شنّ وزراء ومسؤولون في الحكومة الإسرائيلية هجومًا على الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى في قطاع غزة، معتبرين أنها "خطأ جسيم" وتصبّ في مصلحة حركة حماس.
وشدد هؤلاء على أن تعطيل حركة السير في الشوارع المركزية وإرباك حياة الإسرائيليين يمنح "جائزة للعدو"، مشددين على أن الضغط يجب أن يُوجّه نحو حماس عبر المجتمع الدولي، وليس ضد الحكومة الإسرائيلية.
واعتبر وزير المالية وعضو الكابينيت الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن الاحتجاجات الجارية في أنحاء البلاد للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى هي "حملة سيئة تلعب في صالح حماس". وقال إن "شعب إسرائيل يستيقظ هذا الصباح على حملة سيئة ومضرّة تدفن الأسرى في الأنفاق وتحاول دفع إسرائيل للاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر".
واوضح سموتريتش في تصريح له، أن الحملة، رغم "ملايين الشواكل وحملة الترويج الإعلامية المجنونة التي تقودها وسائل إعلام غير مسؤولة وجهات سياسية انتهازية"، لم تنجح في جذب سوى "عدد قليل جدًا من الأشخاص"، على حد وصفه. وتابع "إسرائيل لا تقف ولا تُضرب، وكل ما هنالك أن قلة قليلة اختارت عرقلة حياة المواطنين وإغلاق الشوارع في طريقهم إلى أعمالهم". واعتبر أن هذه المعطيات "مشجعة وتُثبت أن غالبية شعب إسرائيل لا يختلط عليه الأمر".
وأضاف أن "دولة تريد البقاء لا يمكن أن تستسلم لأعدائها أو توقف الحرب قبل القضاء على حماس، وإزالة الخطر الذي يتهدد إسرائيل من غزة لسنوات طويلة، وإعادة جميع الأسرى" في إطار ما وصفه بـ"النصر الكامل".
من جانبه، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن "الإضراب اليوم، من إنتاج حركة كابلان، هو استمرار للإضرابات وتشجيع التملص من الخدمة قبل السابع من تشرين الأول"، على حد تعبيره. وأضاف: "هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم الذين أضعفوا إسرائيل آنذاك، ويحاولون القيام بذلك مرة أخرى اليوم. هذا الإضراب يقوّي حماس ويُبعد استعادة الأسرى. بالطبع سيلقون لاحقًا باللوم على حكومة إسرائيل. هكذا يبدو حملة سياسية انتهازية على حساب الأسرى".
واوضحت وزيرة المواصلات وعضو الكابينيت، ميري ريغيف، إن "الحروب تُحسم بالوحدة". وأضافت "رأينا مرة أخرى صباح اليوم تلك القلة التي قررت شق الصف وتحويل التضامن مع أسرانا الأعزاء إلى حملة سياسية"، على حد تعبيرها. وتابعت "إنهم يحرقون الشوارع ويُتلفون البنى التحتية، وبدل أن يوحّدوا ويعززوا شعب إسرائيل والأسرى، فإنهم يعززون حركة حماس".
بدوره، اعتبر وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار، إن "حماس ارتكبت مجزرة بحق أبناء شعبنا، وأخذت إخوتنا وأخواتنا إلى أسر وحشي، والآن ترفض إعادتهم، هذه هي الحقيقة"، على حد تعبيره.
وأضاف أن "إغلاق المحاور المركزية في إسرائيل وتعطيل حياة المواطنين خطأ جسيم ومكافأة للعدو الذي يشاهد هذه الصور هذا الصباح ويغتبط فرحًا"، مشددًا على أن "الغضب والاحتجاج يجب أن يُوجها نحو ضغط دولي على حماس للإفراج عن الرهائن، وليس ضد من يفعلون كل ما بوسعهم لإعادتهم إلى البيت".
ووجّه رئيس لجنة المالية في الكنيست، عضو الكنيست حانوخ ميلفيتسكي من حزب الليكود، انتقادات شديدة للاحتجاجات المطالِبة بالإفراج عن الأسرى. ووصفها في حسابه على منصة "إكس" بأنها "أعمال شغب لدعم حماس". وقال: "يهود، إسرائيليون يحرقون الدولة في محاولة لمنع تدمير حماس. كان في شعبنا مثل هؤلاء عبر التاريخ، وتغلبنا عليهم. وهكذا سيكون هذه المرة أيضًا". وأرفق ميلفيتسكي منشوره بتوثيق يُظهر إطارات مشتعلة على أحد الشوارع.
وردّ مقر عائلات الأسرى على الوزراء الذين هاجموا الاحتجاجات بالقول: "يمكنكم مواصلة الاختباء خلف المناورات والحسابات السياسية، لكنكم لن تستطيعوا الهروب من المسؤولية. هذا اليوم سيُسجَّل في الذاكرة الوطنية لإسرائيل – من اختار الوقوف مع العائلات ومن أدبر عنها. انتهت الأعذار. أعيدوا الجميع إلى بيوتهم الآن، أو ستُذكرون بالعار إلى الأبد".
وفي كلمة له من "ساحة الاسرى"، قال الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ: "يمكن الاختلاف في المواقف، لكن لا يوجد إسرائيلي لا يريد الأسرى في البيت"، مضيفًا: "أريد أن أقول للعالم – توقفوا عن النفاق. اضغطوا على حماس وتوقفوا عن الاستسلام لألعابها العاطفية".
وفي رسالة وجهها إلى الأسرى قال: "لن نقوم بكل ما في وسعنا لإعادتكم إلى البيت". وأضاف مخاطبًا العائلات: "كل شعب إسرائيل معكم"، قبل أن يتابع قائلًا: "أقول للجميع – توقفوا عن النفاق، وتوقفوا عن الاستسلام لحماس. وأنا أدعو العالم أيضًا: توقفوا عن النفاق".
وأغلق متظاهرون، صباح اليوم الأحد، حركة السير في شارع "أيالون" باتجاه الشمال قرب مفرق روكح، ضمن الاحتجاجات المطالِبة بوقف الحرب في غزة والإفراج عن الأسرى. وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن الشارع شهد ازدحامات مرورية خانقة، بعد أن عمدت سيارات في وقت سابق إلى السير ببطء قرب مفرق "ههلخاه" لافتعال اختناقات مرورية. وبالتوازي، أغلق المحتجون عشرات الشوارع في أنحاء البلاد.
أخبار متعلقة :