نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حركة فتح: حرب غزة غطاء للاستيطان في الضفة, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 05:12 مساءً
تواصل القوات الإسرائيلية اقتحاماتها لمدن وبلدات الضفة الغربية، في مشهد بات يومياً منذ أشهر، وسط تحذيرات فلسطينية متكررة من أنّ ما يجري يتجاوز البعد الأمني الذي تروّج له إسرائيل، ليصل إلى محاولة فرض وقائع سياسية على الأرض.
وآخر هذه الاقتحامات كان في مدينة نابلس، وبالتحديد في البلدة القديمة، بعد سلسلة عمليات مماثلة طالت رام الله، وجنين، وطولكرم والخليل، فيما سبقتها حملة واسعة ضد شركات صرافة فلسطينية.
الرئاسة الفلسطينية وصفت التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بـ"الخطير"، معتبرة أنّه يدفع المنطقة نحو "انفجار كبير"، مطالبة الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف "جرائم إسرائيل"، والتي قالت إنها تهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو الهجرة.
لكن السؤال الأوسع الذي يطرح نفسه: هل تنفذ إسرائيل فعلياً مخططاتها المعلنة في الضفة الغربية، وآخرها خطة استيطانية كبرى تحت مسمى "E1"؟ وما موقع السلطة الفلسطينية أمام هذا المشهد؟
استغلال الحرب على غزة
المتحدث باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة، وفي حديث خاص إلى "سكاي نيوز عربية"، أكد أنّ إسرائيل "تستغل الحرب على غزة وحالة الصمت الدولي لتمرير مشروعها الاستيطاني".
وأضاف: "بكل تأكيد هي تستغل الحرب، فهي الورقة التي يريدها نتنياهو واليمين المتطرف لفرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية الفلسطينية، التي تمثل قلب مشروعه منذ أكثر من 77 عاماً"، على حد تعبيره.
ويرى دولة الذي تحدث من من رام الله، أنّ ما يجري في الضفة ليس مجرد عمليات أمنية متفرقة، بل هو "تنفيذ عملي صامت تحت وطأة الحرب في غزة، لتحقيق ما تسميه إسرائيل مشروع الضم، الذي يشكل في جوهره تصفية للقضية الفلسطينية".
إسرائيل تقول إنّ اقتحاماتها تأتي في إطار "عمليات أمنية ضد عناصر مرتبطة بحركة حماس". لكن المتحدث باسم حركة فتح، يرفض هذه الرواية، مؤكداً أنّ "الهدف الحقيقي يتجاوز الشأن الأمني إلى القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية".
وقال: "العدو الحقيقي ليس حماس كما يدّعون، بل هو مشروع الدولة الفلسطينية. ما يقوم به نتنياهو واليمين هو عزل غزة تماماً عن الضفة، وفرض وقائع استيطانية في القدس والخليل وجنين وطولكرم، بما يمنع أي إمكانية لتجسيد دولة فلسطينية مستقبلية".
وشدد المتحدث باسم فتح على أنّ إسرائيل "لا تريد أي شكل من أشكال السيادة الفلسطينية، بل تسعى لتقويض ركائز الدولة ومؤسساتها ومنظمة التحرير، وهو ما يتسق مع مشروع نتنياهو واليمين المتطرف، من سموتريتش إلى بن غفير".
ماذا عن السلطة الفلسطينية؟
وحول سؤال يتكرر فلسطينياً ودولياً بشأن دور السلطة الفلسطينية في مواجهة هذا التصعيد، قال دولة إنّ السلطة "ليست عاجزة كما يُشاع"، لكنها في الوقت ذاته "لا تملك قدرات عسكرية لمواجهة الجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "ليس علينا أن نحمل السلطة أكثر من طاقتها. نحن نقول بوضوح إن خيارنا هو المقاومة الشعبية الشاملة، التي ينخرط فيها كل الفلسطينيين، وليس الدخول في مواجهة مسلحة غير متكافئة قد تؤدي إلى كوارث كما أثبتت تجربة غزة الأخيرة".
وأوضح أنّ "الشعب الفلسطيني على مدار 77 عاماً قدّم دماءً وتضحيات جسام للحفاظ على وجوده، عبر المقاومة المسلحة سابقاً، وانتفاضات متتالية، واليوم عبر مقاومة شعبية قادرة على استنزاف الجيش الإسرائيلي ومواجهة مشروعه".
انتقاد للفصائل
وفي ردّه على بعض الدعوات التي تطالب بالتصعيد العسكري في الضفة الغربية، قال عبد الفتاح دولة إنّ "هناك فصائل ترفع شعارات ثورية على الإعلام، لكنها لا تمارس أي شكل من أشكال المقاومة لا العسكرية ولا السلمية"، مشيراً إلى أنّ "المطلوب اليوم هو مشروع وطني جامع، لا أن نترك إسرائيل تستفرد بشعبنا".
كما شدد على أنّ السلطة الفلسطينية "رغم الحصار المالي والضغوط الكبيرة التي تتعرض لها، تعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني سياسياً ودبلوماسياً، بدعم عربي ودولي متزايد"، مشيراً إلى جهود تقودها المملكة العربية السعودية وفرنسا والأمم المتحدة لتشكيل تحالف دولي يفضي إلى حل الدولتين.
في ختام حديثه، أكد المتحدث باسم حركة فتح أنّ الفلسطينيين "لن يرفعوا الراية البيضاء".
وقال: "لن نستسلم كما يعتقد البعض، وسنستخدم كل ما هو متاح من قدرات وأدوات لمواجهة إسرائيل. ما نقوم به ليس خياراً فصائلياً، بل خيار وطني جامع يهدف لحماية مصلحة الشعب الفلسطيني".
أخبار متعلقة :