نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اتفاقات وصفقات ضخمة.. ما الذي ينتظر "إنفيديا"؟, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 05:51 صباحاً
في الوقت ذاته، تشهد منطقة الخليج العربي تحركات حثيثة نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، عبر استثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية.
وسط هذا المشهدالمتجدد، تبرز فرص جديدة أمام شركات التكنولوجيا الكبرى لاستغلال بيئة استثمارية متغيرة، مدعومة بتسهيلات سياسية واقتصادية، تعيد تشكيل خريطة القوة في السوق العالمية. ومع بروز اتفاقيات وصفقات ضخمة، تتجه الأنظار نحو ما ينتظر "إنفيديا" تحديداً، وكيف ستستفيد من هذه الفرص التي تفتح آفاقًا واعدة لنموها وتوسعها في المنطقة والعالم.
أعلنت عدد من شركات التكنولوجيا الأميركية، خلال جولة ترامب الخليجية، عن صفقات في مجال الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، لا سيما في السعودية، حيث حصل الرئيس الأميركي على التزامات بقيمة 600 مليار دولار من المملكة.
من بين أكبر الصفقات، أعلنت شركة إنفيديا عن أنها ستبيع مئات الآلاف من شرائح الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، حيث ستذهب الدفعة الأولى المكونة من 18 ألف شريحة من أحدث شرائح "بلاكويل" إلى شركة Humain ، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي أطلقها صندوق الثروة السيادية السعودي.
وأعلنت شركتا إنفيديا وHumain عن أنهما ستستفيدان من منصات إنفيديا لترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كشركة رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية لوحدات معالجة الرسومات، والتحول الرقمي.
وفي بيان مشترك، أعلنت الشركتان أنهما ستبنيان مصانع للذكاء الاصطناعي بسعة تصل إلى 500 ميغاوات، والتي ستشمل "مئات الآلاف" من وحدات معالجة الرسومات الأكثر تطورًا من إنفيديا على مدى خمس سنوات، بحسب ما نقلته رويترز.
صفقات تقلب الموازين
يقول العضو المنتدب لشركة "أي دي تي للاستشارات والنظم التكنولوجية"، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الاتفاقيات والصفقات التي حدثت خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لثلاث دول خليجية "تقلب موازين الاستثمار العالمي، وقد أطلقت موجة غير مسبوقة من تدفقات رؤوس الأموال الخليجية نحو السوق الأميركية، لا سيما في قطاع التكنولوجيا".
ويضيف: "السعودية وحدها تعهدت بضخ نحو 600 مليار دولار كاستثمارات مباشرة في الولايات المتحدة ضمن قطاعات متنوعة، لكن الذكاء الاصطناعي كان بوضوح نجم المشهد"، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات ركزت بشكل كبير على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مما وضع شركة "إنفيديا" في قلب الحدث، كونها المزود الأول عالمياً لرقائق الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مشاريع الحوسبة الضخمة.
ويوضح سعيد أن المناخ السياسي الجديد بقيادة ترامب يعزز بيئة الانفتاح بين الشركات الأميركية والخليجية، وهو ما انعكس على "إنفيديا" بثلاثة أشكال رئيسية:
- أولًا: التدفقات الاستثمارية الخليجية تسهم في تعزيز السيولة في السوق الأميركية، ما يدعم شركات التكنولوجيا الكبرى وعلى رأسها "إنفيديا"، خاصة في ظل سباق خليجي لتوطين الذكاء الاصطناعي وبناء مراكز بيانات عملاقة.
- ثانياً: قرار ترامب بإلغاء قيود تصدير الذكاء الاصطناعي (القاعدة التي تعود لعهد الرئيس السابق جو بايدن) بعد ضغوط من شركات التكنولوجيا، يعيد لـ "إنفيديا" أسواقًا كانت مهددة، وأدى إلى ارتفاعات قوية في سعر سهمها عبر جلسات متتالية في وول ستريت.
- ثالثاً: الاتفاقيات والصفقات الخليجية فتحت الباب أمام شراكات استراتيجية بين "إنفيديا" وصناديق استثمار سيادية خليجية، سواء داخل الولايات المتحدة أو عبر مشاريع مشتركة في المنطقة.
ويختتم الخبير التكنولوجي تصريحاته بالإشارة إلى أن القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" عادت لتتخطى حاجز الـ 3 تريليونات دولار، بينما ثروة الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ عند نحو 120 مليار دولار خلال فترة قصيرة، مدفوعة بانتعاش قطاع أشباه الموصلات وزيادة الطلب على الرقائق الذكية.
ويؤكد أن السيناريو الأقرب هو استمرار "إنفيديا" في قيادة موجة الذكاء الاصطناعي عالمياً، بدعم من تدفقات استثمارية خليجية وتسهيلات سياسية أميركية، تفتح أمامها أسواقاً جديدة كانت مقيدة أو مغلقة، مشدداً على أن الشراكات والاتفاقيات والصفقات التي أبرمها ترامب في الخليج لم تكن مجرد ارقام على الورق، بل أعادت رسم خريطة القوة في قطاع التكنولوجيا العالمي، ومنحت انفيديا دفعة تاريخية على مستوى السيولة والنفوذ والفرص الاستثمارية.
- تبلغ القيمة السوقية لشركة إنفيديا 3.302 تريليون دولار، وهي ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية خلفاً لشركة مايكروسوفت (صاحبة المركز الأول بـ 3.376 تريليون دولار) وبعدها تأتي شركة أبل في المركز الثالث بقيمة سوقية 3.155 تريليون دولار، بحسب بيانات companiesmarketcap حتى قبل تعاملات الأسبوع الجديد.
- تبلغ ثروة الرئيس التفنيذي لـ "إنفيديا" 118.2 مليار دولار ، ويحل في المرتبة الـ 11 ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم، بحسب بيانات فوربس.
- شارك جينسن هوانغ في تأسيس شركة صناعة شرائح الرسوميات إنفيديا في العام 1993، ويشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة منذ ذلك الحين. ويملك حوالي 3 بالمئة من الشركة التي قام بطرحها للاكتتاب العام في عام 1999.
- تحت قيادة هوانغ، أصبحت وحدات معالجة الرسوميات من إنفيديا مهيمنة أولاً في مجال ألعاب الكمبيوتر والآن في مجال الذكاء الاصطناعي، مما دفع القيمة السوقية للشركة إلى تجاوز 3 تريليون دولار في العام 2024.
نقطة تحول
أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
تُعَدّ صفقات الذكاء الاصطناعي التي أُبرمت خلال جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الخليج الأسبوع الماضي نقطة تحول استراتيجية لشركة إنفيديا، حيث تعزز مكانتها في السوق العالمية وتفتح آفاقًا جديدة للنمو في منطقة الخليج، التي تسعى إلى أن تصبح مركزًا عالميًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويشير إلى إعلان "إنفيديا"عن بيع من وحدات المعالجة الرسومية المتقدمة لشركة "Humain"، وهي شركة ذكاء اصطناعي تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، تشمل الدفعة الأولى 18 ألف وحدة من رقائق "Blackwell GB300" الجديد؛ لتشغيل مراكز البيانات. كما يشير أيضاً إلى الأنباء التي نقلتها بلومبيرغ بشأن مفاوضات للسماح للإمارات باستيراد 500 ألف وحدة من رقائق إنفيديا المتقدمة سنوياً حتى العام 2027، مع تخصيص 20 بالمئة منها لشركة الذكاء الاصطناعي "G42" في أبوظبي.
ويشير إلى التأثير الفوري والمباشر لتلك الأنباء على أسهم الشركة التي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في "وول ستريت" مما يعكس ثقة المستثمرين في توسع الشركة في أسواق جديدة (ارتفعت أسهم الشركة بنحو 16.07% خلال تعاملات الأسبوع الماضي). وكذلك من المرجح مواصلة ثروة الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، الارتفاع نتيجة لهذه الصفقات.
ويقول إن زيارة ترامب تؤدي إلى تغيير في سياسة تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تخفيف القيود التي فرضتها إدارة بايدن، مما يسمح بصفقات تصدير كبيرة إلى دول الخليج، منبهاً في الوقت نفسه إلى أنه "مع هذه الاستثمارات، تسعى دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي، إلى جانب الولايات المتحدة والصين".
ويشير تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إلى أن السيطرة على أشباه الموصلات الأكثر تطوراً في العالم، والتي تُعدّ حيويةً للذكاء الاصطناعي المتطور، وضعت ترامب في موقف تفاوضي قوي خلال جولته في الشرق الأوسط.
الاستثمار في الـ AI
المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن تأثير صفقات ترامب في الخليج على شركة "إنفيديا" يمكن تحليله من خلال عدة جوانب، خاصة فيما يتعلق بتوجهات الاستثمار في التكنولوجيا، وتحديداً الذكاء الاصطناعي، على النحو التالي:
- الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي: دول الخليج، وخاصة الإمارات والسعودية، تستثمر بشكل كبير في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي مثل شركة Humain الناشئة بالذكاء الاصطناعي السعودية.
- رقائق "إنفيديا" تعتبر أساسية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها مطلوبة بشدة في هذه الاستثمارات.
- أي صفقات تجارية تزيد من الاستثمار في مشاريع التكنولوجيا في الخليج، ستزيد الطلب على منتجات "إنفيديا".
- أشير في بعض التقارير الصحفية الى سعي بعض دول الخليج لشراء رقائق إلكترونية متطورة من شركات مثل "إنفيديا" لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي.. كما أن إنفيديا أعلنت عن أنها سوف تبيع 18 ألف شريحة متقدمة للسعودية.
ويلفت إلى التأثيرات الاقتصادية الأوسع نطاقاً، بالإشارة إلى أن الصفقات من شأنها المساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة، مما يزيد من القدرة على الاستثمار في التكنولوجيا.
أخبار متعلقة :