اليوم الجديد

المفتي قبلان: المقاومة ضمانة تاريخية ومصيرية للبنان

وجّه المفتي الجعفري الممتاز في لبنان، الشيخ أحمد قبلان، يوم الأحد، رسالة إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبالواسطة إلى القوى السياسية والزعامات اللبنانية وكل من يهمه أمر لبنان، بكل محبة وإخلاص.

وقال المفتي قبلان “فخامة الرئيس جوزاف عون المحترم، اللحظة خطيرة للغاية، والوقت ينفد، وموقد الأزمات مجنون، وواقع المنطقة فوق طاولة دولية إقليمية لا يهمها إنسان ولا أديان ولا طوائف ولا بلد اسمه لبنان. وما أريده من هذه الرسالة هو خلاص ذمتي أمام الله وشعب هذا البلد العزيز، ويمكنك أن تعمل الكثير وسط بلد يغلي بالفتن والجنون السياسي والتحريض الانتقامي، وسط مشاريع دولية وإقليمية تدفع البلد نحو الخراب”.

وتابع المفتي قبلان “تذكّر أن المرحوم الرئيس إلياس سركيس يوماً بكى، لأنه رأى بلده يحترق أمام عينيه. ولا أعتقد أنك تقبل بأن يحترق هذا البلد العزيز أمام عينيك، وأنت ابن لبنان، وابن العيشية، وابن المؤسسة العسكرية، وفيك من محبة المسيح والوطن ما يدفعك لأن تكون مغوار العائلة اللبنانية والوحدة الوطنية وعماد الدفاع عن السلم الأهلي”.

وأضاف المفتي قبلان “فخامة الرئيس، كلامي موجّه لك كضامن وطني قبل أن تكون ضامناً دستورياً. اللحظة هي لحماية هذا البلد الذي يعيش بالتوافق والتلاقي السياسي وشروط العمل الوطني الصادق. القضية هنا ليست ميثاقية العمل الوطني، بل ما يلزم لبقاء وطن تحيط به الذئاب الدولية والإقليمية الجائعة من كل ناحية، ما يفترض أن يحتل الهاجس الأمني كل الأولويات ويلغي ما دونها”.

وأكد المفتي قبلان “ما من عاقل في هذا العالم يقبل بنزع قوته الضامنة وسط وحوش لا تشبع من الاحتلال والعدوان والقتل بالإدمان، والركيزة الأمنية هنا هي قيمة هذا البلد وأساس منظومته كلها. ومن هذا المنظار، يصبح سلاح المقاومة، بالشراكة مع الجيش وباقي القدرات الوطنية، ضرورة وجودية للبلد والناس، ولا يمكننا إلا اعتماد هذه الحقيقة الوطنية، حتى لو تم تهديدنا بقنبلة نووية. ولا يمكن القبول بغير ذلك”.

وقال المفتي قبلان “فخامة الرئيس، اللحظة للحقيقة، والحقيقة إنسان وبلد وأمن وأمان وشراكة أوطان. ولا يوجد عاقل في هذا العالم الغارق بالطغيان والجنون، يقبل بصفقة ‘السلاح مقابل الأمان’. هذه فلسطين أمام عينيك، وجنوب سوريا، وغيرها من بقاع الإقليم والعالم. وأنت تعلم أن الأمان في هذا العالم وهذا الإقليم لا يكون إلا بالسلاح والقدرات الوطنية الحاضرة بوضعياتها الدفاعية، وثمن الحرية والسيادة كبير”.

وأشار المفتي قبلان إلى أن “الصمود الأسطوري للمقاومة في الحرب الأخيرة، قياساً على حجم الترسانة الإسرائيلية الأطلسية، أكد أنها قوة ردع استراتيجية، لدرجة أن الإسرائيلي استمات ليحتل بلدة حدودية مثل الخيام فلم يستطع”، وشدد على أن “المقاومة ملك للسيادة الوطنية، لا لطائفة، والأشلاء ما زالت على الأرض وعطاءات المقاومة في هذا المجال لا نهاية لها. ولا فخر في هذا الشرق أكبر من مفخرة المقاومة وسجلّها السيادي وعطاءاتها الوطنية”.

وأضاف المفتي قبلان ان “الأمن الاستراتيجي لهذا البلد يحتاجها بالصميم، واللحظة للتضامن الوطني ومنع فتيل الانفجار وحماية العائلة اللبنانية من التشظي والمتاريس. فخامة الرئيس، أنت في موقع الضامن الوطني، وقادر على حماية السلم الأهلي ومنع أي انفجار. الضغط الدولي والإقليمي لا قيمة له مع التضامن الوطني. والتعويل عليك كبير، رغم صدمتنا من الأسباب التي أطاحت بخريطة المراحل وما يلزم من استراتيجية دفاع وطني تستوعب كل قوة لبنان. وأضرار الضغط الدولي، بكل أشكاله، مع بلد متماسك داخلياً، أقلّ بكثير من انفجار الداخل”.

ونبه المفتب قبلان من أنه “لا شيء أخطر في هذه الفترة المصيرية من الخطابات العنترية والحقد المنفجر”، وأضاف “فخامة الرئيس، أوصيك بالرئيس نبيه بري ومشورته المهمة جداً والحريصة، لأنه صانع تاريخ، وقدرة وطنية فائقة، وشخصية عابرة للطوائف، وهمّه لبنان، وقدرته على ذلك مشهودة، وما لا يُستطاع عند الغير يُستطاع عند الرئيس نبيه بري”.

وقال المفتي قبلان “القضية هي كيف نحمي لبنان لا كيف نحرقه، والمقاومة في هذا المجال ضمانة تاريخية ومصيرية للبلد، والتفريط بها تفريط بأكبر أسباب بقاء لبنان. حماية السيادة الوطنية واجب وطني، وتكوين ميثاقي، وضابطة حكومية وشرعية لبنانية، وكل ما يخالفها لا قيمة له بدساتير شرعية الأوطان”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

أخبار متعلقة :