أثارت حالة شاب بريطاني دهشة الأطباء بعدما فقد قدرته على النوم بشكل شبه كامل لما يقارب عامين كاملين، في واقعة وصفها المختصون بأنها لغز طبي غير مسبوق. فقد بدأ الأمر في ديسمبر 2023 حين فوجئ أوليفر ألويس، البالغ من العمر 32 عاماً، بعجز تام عن النوم، ليجد نفسه منذ ذلك الحين في يقظة دائمة حرمته من الراحة وأدخلته في معاناة قاسية.
وخلال الأشهر الأولى، اضطر ألويس إلى ترك عمله كسائق قطار بعدما أدرك خطورة حالته على حياته وحياة الآخرين، ثم سرعان ما خسر منزله وعلاقاته، ولجأ إلى الإقامة مع والدته بعد أن أنفق ممتلكاته على رحلات علاجية حول العالم. وقد وصف معاناته بأنها "حياة بلا نوم" يعيش خلالها ألماً داخلياً شديداً وضغطاً في الرأس وآلاماً حادة في المفاصل والعضلات، إضافة إلى اضطرابات في النظر والهضم وعدم القدرة على المشي بشكل مستقيم.
ولم تتوقف محاولاته اليائسة عند زيارة أكثر من خمسين طبيباً داخل بريطانيا وخارجها، بل جرب عشرات الأدوية المنومة والمهدئات، وخضع لتجارب علاجية غير تقليدية في دول مثل تركيا وكولومبيا، شملت التخدير الكامل وحتى علاجات نباتية مهلوسة، إلا أن جميعها باءت بالفشل. وقد اختلف الأطباء في تفسير حالته بين متلازمة الإرهاق المزمن، واضطراب ما بعد الصدمة، والأرق المتناقض، من دون وجود تشخيص حاسم.
ويحذر أطباء الأعصاب من أن الحرمان التام من النوم قد يكون مميتاً، إذ تشير التجارب على الحيوانات إلى أن البقاء دون نوم يؤدي إلى الوفاة، غير أن ألويس ظل يقاوم هذه القاعدة العلمية منذ نحو عامين، في تحدٍّ لا يزال غامضاً من الناحية الطبية.
وفي ختام قصته، وجّه ألويس نداءً إلى الباحثين والمتخصصين في علم النوم حول العالم لمتابعة حالته النادرة ودراستها، مؤكداً أن كل ما يتمناه هو استعادة نوم طبيعي يعيده إلى حياة بشرية عادية بعد رحلة طويلة من الألم والمعاناة.
أخبار متعلقة :