من مشروب تقليدي ارتبط بطقوس الشاي اليابانية منذ قرون، إلى ظاهرة عالمية يتبناها عشاق الصحة والمؤثرون، تحول الماتشا – مسحوق الشاي الأخضر المزروع في الظل – إلى أحد أشهر المشروبات لما يُنسب إليه من فوائد غذائية وصحية متعددة.
مؤخراً، أثار طبيب من جامعة هارفارد نقاشاً واسعاً بعدما أشار إلى أن الماتشا قد يسهم في الوقاية من السرطان، بفضل احتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة القوية، وخاصة مادة الكاتشين المعروفة بدورها في دعم صحة القلب، وتحسين القدرات الإدراكية، والحد من نمو الخلايا السرطانية.
دراسات علمية متعددة دعمت هذه الفرضية؛ إذ وجدت دراسة بريطانية أن الماتشا قد يمنع انتشار الخلايا الجذعية المسببة لسرطان الثدي ويعزز فعالية العلاج الكيميائي. فيما أظهرت أبحاث يابانية أنه يساعد على تحسين الأداء العقلي والتخفيف من أعراض الاكتئاب، عبر تحفيز إفراز الدوبامين أو ما يعرف بـ"هرمون السعادة". أما علماء في سنغافورة فقد اكتشفوا أن مادة EGCG الوفيرة في الماتشا، قد تزيد من دقة أدوية السرطان في استهداف الأورام.
ورغم هذه النتائج المشجعة، يؤكد خبراء أن الأدلة ما زالت غير حاسمة، وأن هناك حاجة إلى المزيد من التجارب السريرية واسعة النطاق قبل اعتماد الماتشا كجزء من بروتوكولات الوقاية أو العلاج.
وعلى الصعيد التجاري، يتوسع سوق الماتشا بشكل متسارع، إذ تُقدر قيمته العالمية حالياً بحوالي 4.3 مليار دولار، فيما تجاوزت مبيعاته في الولايات المتحدة وحدها 10 مليارات دولار خلال 25 عاماً، ما يعكس الشعبية المتنامية للمشروب الأخضر.
وبالنسبة لمحبي القهوة، يقدم الماتشا بديلاً غنياً بالكافيين لكن بجرعة أقل (38–89 ملغ للكوب مقارنة بـ100–120 ملغ في القهوة)، مع تأثير أكثر استقراراً وأطول أمداً، ما يجعله خياراً صحياً متوازناً لكثير من المستهلكين.
أخبار متعلقة :