إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "النشرة" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.
تتابع جهات كنسية وعلمانية مهتمة بالبيت الداخلي الماروني، وتركز على وضع "الرابطة المارونية" بعد انتخاب قيادتها الجديدة، وتراقب ما يحصل فيها خصوصا مع إنعقاد خلوة لها الثلاثاء لوضع برنامجها وخطة عملها.
وسيجول المجلس التنفيذي للرابطة المارونية على رؤساء الاحزاب والتيارات المارونية، وستكون البداية بزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في معراب.
إن الرابطة تضم نخبة من الوجوه المارونية، وفي مقدمها رئيسها رئيس جمعية المقاولين المهندس مارون الحلو، وامينها العام الناشط المحامي بول كنعان، رئيس حركة" موارنة من أجل لبنان" ونائب الرئيس المهندس نسيب نصر الذي يحمل اكثر من "بطيخة" في اليد الواحدة، وهو يفتش عن مكان لإضافة " بطيخة" الرابطة.
حتى آلان لم يرَ الموارنة خير الرابطة من شرها، وهم فيما يأملون انطلاقة واعدة لها، فان ثمة مؤشرات لا بد من ابرازها:
1-يحاول الأمين العام المحامي بول كنعان الإمساك تنظيميا بالرابطة، والابقاء على التواصل بين أعضاء المجلس التنفيذي، ومحاولة إمتصاص ما قد يبرز من تشنجات نتيجة ثلاثة أعضاء يتلقون أوامرهم من نائب الرئيس السابق للرابطة وزير الصناعة جو عيسى الخوري الذي يعدّ العدة للعودة على رأس الرابطة مستقبلا ويعتبرهم ودائع لديه، وهو وفّر لهم تغطية قواتية، على الرغم من انهم غير حزبيين، وعبثا سعى طابخو لائحة حلو إقناع معراب بتسمية من تشاء من الحزبيين الذين لا يتصرفون بسلبيّة واستفزاز وطرحوا عليها ثلاثة اسماء، لكنها نزلت عند رغبة عيس الخوري.
2-يلاحظ أن المهندس الحلو رفض رفضا قاطعا أن يتمثل التيار الوطني الحر، حزب الكتائب اللبنانية وتيار المردة في المجلس التنفيذي ولو باصدقاء للتيارين والحزب، واستعمل: "المَونة" الشخصية لعدم معارضة قادة هذه الكيانات نهجه الاقصائي لها تحت عنوان: "ظروف خاصة". وقد سكت هؤلاء على مضض ويتوقع ألا يتفاعلوا إيجابا مع المجلس التنفيذي الجديد.
3-اول غيث الثلاثي المفروض من عيسى الخوري هو امتناع أحد أفراده الأكثر تعصبا وشغبا عن حضور خلوة يوم الثلاثاء تحت ذريعة: "اسباب خاصة وشخصية".
4-هيمنة المجلس العام الماروني على المجلس التنفيذي للرابطة. فنائب الرئيس والأمين العام واكثر من عضو هم أعضاء في هذا المجلس. وهذا غير منطقي لأن وظيفة المجلس العام تنحصر في النطاق الجغرافي في ابرشيّة بيروت المارونيّة، وهي جمعية خيرية تدير مؤسسات غير ربحية للطائفة وتهتم بمدافنها في رأس النبع، ولا يمكن أن تكون لها اليد الطولى في بحث قضايا عامة وطنية ومسيحية ومارونية، وهي أمور انيطت بالرابطة ككيان نخبوي اوجدته البطريركية المارونية، وانتزعت نواته من المجلس العام الماروني في العام 1952، بموافقة قادة الطائفة يومذاك: رئيسا الجمهورية الفرد نقاش وبشاره الخوري، ورؤساء الاحزاب والوجهاء أمثال: بيار الجميل، ريمون اده، جورج تابت... الخ. وهناك من يتساءل: أين يقف أعضاء المجلس التنفيذي المنتمين إلى المجلس العام الماروني اذا حصل التباعد حول موضوعات ومواقف بين المجلس والرابطة؟.
5- أين يقف رئيس الرابطة اذا حصل خلاف بين بعبدا ومعراب، وهل هو قادر على القيام بدور موضوعي وبحياديّة يفترض أن تتحصن بها الرابطة في حال حصول خلافات داخل البيت الماروني.
6-هل أن أعضاء المجلس التنفيذي متفقون جميعا على رسالة البطريرك الياس الحويك، رسالة لبنان الكبير. وللتذكير، فان الوزير جو عيسى الخوري صاحب نظرية "الفدرالية" والذي تقاسم تأييدها مع رئيس الرابطة الحالي المهندس مارون الحلو، هو من دعاة خروج الطائفة والكنيسة المارونية من "تابو" الحويك والتفكير بصيغة مختلفة في شأن وحدة لبنان ونظامه؟ وهل يطول الأمر لتظهر التباينات والخلافات على السطح ، وبدء الاهتزازات داخل الرابطة.
وسيكون لنا عود الى شؤون رابطة في مقالات مقبلة.
أخبار متعلقة :