في واحدة من أطول حالات الخطأ القضائي في تاريخ بريطانيا، أُطلق سراح بيتر سوليفان، البالغ من العمر 68 عاماً، بعد أن أمضى 38 عاماً خلف القضبان بتهمة قتل لم يرتكبها. ووُصف سوليفان بـ**"وحش بيركنهيد"** بعد إدانته بقتل ديان سندال، التي قُتلت في اعتداء وحشي عام 1986، لكن تحقيقات جديدة في الحمض النووي أظهرت أن الأدلة التي استندت إليها المحكمة كانت غير صحيحة.
وبعد أن قضى 14,113 يوماً في السجن، أعلنت محكمة الاستئناف البريطانية إلغاء الحكم وإطلاق سراحه، حيث أثبتت التحاليل العلمية أن الحمض النووي المأخوذ من مسرح الجريمة لا يعود لسوليفان ولا لخطيب الضحية، مما جعل الحكم غير آمن من الناحية القانونية.
وخارج قاعة المحكمة، قرأت محاميته سارة مايات بياناً مؤثراً باسمه، قال فيه: "لست غاضباً، ولا أحمل أي مرارة. كل ما أتمناه الآن هو العودة إلى أحبّائي، واستغلال ما تبقّى لي من عمر في هذه الحياة. الله شاهد، والحق يحرّرنا".
وكان سوليفان في الثلاثين من عمره عندما صدر الحكم بحقه بالسجن مدى الحياة، مع حد أدنى 16 عاماً، بعد اتهامه بقتل ديان سندال في منطقة بيبينغتون، ميرسيسايد. وحامت الشكوك حوله بعد رؤيته في موقع الحادث واعترافاته التي وُصفت لاحقاً بأنها نتيجة صعوبات تعلمه وتأثره بالضغوط، حيث خضع للاستجواب دون وجود محامٍ.
وأعرب سوليفان في بيانه عن أسفه الشديد لعائلة الضحية، متمنياً لهم العثور على السلام، قائلاً: "أتوق إلى رؤية المجرم الحقيقي يحاسب في هذه الجريمة البشعة حتى تجد العائلة السكينة التي تستحقها".
قضية بيتر سوليفان تُعد اليوم درساً قاسياً في العدالة، وتفتح الباب أمام إعادة النظر في كثير من الأحكام التي قد تكون بُنيت على أدلة غير دقيقة، مؤكدةً على أهمية العدالة الجنائية الدقيقة لحماية الأبرياء من الظلم.
أخبار متعلقة :