اليوم الجديد

د. فتحى الشرقاوي يكتب..طابور المثقفين الصامت

طابور المثقفين الصامت..ما الذي يدفع بعض أو لنقل غالبية المثقفين للإحجام طواعية عن القيام بدورهم التثقيفي التنويري المجتمعي،  وهم القاطرة المنوط بهم سحب بقية افراد المجتمع الى دائرة التطور والتقدم ⁉️ ولماذا ترك هؤلاء المثقفين الساحة لكافة حركات التغرير والتغييب لكي تعصف ببقية أفراد المجتمع على كافة المستويات الفكرية والثقافية والدينية والفنية الخ 

طابور المثقفين الصامت

سنحاول جاهدين فض معميات تلك الاشكالية، ففي احد دراساتي العلمية ومن خلال مقابلاتي مع عينة من أساتذة الجامعات على اختلاف تخصصاتهم العلمية ودرجاتهم الأكاديمية، قمنا بتوجيه سؤال واحد ( ما الذي يجعل أستاذ الجامعه يحجم عن دوره التثقيفي التنويري المجتمعي بعيدا عن دوره الأكاديمي التعليمي الجامعي) وبعد تحليل مضمون استجابات العينه،جاءت المؤشرات المستخلصة على النحو التالي،وفقا لأهميتها( التكرار والنسب المئوية) 

 

اولا:

عدم وجود الوقت الكافي للقيام بمهمة التنوير والتوعية المجتمعية نتيجة للانشغال بتلبية متطلبات حياتهم اليومية،نتيجة لمعاناتهم المادية، 

ثانيا:

اعتقادهم المسبق بأن ارائهم ستكون عديمة الجدوي

 نظرا لعدم تقديرالمؤسسات الثقافية لمجهوداتهم في هذا الصدد.وعدم اهتمامها بما يطرحونه من افكار، فكيف يقومون بمثل هذا الجهد التثقيفي وهم يعلمون مسبقا بعدم جدواه ( من وجهة نظرهم)

ثالثا؛

 الخوف والتوجس من طرح أفكارهم لاعتقادهم بأنها ستكون سببا في متاعبهم لأنها وفقا لإعتقادهم ضد التيار المجتمعي العام،ليس بالمعنى الامني،ولكن بالمعنى ان افكارهم قد تتعارض مع مصالح غيرهم ممن لهم السلطة والنفوذ مما قد يعرضهم للمضايقات ومن ثم لا سبيل أمامهم إلا اثارة السلامه والاحجام 

رابعا:

اعتقادهم ان نجاحهم في ادوارهم المهنية أكبر دليل على نجاحهم التنويري،ومن ثم لا حاجه لهم للقيام بهذا الدور التثقيفي المجتمعي التطوعي العام،لأنه في اعتقادهم مسؤلية المؤسسات الرسمية المعنية بـ الثقافة فقط

تلك كانت بعض ملامح  الصورة الذهنية المُدركة التي قد تدفع المثقف للاحجام عن تفعيل دورة المجتمعي التنويري..هل من آذان تسمع وعقول تعي

  • كاتب المقال 

 ا.د.فتحي الشرقاوي

 أستاذ علم النفس.السياسي

 جامعة عين شمس

أخبار متعلقة :