اليوم الجديد

أول لقاء بين الزعيمين منذ 2019 ... ترامب يستقبل بوتين وسط استعراض جوي وتوجس دبلوماسي من مخرجات القمة

استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة "إلمندورف-ريتشاردسون" العسكرية بولاية ألاسكا، في لقاء وُصف بأنه الأكثر حساسية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وبتنسيق محكم، حطت طائرتا الزعيمين بفارق دقائق معدودة، قبل أن ينزل ترامب وبوتين من سلميهما بشكل شبه متزامن، ليلتقيا في منتصف بساط أحمر طويل وسط عرض جوي نفذته مقاتلات أمريكية من طراز B-2. كما تجاهل الرئيسان أسئلة الصحافيين، واكتفيا بمصافحة رسمية تبادلا خلالها التحية أمام عدسات المصورين، قبل أن يستقلا سيارة “الوحش” المصفحة الخاصة بالرئيس الأمريكي لإجراء حديث مقتضب على انفراد، تمهيدًا لانطلاق برنامج القمة.

وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن جدول المباحثات شهد تعديلاً مفاجئًا، بعدما تقرر عقدها بحضور مساعدي الطرفين بدلًا من الاكتفاء بلقاء ثنائي مغلق، موضحة أن ترامب سيكون مرفوقًا بوزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، فيما يمثل الجانب الروسي كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف ومستشار السياسة الخارجية يوري أوشاكوف.

كما أوردت شبكة “سي إن إن” أن هذا التحول في صيغة اللقاء يحمل دلالات مهمة، بالنظر إلى ما شاب اجتماعات سابقة بين الزعيمين من غموض، في ظل غياب تدوين رسمي لما جرى خلالها، خاصة في ولايته الرئاسية الأولى، إذ سبق لترامب أن طلب من مترجمه إتلاف ملاحظاته بعد اجتماع مماثل في ألمانيا.

وأوضح ترامب، في تصريحات أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، أنه يأمل في التوصل إلى "وقف سريع لإطلاق النار" في أوكرانيا، مؤكدًا أنه لن يشعر بالرضا ما لم يتحقق ذلك خلال القمة، وأنه مستعد للانسحاب من المفاوضات في حال رفض بوتين الصفقة المقترحة.

ورغم تلميحه إلى احتمال طرح "مقايضات أراضٍ" بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما ترفضه كييف بشدة، شدد ترامب على أن القرار النهائي يعود لأوكرانيا، مشيرًا إلى إمكان تقديم ضمانات أمنية لكييف، دون أن تشمل عضويتها في حلف شمال الأطلسي.

وفي خطوة أثارت انتقادات واسعة، أجرى ترامب اتصالًا قبيل القمة برئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الوثيق لبوتين، ووصفه على منصاته الاجتماعية بأنه "شخص يحظى باحترام كبير"، ما فُهم كرسالة مبطنة بشأن تموقع واشنطن في هذا السياق المعقد.

ويأتي هذا اللقاء في وقت تدخل فيه روسيا المفاوضات من موقع ميداني مريح، بعد إحرازها تقدمًا ملحوظًا في الجبهة الشرقية، فيما تتوجس عواصم أوروبية من اتفاق محتمل قد يتجاوز موقف أوكرانيا الرسمي، ويعيد ترسيم التوازنات الاستراتيجية دون إشراك حلفاء واشنطن.

وتُعد هذه أول مواجهة مباشرة بين ترامب وبوتين منذ قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية عام 2019، رغم أنهما تبادلا اتصالات هاتفية عدة خلال الأشهر الستة الماضية. كما يُعلق مراقبون آمالاً حذرة على أن تسفر قمة ألاسكا عن بادرة لوقف إطلاق النار، بينما يخشى آخرون من أن تفضي إلى تفاهمات ثنائية قد تهمش الشركاء الأوروبيين وتضعف الموقف الأوكراني.

أخبار متعلقة :