يشهد قطاع الملابس الجاهزة المصري، نمواً ملحوظاً، انعكس في زيادة الصادرات بنسبة 17% النصف الأول من العام الحالي.
ويؤكد النمو المستمر للقطاع، قدرة المنتج المصري على المنافسة في الأسواق العالمية من حيث السعر والجودة، بجانب تراجع الاعتماد على الاستيراد.
عبدالسلام: التوقعات المتفائلة يدعمها تدفق الاستثمارات الصينية والتركية على مصر
قال محمد عبدالسلام، رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، إن القطاع يحقق نمواً كمياً ونوعياً، مع توقعات بأن تصل الزيادة في الصادرات إلى 30% خلال النصف الأول 2026، مقارنة بالفترة نفسها من العام الحالي، موضحًا أن الولايات المتحدة وأوروبا هما الوجهة الرئيسة لصادرات الملابس الجاهزة المصرية.
وأوضح لـ«البورصة»، أن القطاع يستهدف التوسع في الأسواق العربية والأفريقية من خلال المشاركة في المعارض وتعزيز التعاون الإقليمي، بهدف منافسة النفوذ الصيني والتركي القوي في تلك الأسواق.
أضاف عبدالسلام، أن سعر الصرف يمثل عاملاً مزدوج الأثر على الصناعة. فمن ناحية يؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة الأجور تحت ضغط التضخم وزيادة تكاليف الإنتاج محلياً، لكن في المقابل يمثل ارتفاعه فرصة للقطاع التصديري، إذ يزيد من قيمة العائدات بالدولار ويمنح المنتج المصري قدرة تنافسية أعلى مقارنة بمثيله في الأسواق الخارجية.
ولفت إلى أن التوقعات المتفائلة تدعمها موجة من الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً الصينية والتركية، التي أبدت اهتماماً بإنشاء مصانع جديدة داخل مصر للعمل في مجال الملابس الجاهزة والمنسوجات.
أوضح عبدالسلام، أن أي معوقات تواجه الصناعة تتم معالجتها مباشرة بالتنسيق مع وزارات الصناعة والاستثمار والمالية والهيئات المختصة، ما يمنح القطاع مرونة في التعامل مع التحديات.
طلبة: تعظيم حصتنا في أمريكا وأوروبا أفضل من البحث عن أسواق جديدة
وقال مجدي طلبة، رئيس شركة T&C للملابس الجاهزة وعضو المجلس التصديري، إن القطاع يشهد نمواً، لكنه أقل من المتوقع قياساً بالإمكانيات المتاحة.
أضاف لـ«البورصة»، أن النمو الأقل من المتوقع حدث نتيجة عدة عوامل منها التغيرات المناخية التى تؤثر على الخامات الثقيلة وتدفع نحو الاعتماد على الخامات الصيفية، فضلاً عن السياسات والقرارات العالمية المتعلقة بالاستدامة، والتي أبطأت وتيرة الطفرة المنتظرة في التصدير.
أوضح طلبة، أن الشركة تعتمد بشكل كامل على التصدير، بواقع 70% للأسواق الأمريكية و30% للأسواق الأوروبية، ما يعني أن تعظيم الحصة المصرية في هذه الأسواق الكبرى أكثر أهمية من مجرد البحث عن أسواق جديدة.
وأشار إلى أن دخول الاستثمارات الأجنبية أسهم في تطوير الصناعة عبر نقل التكنولوجيا والخبرات الفنية، لافتًا إلى أن شركته استفادت من شراكة مع مستثمر أجنبي انعكست إيجابياً على الإنتاج والصادرات.
أضاف طلبة، أن شركته تخطط لضخ استثمارات جديدة خلال 2025 بهدف التوسعات وتحديث خطوط الإنتاج، مشدداً على أهمية تعزيز الاعتماد على الإنتاج المحلي في المنسوجات بدلاً من الاستيراد، باعتباره أساس النمو المستدام للقطاع.
وأكد أن التحديات الأساسية داخلية وليست خارجية، وتشمل البيروقراطية، وتأخر صرف المستحقات التصديرية، ونقص العمالة الفنية، وارتفاع تكلفة التمويل، وهي جميعها تحديات تحد من قدرة القطاع على الاستفادة الكاملة من مزايا سعر الصرف.
عبدالقوى: صادراتنا مرشحة للنمو 25% بعد زيادة الرسوم الجمركية على الهند
وقال أشرف عبد القوي، مدير مصنع الصفوة جارمنت لتصنيع الملابس الجاهزة والتصدير، إن سوق الملابس يشهد حالة من النمو والتقدم، متوقعا أن تحقق الصادرات زيادة تتراوح بين 20% و25%، مقارنة بالمعدلات الراهنة، خاصة بعد ارتفاع الرسوم الجمركية في بعض الدول مثل الهند وأمريكا.. الأمر الذي دفع العديد من المستوردين إلى التوجه نحو السوق المصري، نظرا لانخفاض الأسعار وتوافر العمالة الماهرة.
أضاف أن الصادرات المصرية شهدت تباطؤا نسبيا، النصف الأول من 2025، متوقعا أن تشهد صادرات المصنع زيادة بنسبة 25% خلال النصف الثاني، بدعم من توقف بعض خطوط الإنتاج عن العمل في الصين، وهو ما يتيح فرصة أكبر للمنتج المصري لتعزيز نشاطه الصناعي والتصديري.
أشار عبدالقوى إلى أن شركته تضم 8 خطوط إنتاج، يوجه نحو 90% من إنتاجها للتصدير إلى أوروبا، بعد حصولها على جميع الشهادات والرخص المؤهلة للتصدير، إذ تم بالفعل التصدير إلى دول مثل ألمانيا، مع خطط مستقبلية للتوسع نحو تركيا وأسواق أوروبية أخرى، بينما يُوجه الفائض من الإنتاج إلى السوق المحلي.
ولفت إلى أنه بدأ يتوسع نحو الأسواق الأوروبية بدلاً من الأمريكية، عقب فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة قللت من تنافسية الصادرات، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم لم تختفِ بشكل كامل لكنها تراجعت عن معدلاتها الطبيعية.
وأوضح أن تغيرات سعر الصرف تمثل عامل ضغط على الشركات، إذ تتراوح معدلات التذبذب بين ارتفاع وانخفاض بنسبة 5%، وهو ما قد ينعكس سلبا على تكاليف الاستيراد ويؤثر على حركة التصدير، في حين لا يظهر التأثير بالقوة نفسها على السوق المحلي.
وقالت إيمان الشاذلى، مديرة المبيعات بشركة الأسطورة لصناعة الملابس الجاهزة، إن سوق الملابس المحلي شهد نموا خلال الفترة الماضية، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الملابس المستوردة مما دفع المستهلكين إلى التوجه بشكل متزايد نحو الشركات المحلية.
أضافت أن عدم استقرار سعر الدولار وارتفاع تكاليف الصرف والشحن أثر سلبا على نشاط الشركة، إذ كانت تقوم بتصدير منتجاتها إلى بعض دول أفريقيا، لكنها واجهت صعوبات مؤخرا في استيراد المواد الخام دفعتها إلى الاكتفاء بالتصنيع للسوق المحلي.
شعراوى: ارتفاع الدولار يقلص فرص الملابس المستوردة في السوق المحلي
وقال شيرين شعراوي المدير التنفيذي لشركة توب ديزاين للملابس واليونيفورم، إن سوق الملابس الجاهزة يشهد حاليا تطورا ملحوظا، مدفوعا بصعوبة الاستيراد وارتفاع أسعار المنتجات المستوردة.. الأمر الذي عزز مكانة السوقين المحلي والتصديري على حد سواء.
وأوضحت أن الشركة تقوم بتصدير منتجاتها إلى أسواق مثل السعودية والإمارات والسودان، مستفيدة من ثقة هذه الأسواق في جودة الخامات المصرية وخصوصا القطن، لافتة إلى أن الشركة تدير العملية الإنتاجية كاملة بدءًا من التصميم وحتى التصنيع.
وأضافت شعراوي، أن الشركة تسعى في الفترة الأخيرة إلى التوسع داخل منطقة الخليج العربي، مؤكدة أن المنافسة في هذا القطاع لا تقوم على “التنافسية القاتلة”، بل على تقديم أفضل خامة وعرض وسرعة توصيل، فيما يظل القرار النهائي للعميل في اختيار الأنسب له من بين العروض المتاحة.
وأكدت أن ارتفاع سعر الصرف وعدم استقرار الدولار يعدان من أبرز التحديات التي تواجه الشركة، إذ يعرقلان خطط التوسع ويحولان دون إبرام صفقات طويلة الأمد، نظرا لتأثير تقلبات أسعار الصرف المباشر علي زيادة تكاليف الأقمشة التي يتم استيرادها، مما يجعل من الصعب الاتفاق على صفقات تتجاوز مدتها أسبوع واحد.
كتبت- سهيلة محمد وسهيلة إبراهيم
أخبار متعلقة :