اليوم الجديد

مستشار “ترامب” التجاري: الصين تسعى لإغراق أوروبا وبريطانيا ببضائعها

اتهم بيتر نافارو، المستشار التجاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المملكة المتحدة بأنها أصبحت “خادماً مطيعاً للحزب الشيوعي الصيني”، محذراً من أنها قد تكون عرضة لـ”استنزاف اقتصادي” في ظل سعي الصين لتعويض تراجع صادراتها إلى السوق الأمريكية.

وقال نافارو – في تصريح لصحيفة “ذا تليجراف” البريطانية – إن على الحكومة البريطانية أن تحذر من “الهدايا المحمّلة بالقيود” التي تقدمها بكين، وألا تسمح بتحوّل البلاد إلى “مكبٍّ لبضائع لم تعد الصين قادرة على تصديرها إلى الولايات المتحدة”.

تأتي تصريحات نافارو، المستشار الرئيسي للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الصين، في وقت حساس قد يعرقل مفاوضات التجارة الحرة بين لندن وواشنطن.

وحذّر من أن الصين، بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً تصل إلى 145% على بعض وارداتها، تسعى الآن لإغراق أسواق أوروبا وبريطانيا ببضائعها.

وتأتي هذه التصريحات في ظل سياسة “إعادة الانخراط” التي تتبعها حكومة حزب العمال البريطاني الحالية، إذ زارت وزيرة المالية رايتشل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، الصين مؤخراً، سعياً لبناء علاقة “مستقرة ومتوازنة” مع بكين، وهو ما تقول الحكومة إنه قد يضيف مليار جنيه إسترليني إلى الاقتصاد البريطاني خلال خمس سنوات.

لكن هذه المقاربة تُثير مخاوف أمريكية، لا سيما مع سعي الحكومة البريطانية إلى إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة 19 مايو الجاري، وهو ما قد يُعقّد التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن.

ورغم أن نافارو أكد أن المفاوضات بين واشنطن ولندن “تسير وفق وتيرة ترامب” – أي بسرعة قصوى – إلا أنه أشار إلى وجود عقبات عديدة، من بينها “التلاعب بالعملة، والدعم التصديري، والمعايير التمييزية للمنتجات”، وعلى رأسها قضية المنتجات الزراعية؛ فالمملكة المتحدة لا تسمح حالياً باستيراد لحوم الأبقار المعالجة بالهرمونات أو الدجاج المغسول بالكلور، ما يحول دون استيراد تلك المنتجات من الولايات المتحدة.

وقال نافارو: “هذه مسألة سياسية داخلية بريطانية، وليست لنا علاقة بحلها… لكن لها ثمن. إذا أرادت المملكة المتحدة أو أي جهة أخرى فرض حواجز جمركية أو غير جمركية كبيرة لحماية قطاعاتها، فإن الولايات المتحدة لن تتسامح مع ذلك بعد الآن”.

كما حذر نافارو من الطرح المرتقب لشركة “شي.إن” الصينية في بورصة لندن، منتقداً إعلان رايتشل ريفز أن لندن “البيت الطبيعي” لرأس المال الصيني، وقال: “احذروا الأنظمة السلطوية التجارية حين تقدم الهدايا”.

ويُعد المستشار التجاري الأمريكي نافارو من أبرز صقور الإدارة السابقة، وقد حافظ على منصبه طوال فترة رئاسة ترامب الأولى. ويُعرف بولائه التام له، وحتى بعد مغادرته البيت الأبيض واصل الدفاع عن سياسات ترامب. وقد سُجن أربعة أشهر العام الماضي لرفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة التحقيق في اقتحام الكونغرس في 6 يناير.

ورداً على تصريحاته، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: “تلتزم هذه الحكومة باتباع نهج واضح واستراتيجي في إدارة علاقاتها مع الصين؛ وسياستنا في التجارة الدولية تهدف إلى تعزيز ازدهار المملكة المتحدة على المدى الطويل، دون المساس بالأمن الاقتصادي أو القومي”.

أخبار متعلقة :