نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حسام زكي: دعم عربي واسع لحصر السلاح بيد الدولة في لبنان, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 11:16 مساءً
أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في مقابلة مع سكاي نيوز عربية على الدعم العربي للبنان في مسعاه لبسط سيادة الدولة وحصر السلاح بيد مؤسساتها الشرعية.
وقال السفير حسام زكي، إن هدف زيارته للبنان يهدف للتأكيد على "دعم الجامعة العربية لمبدأ بسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها"، مشيراً إلى أن الجامعة "تحترم الإطار الذي تضعه الدولة اللبنانية لتنفيذ هذه السياسة".
قرارات عربية داعمة للبنان
زيارة زكي إلى بيروت جاءت بعد لقاءات جمعته بالرئيس اللبناني وعدد من القيادات السياسية والعسكرية، حيث شدّد على أن الجامعة العربية تتحرك استناداً إلى "قرارات عربية واضحة تؤيد فكرة بسط الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة على أراضيها، وحصرية السلاح بيد الدولة".
ولفت إلى أن آخر هذه القرارات صدر في قمة بغداد قبل أشهر، مؤكداً أن "التوقيت لم يتأخر، بل جاء مثالياً وفق ما رأته القيادات اللبنانية".
وأوضح زكي أن التجاذبات السياسية والإعلامية الأخيرة في لبنان كانت مثيرة للقلق، "لأن نبرتها مرتفعة للغاية، ولا أحد يريد أن تنزلق الأمور في بلد مثل لبنان إلى مسارات خاطئة"، معتبراً أن هذه الزيارة جاءت "لتوجيه رسالة واضحة للبنانيين بأن هناك تأييداً عربياً للتوجه الحكومي القائم على حصرية السلاح وتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة تنفيذية ضمن إطار زمني محدد".
صندوق دعم وإعادة إعمار
وعن دور الجامعة العربية في دعم لبنان عملياً، قال زكي إن المنظمة "تمتلك أدوات سياسية أكثر من كونها مالية، بينما الأدوات المالية موجودة لدى الدول الأعضاء المانحة". لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "قمة بغداد الأخيرة أقرت إنشاء صندوق لدعم إعمار لبنان وغزة، حيث قدّم العراق تبرعاً أولياً بقيمة 20 مليون دولار للبنان، رغم أن إعادة الإعمار تحتاج إلى مئات الملايين".
ورأى أن "هذه بداية جيدة تعكس تحركاً جدياً حتى لو كان رمزياً"، مشدداً على أن الأهم الآن هو تعزيز الثقة بالقرار اللبناني، مضيفاً: "لقد رصدت جدية واضحة لدى القيادات اللبنانية التي التقيتها اليوم".
دعوة للضغط على إسرائيل
السفير زكي، دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، قائلا: "على الوسيط الأميركي أن يقوم بدور أكثر فعالية في الضغط على إسرائيل لتغيير سلوكها"، معتبراً أن استمرار الانتهاكات "يضع الدولة اللبنانية في موقف لا يوصف إلا بأنه موقف حرج".
وأكد أن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وتطبيق قرارات وقف إطلاق النار أمران أساسيان لتمكين الدولة اللبنانية من فرض سيادتها على كامل ترابها، مشدداً على أن "المطلوب من الجميع هو المساعدة في منع الأمور من الوصول إلى نقطة الانفجار".
المعضلة الإيرانية وحزب الله
وفي رده على سؤال حول دور إيران في الملف اللبناني، قال زكي: "وضعية حزب الله بالنسبة لإيران أمر معروف منذ 40 عاماً، لكن الأهم من وجهة نظري هو كيف يمكن للحزب أن يثبت قدرته على التعايش ضمن النسيج اللبناني، وأن يستوعب المتغيرات التي وقعت في المنطقة".
وأشار إلى أن الموقف الحازم الذي اتخذته القيادات اللبنانية تجاه التدخل الإيراني "أرسل رسائل واضحة بأن العهد الحالي يختلف عن عهود سابقة كانت تسمح بمثل هذه الأمور بشكل اعتيادي". وأضاف: "الحسابات الآن أصبحت مختلفة، ويجب أن تأخذ طهران ذلك في الاعتبار".
دعم عربي متواصل
زكي شدّد على أن الدول العربية تبدي تأييداً كبيراً للتوجه اللبناني الجديد، قائلا: "هذه بداية ممتازة، لكن كيف يمكن أن تترجم لاحقاً إلى خطوات عملية هو أمر يجب بحثه مع المسؤولين اللبنانيين".
وكشف أن تقريراً مفصلاً سيُرفع إلى وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم المقبل في الرابع من سبتمبر، "ليكونوا على دراية كاملة بما وجدناه في لبنان".
وأشار إلى أن الجيش اللبناني يتمتع بإرادة سياسية وروح وطنية قوية، لكنه يواجه نقصاً في الإمكانيات، داعياً الدول العربية والدول الصديقة إلى المساهمة في تزويده بالدعم اللازم ليتمكن من أداء مهامه في فرض السيادة وتنفيذ القرار الحكومي المتعلق بحصر السلاح.
عودة لبنان إلى الحضن العربي
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الخطوات الأخيرة تعني عودة لبنان إلى الحضن العربي، قال زكي: "أنا لا أعتقد أن لبنان افترق يوماً عن الحضن العربي، لكن ربما كانت هناك جفوة في مرحلة ما بسبب بعض التصرفات. اليوم نحن أمام قرار يسهم بشكل كبير في جسر هذه الهوة واستعادة المياه إلى مجاريها".
وختم بالقول: "المسار صعب، لكنه يمثل اختباراً حقيقياً للدولة اللبنانية. ومع الجدية التي نلمسها لدى القيادات اللبنانية، يمكن أن يكون القادم أفضل، بدعم عربي ودولي متواصل".
أخبار متعلقة :