تطرق قائد “أنصار الله” السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب له تناول فيه مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، إلى أبعاد المشروع الصهيوني ومخاطره على الأمة الإسلامية والمجتمعات البشرية.
وأكد السيد الحوثي أن اليهود الصهاينة يعتبرون إنجاز مخطط “إسرائيل الكبرى” نصًا مقدسًا ووعدًا إلهيًا يربطونه بالنصوص التي يزعمون أنها مقدّسة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يشمل نهر النيل والبحر الأحمر وصولًا إلى أجزاء واسعة من الجزيرة العربية بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة. واعتبر أن تحقيق هذا المخطط يترتب عليه سيطرة عالمية تامة للصهاينة.
وأوضح السيد الحوثي أن مئات الملايين في أمريكا وأوروبا وأستراليا باتوا يعتقدون أن دعمهم للمخطط الصهيوني مشاركة في تنفيذ “الإرادة الإلهية”، مستندين إلى معتقدات تزعم أن الله يساعد من يساعد “إسرائيل” ويعادي من يعاديها، معتبرًا أن هذه المعتقدات إنما تلبي أطماعًا استعمارية قائمة على الاستعباد والسيطرة.
وأضاف السيد الحوثي أن المعتقد اليهودي الصهيوني يتمحور حول إعادة بناء الهيكل المزعوم وهدم المسجد الأقصى، معتبرًا أن هذا العنوان يمثل محور المشروع الصهيوني الذي أحاطه اليهود بخرافات وأساطير تمثل إساءة بالغة لله سبحانه وتعالى. وأشار إلى أن الصهيونية العالمية في أمريكا وأوروبا توفر الدعم الكامل لتحقيق هذا الهدف، من خلال مؤسسات وجمعيات تنشط دعائيًا وتعبويًا وتجمع التبرعات لصالح المشروع.
ولفت السيد الحوثي إلى أن اليهود الصهاينة يتحركون ضمن تعبئة دائمة ويطبعون مشروعهم بالطابع الديني، مبينًا أن هذه الرؤية تقوم على الإفساد والسيطرة على المجتمعات البشرية، فيما ينبغي على المسلمين أن ينشطوا لفضح الزيف الصهيوني وإظهار بطلانه، كونه يمثل “جريمة القرن” بحق الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة.
وبيّن السيد الحوثي أن التحريف اليهودي للحقائق مستمر عبر الأجيال، وأن القرآن الكريم يكشف حقيقة دورهم السلبي القائم على الإفساد والعلو والاستكبار والطغيان، مؤكدًا أن فسادهم شامل في المعتقدات والأخلاق والمجتمعات. واعتبر أن نصوص المشروع الصهيوني تكشف أنه عدواني وحشي قائم على الإبادة والاستعباد ونهب الثروات، وليس فيه أي مضمون إيجابي للمجتمعات البشرية.
وأضاف السيد الحوثي أن المشروع اليهودي هو مشروع “شيطاني إجرامي”، يقوم على استعباد الشعوب، في حين أن الرسالة الإلهية قائمة على تحرير الإنسان من عبودية غير الله، داعيًا المسلمين إلى إدراك هذه الحقيقة ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يعمل منذ قرون على نشر الضلال والفساد في المجتمعات الغربية والعالم.
وأشار السيد الحوثي إلى أن الصهاينة حوّلوا الغرب إلى بؤرة للرذيلة والانحطاط، ونسفوا مكارم الأخلاق، وروّجوا للشذوذ والفواحش والإباحية والمخدرات والخمور، مؤكدًا أن اليهود هم مصدر الإلحاد والمعتقدات الباطلة.
وانتقد السيد الحوثي الدعم الغربي للمشروع الصهيوني الذي يشن عدوانًا وحشيًا على قطاع غزة منذ 22 شهرًا، متسائلًا كيف يمكن اعتبار هذا المشروع مقدسًا وهو قائم على الإبادة والإجرام؟!، معتبرًا أن نهايته ستكون “الضربة الإلهية القاصمة”.
وأكد السيد الحوثي أن القرآن الكريم هو المشروع الإلهي الحق الذي يمثل الرحمة للعالمين، داعيًا أبناء الأمة الإسلامية والمجتمعات البشرية إلى النظر لليهود الصهاينة من زاوية القرآن الكريم والواقع، وعدم الانخداع بالدعايات المضللة.
كما شدد السيد الحوثي على أن الصراع مع اليهود الصهاينة حتمي ولا يمكن التعايش معهم، معتبرًا أن معظم السياسات في الأمة قائمة على “نظرة غبية” تساهم في ظلم الشعب الفلسطيني. وأكد أن المطلوب اليوم إصلاح الواقع الداخلي للأمة للتحرك بشكل صحيح في مواجهة المشروع الصهيوني، والتعامل مع وعد الله الحق بثقة وإيمان.
وأشار السيد الحوثي إلى أن المسلمين أصحاب القضية العادلة، وأن المنهج القرآني نور حقيقي لا يتضمن أي توجه عدواني، في حين أن الصهاينة هم من صنعوا “التكفيريين” لتشويه الإسلام وإبعاد الأمة عن مواجهتهم.
وأكد السيد الحوثي على أن ثبات المجاهدين في قطاع غزة دليل بيّن على إمكانية مواجهة المشروع الصهيوني والانتصار عليه في إطار وعد الله الحق.
المصدر: موقع المنار
أخبار متعلقة :