعدات المخصصة لجمع النفايات، مما يؤدي إلى تراكمها بشكل لافت في عدد من الأحياء السكنية.
ولأن المدينة تشهد منذ بضعة سنوات نموا ديمغرافيا مرتفعا وسريعا، نتيجة استقبالها أعدادا هائلة من المواطنين الذين قرروا الاستقرار بها، فقد أصبح من الضروري جدا مراجعة العقود المبرمة مع الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة، حتى تنسجم مع تحديات الساكنة الكبرى المرتبطة بالنظافة وجمع النفايات.
إلى جانب، ترى فعاليات محلية بمعية نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الساكنة تتحمل بدورها قسطا من المسؤولية في ما آل إليه الوضع البيئي في جماعة تامسنا، مشيرين إلى أن عدد من السكان لا يلتزمون بإخراج النفايات في الموعد المحدد لمرور الشاحنات، ومنهم من يلقي بالأزبال عنوة في الشارع وعوض الحاويات المخصصة لها، الأمر الذي يفرز صورا سوداوية قاتمة، تستدعي تدخلا عاجلا من قبل المسؤولين، أولا من أجل توعية الساكنة وتحسيسها بأهمية نظافة البيئة والمحيط، وثانيا لفرض عقوبات زجرية صارمة في حق كل من يساهم في تفاقم أزمة الأزبال.
ومن بين الحلول المقترحة أيضا، تعزيز أسطول الشاحنات والعمال المكلفين بجمع النفايات لضمان الانتظام اللازم في الخدمات، إلى جانب ضرورة إحداث نقاط تجميع إضافية للنفايات في الأحياء المكتظة بالسكان، وتكثيف المراقبة وتطبيق العقوبات في حق المخالفين لضمان التزام الجميع بالقوانين البيئية.
أخبار متعلقة :