تتجه الأنظار هذه الأيام إلى ملف قديم جديد ينذر بإعادة فتح جراح قضية ظلت عالقة في ذاكرة الجزائريين، وهي قضية شحنة الكوكايين التي هزت البلاد سنة 2018، حيث وحسب ما أكده المعارض الجزائري المقيم في فرنسا أمير بوخرص، فإن شريط فيديو وصف بالخطير بات قيد التحضير للنشر، ويتضمن توثيقا لمشاهد ومحادثات يرجح أنها ستضع محيط الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في موقف حرج للغاية.
وتفيد التسريبات بأن الشريط المذكور يحتوي على تسجيلات صوتية ومرئية لعدد من الشخصيات البارزة، من ضمنها زوجة تبون، السيدة الشيخ بلة الزهرة، وابنه خالد تبون، وهما في لقاءات مع كمال شيخي المعروف بلقب "البوشي"، وهو الاسم الذي ارتبط بأضخم عملية ضبط مخدرات في تاريخ الجزائر، حيث تكشف المعلومات أن المشاهد تم تصويرها داخل مكتب "البوشي" وكذا في أماكن حساسة مثل نادي الصنوبر، المقر الصيفي المخصص لكبار مسؤولي الدولة، بل وتتعداه إلى لقاءات جرت خارج التراب الوطني.
ولا يقتصر التسريب المنتظر على إعادة تقديم الأدلة التي سبق وأن عالجها القضاء الجزائري فقط، بل يشير إلى أن الفيديو الذي قدم للمحكمة خلال المحاكمات السابقة كان منقوصا من أجزاء بالغة الأهمية تم حذفها بعناية، تتعلق أساسا بعلاقات شخصية وعائلية بين البوشي وبعض رموز السلطة، وهو ما يعيد طرح تساؤلات جدية حول مدى نزاهة سير العدالة الجزائرية آنذاك، وحجم الضغوط التي مورست لإخفاء أطراف القضية الحقيقية.
وتأتي هذه التطورات في سياق سياسي دقيق تعيشه الجزائر، حيث تتصاعد الانتقادات الشعبية لمظاهر الفساد وتفشي المحسوبية، في وقت يحاول فيه النظام القائم تقديم صورة عن إصلاحات سياسية واقتصادية، غير أن قضايا من هذا النوع، قد تقوض هذه الجهود وتفتح الباب أمام موجة جديدة من الغضب الشعبي.
وفي انتظار ظهور الشريط بشكل رسمي، تبقى كل هذه المعلومات شبه مؤكدة، لطبيعة الأسماء المذكورة وحجم الفضيحة التي ستنفجر عند عرض التسجيلات ما يجعل المتتبعين يترقبون بحذر ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة، حيث وبين الصمت الرسمي والتسريبات المتواصلة، يبدو أن الجزائر قد تكون على موعد مع واحدة من أكبر الزلازل السياسية التي ستعصف بلا شك بنظام تبون.
أخبار متعلقة :