اليوم الجديد

السودان... مخاوف ألغام الخرطوم تتزايد مع بدء موسم الأمطار

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السودان... مخاوف ألغام الخرطوم تتزايد مع بدء موسم الأمطار, اليوم السبت 16 أغسطس 2025 08:52 مساءً

بعد يومين من عودتها إلى منزلها في منطقة شرق النيل بالخرطوم، فجعت أسرة محمود بمقتل ابنها بانفجار جسم غريب بينما كان يلعب مع أقرانه في أحد ميادين المنطقة، حيث يثير انتشار الألغام الأرضية والتلوث الناجم عن مخلفات الحرب مخاوف أمنية وبيئية كبيرة، خصوصًا مع بدء موسم الأمطار.

وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 10 في المئة من المقذوفات التي استُخدمت في الحرب، التي دخلت شهرها الثامن عشر، لم تنفجر بعد.

وقالت الأمم المتحدة إن المدنيين يواجهون "تحديًا صامتًا ولكنه فتاك، إذ تهدد الذخائر غير المنفجرة سلامة العائدين إلى ديارهم".

وتُعتبر منطقة وسط الخرطوم، التي تضم ستة أحياء ومقار حكومية ودولية رئيسية، من أكثر المناطق تأثرًا. وفي يوليو الماضي، أعلن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، لوكا ريندا، أن إزالة الألغام تُعدّ تحديًا حقيقيًا يواجه السكان وعملية إعادة التأهيل والإعمار في العاصمة. وأوضح:
“هناك مئات الآلاف، إن لم يكن أكثر، من الذخائر غير المنفجرة في المدينة”.

وفي ظل تقديرات أممية أشارت إلى انتشار الألغام ومخلفات الحرب في نحو 80 في المئة من مناطق الخرطوم، لا يزال وجود تلك المخلفات أحد أبرز أسباب عدم عودة الملايين من السكان الذين فرّوا من منازلهم منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023.

وفي الأسبوع الماضي، كشفت إديم ووسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن بعثة برئاستها زارت الخرطوم، لكنها لم تتمكن من دخول مباني الأمم المتحدة بسبب مخلفات الحرب الخطيرة والذخائر غير المنفجرة.

تداعيات كارثية

حذّر خبراء الأمم المتحدة من أن جهود التعافي وإعادة الإعمار ستواجه مخاطر كبيرة إذا لم تُؤخذ مشكلة الذخائر غير المنفجرة على محمل الجد وتُدمج جهود إزالة الألغام في خطط إعادة البناء.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يستمر خطر الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة المتفجرة في مناطق الخرطوم لسنوات طويلة، مشيرةً إلى تعرض مناطق سكنية وخدمية واسعة في العاصمة لدمار كبير أدى إلى تراكم مواد البناء المسحوقة، مثل الأسبستوس، التي يُعتقد أن بعضها اختلط بمواد سامة من مكونات المواد المتفجرة والأسلحة التي استُخدمت بكثافة في القتال خلال الأشهر الماضية.

وحذّر تقرير أعدّه خبراء في برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الألغام من تلوث مساحات شاسعة من الخرطوم بالمتفجرات القاتلة، مشيرًا إلى أن أعدادًا كبيرة من الذخائر غير المنفجرة موجودة في المنازل، وفي الساحات والميادين العامة داخل الأحياء السكنية.

وأوضح التقرير: "من المتوقع أن تحصد الألغام أرواح النساء والأطفال، حتى بعد أن يسكت السلاح... هناك مخاطر أخرى كبيرة ستلاحق المدنيين وسيمتد أثرها لسنوات".

وبسبب استنشاق السكان العائدين مواد ملوثة ناجمة عن تراكم مخلفات الحرب، تزايدت معدلات الإصابة بالأمراض في الخرطوم بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، خصوصًا الإسهالات وأمراض الجهاز التنفسي والتهابات الجلد والعيون الحادة.

وفي ظل وجود نحو 100 ألف طن من الحطام في منطقة تُقدَّر مساحتها بنحو 57 كيلومترًا مربعًا، فإن إجمالي الحطام الناجم عن الحرب في العاصمة الخرطوم، التي تبلغ مساحتها نحو 22 ألف كيلومتر مربع، يمكن أن يصل إلى أكثر من 38 مليون طن، وفقًا لتقرير المرصد الدولي للصراعات والبيئة.

أخبار متعلقة :