اليوم الجديد

غرقى.. سفينة نوح

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غرقى.. سفينة نوح, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 11:51 صباحاً

غرقى.. سفينة نوح

الإنسان اللي يقرر يعيش زي القطيع، يكرر اللي بيشوفه من غير ما يراجع ضميره ولا يرجع لأصل، هو في الحقيقة بيكتب شهادة غرقه بإيده. الناس اللي غرقوا برة سفينة النبي نوح ماكانوش كلهم عصاة وفاسدين، لكن أكترهم سابوا البوصلة اللي جواهم تتكسر، وقرروا يعيشوا بعيون غيرهم. ساعتها الموج ابتلعهم من غير ما يسيب لهم حتى أثر.
نوح نفسه كان العكس تماما. قرون طويلة وهو بيبني سفينته، يقرب من ألف سنة والناس حواليه تضحك وتسخر ويكذبوه، حتى أقرب الناس ليه ماصدقوش. لكنه ما استسلمش، ولا ساوم على ضميره. اختار يسمع الصوت اللي جواه، اللي ربنا وجهه ليه، ويمشي عكس الزحمة كلها. في الآخر، هو اللي نجا… واللي سخروا، غرقوا.

سفينة نوح
القصة مش مجرد طوفان وسفينة خشب، القصة إن الحياة نفسها طوفان. اللي يفرط في قيمه ويجري ورا الجموع، هو في الحقيقة بيهدم السفينة اللي ممكن تحميه. واللي يفضل يحافظ على أصوله حتى لو الدنيا كلها واقفة ضده، بيبني لنفسه مركب داخلي قادر يشيله وسط أي موج.
طب إزاي نركب السفينة؟ البداية بسيطة نراجع نفسنا كل يوم، نسأل ضميرنا قبل أي خطوة ... هو ده صح؟ نختار الحق حتى لو الطريق أطول؛ نتمسك بكرامة الكلمة ونبعد عن التنازلات الصغيرة اللي بتسحبنا للغرق. السفينة مش هتيجي جاهزة من بره، دي بتتبني جوة القلب بالعزيمة، وبكل عمل صادق، وبكل مرة نفضل ثابتين وسط عاصفة.
المصيبة إننا دلوقتي بقينا نعتبر الضمير عبئ، والقيم كلام قديم مالوش لازمة، وننسى إن هي دي طوق النجاة الوحيد. اللي يسيب نفسه للجموع من غير ما يستعمل عقله والقيم الحقيقية، هيبقى مجرد رقم تافه يتبلع في زحمة البحر. أما اللي يتمسك بأصوله، حتى لو اتوجع واتسخر منه، فهو الوحيد اللي هيبقى له معنى….... والبحر نفسه مش هيقدر يمحيه.
إوعى تفتكر إنك في أمان وسط الزحمة… الغرق الجماعي ما هواش نجاة.
النجاة الحقيقية إنك تبني سفينتك حتى لو كنت واقف لوحدك، لأن بحر الحياة لا بيرحم ولا بيشيل معاه غير اللي ضيع ضميره

أخبار متعلقة :