بقلم: علي حايك
تقديم: سهيل دياب
لم يكن كلامُ الامينِ العام لحزب الله سماحةِ الشيخ نعيم قاسم تهديداً مُبطّناً بالحربِ الاهلية ، بل تحذيرٌ واضحٌ لمن يعملُ وفقَ الاملاءاتِ الاميركيةِ الصهيونيةِ لجرِّ البلدِ قاصداً او عن غيرِ قصدٍ الى الفتنةِ والحربِ الاهلية.
واِن كانَ البعضُ ما زالَ يتصرفُ كفاقدٍ للاهليةِ الوطنيةِ بادارةِ استحقاقاتٍ كبرى في مرحلةٍ تاريخيةٍ من عمرِ الوطنِ والمنطقة، فانَ منطقَ الشيخ قاسم كان زاخراً بمقترحاتِ الحلولِ المستندةِ الى الميثاقِ والدستور – وحتى البيانِ الوزاريِّ للحكومة – اذا ما كانَ لدى المعنيينَ نيةُ الحفاظِ على الوطنِ ووَحدتِه وسلامةِ مستقبلِه، فقد جددَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله التذكيرَ باولوياتِ الحكومةِ بالانسحابِ الاسرائيليِّ ووقفِ الاعتداءاتِ واطلاقِ الاسرى واعادةِ الاعمار، ولَكُم من المقاومةِ واهلِها كلُّ التسهيلاتِ والايجابيةِ اثناءَ مناقشةِ استراتيجيةِ الامنِ الوطنيّ التي جاءت في خطابِ القسم ..
اما الحربُ الاهليةُ التي حذرَ منها الشيخ قاسم وقال لا تَجرُّونا وتَجُرُّوا الجيشَ والبلدَ اليها، فهي مكتوبةٌ في طياتِ الورقةِ الاميركية، بل في تصريحاتِ توم براك العلنية، واعوانِه من الموفدينَ السامِيْنَ المتحكمينَ باهلِ السيادةِ والحُكمِ في لبنان، فضلاً عن صِغارِهم المتنقلينَ بينَ المواقفِ والمنابرِ مُحرِّضينَ الجيشَ على اهلِه ومُروِّجينَ لعدمِ الخوفِ من فكرةِ الحربِ الاهلية..
فايُّ الافكارِ تنفعُ مع مَن ربطَ الاميركيُ والصهيونيُ على قلبِه وعقلِه؟ واستحضرَ كلَّ اصحابِ الفخامةِ السابقينَ جداً والسبّاقينَ لصنعِ الازمات، والآخَرِينَ الطامحينَ الخائبينَ على الدوام، ضمنَ جوقةِ مواقفَ لا تنفعُ ولا تُغني عن خطواتٍ مسؤولةٍ ومطلوبةٍ سريعاً من اهلِ الحكمِ لتداركِ الموقفِ قبلَ ساعةِ المَندم ..
وهل لدى تلك الجوقةِ – بكبارِها وصغارِها – ساعةٌ بل دقائقُ معدوداتٌ للتصويبِ على العدوانيةِ الصهيونيةِ المستمرةِ التي تَسقي الوطنَ يومياً من دمِ ابنائِه؟ وهل مِن سَطْرٍ بينَ مجلداتِ بياناتِهم وتصريحاتِهم بوجهِ تصريحاتِ بنيامين نتنياهو ووزرائِه وقادةِ جيشِه ضدَّ لبنانَ واهلِه وسلامةِ اراضيه؟
لقد كانَ كلامُ الشيخ قاسم بغايةِ الوضوح، وعلى الآخرين اَن تكونَ خِياراتُهم ونواياهُم واضحة، لِنرَى اِن كانوا يريدونَ سلاماً للبلدِ ام على البلدِ السلام.. اما انتظارُ ترامب – الباحثِ عن سلامٍ بل انجازٍ خائبٍ في الاسكا، والخائبِ وربيبِه نتنياهو بفعلِ صبرِ اهلِ غزة، فهو رهانُ المجانينَ من بعضِ اللبنانيين..
المصدر: موقع المنار
أخبار متعلقة :