اليوم الجديد

زيارة ترامب للمملكة.. حين تقود الرياض معادلات المستقبل

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيارة ترامب للمملكة.. حين تقود الرياض معادلات المستقبل, اليوم الخميس 15 مايو 2025 09:34 مساءً

محمد حسن الشيخ

في 13 مايو 2025، حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار الرياض، في زيارة رسمية تميزت بزخم سياسي واقتصادي غير مسبوق، ومتابعة لحظية من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حول العالم.

لكن خلف مراسم الاستقبال الفارِه، وصفقات الاستثمار الضخمة، برزت حقيقة لا يمكن تجاهلها: أن السعودية باتت اليوم لاعبًا رئيسًا في تشكيل معادلات المستقبل، لا في الشرق الأوسط فقط، بل على مستوى النظام العالمي.

زيارة ترامب حملت في طياتها أكثر من دلالة، فبالإضافة إلى الاستثمارات السعودية التي تجاوزت 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، وصفقة دفاعية تفوق 140 مليار دولار، لفت الأنظار حجم الوفد الأمريكي المرافق، وفدٌ لم يكن فقط سياسيًا، بل تَكوَّن من رموز التقنية والاقتصاد العالمي مثل إيلون ماسك وسام ألتمان وآندي جاسي.. وغيرهم

السعودية، في هذه اللحظة، لم تكن فقط دولة مستقبِلة، بل دولة مُبادِرة، تُبرم صفقات ذكاء اصطناعي مع Nvidia، وتُطلق مشروعات بيانات هائلة الحجم، وتُعلن نفسها شريكًا أساسيًا في الثورة التكنولوجية القادمة.

سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الذي لطالما وصفه الإعلام الغربي بأنه “الأمير الشاب صاحب الرؤية”، ظهر كقائد استراتيجي يعرف كيف يُعيد تموضع بلاده بين القوى الكبرى، ولم يعد السؤال: ماذا يمكن أن تقدم السعودية للعالم؟ بل: كيف سيواكب العالم وتيرة التحول السعودي؟
ولأنه قائد لا ينسى عمقه العربي، لم تغب سوريا عن مشهد الزيارة، ففي لحظة بدت إنسانية قبل أن تكون سياسية، ظهر تأثير الأمير محمد بن سلمان جليًا حين أعلن الرئيس الأمريكي ترامب من الرياض رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.

لم يكن القرار وليد اللحظة، بل نتاج تنسيق سعودي طويل لإعادة سوريا إلى محيطها العربي، ودعم استقرارها في مرحلة ما بعد الحرب، وقد حمل القرار فرحة عربية واسعة، عكستها ردود الفعل من دمشق إلى بيروت، ومن بغداد إلى عمّان.

ولي العهد، كعادته، لا يكتفي بإدارة ملفات الاستثمار والتقنية، بل يضع القضايا العربية في قلب تحركاته الدولية، مؤكدًا أن الدور السعودي الجديد لا يتجاهل التاريخ، بل يعيد صياغته.

الرئيس ترامب، الذي عاد إلى المشهد السياسي وسط استحقاقات انتخابية أمريكية شرسة، وجاء إلى السعودية في أول زيارة خارجية في ولايته الثانية، وغادر مدركًا أن من يقود مفاوضات الاستثمار والتقنية والطاقة في 2025 لم يعد فقط “واشنطن”، بل “الرياض” أيضا.

في المشهد، لم تكن المملكة تستعرض قوتها، بل كانت توثق لحظة من لحظات التحول التاريخي في علاقتها مع العالم، لحظة كانت فيها القيادة السعودية أكثر من شريك… كانت صانعًا للمستقبل.

إعلامي مصري

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار متعلقة :