عاد اسم بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) إلى الواجهة مجددًا بعد أن كشفت دراسة حديثة عن احتمال ارتباطها بزيادة حالات سرطان القولون بين الشباب. ووفقاً لما نشرته "دايلي ميل"، أثارت الدراسة الجديدة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو قلقًا واسعًا بعدما أظهرت أن سمًّا تفرزه بعض سلالات الإشريكية القولونية، يُدعى "كوليباكتين"، قد يلعب دوراً رئيسياً في تحفيز طفرات سرطانية مبكرة في القولون.
وأوضحت الدراسة أن الطفرات المرتبطة بالكوليباكتين ظهرت بمعدل أعلى بثلاث مرات لدى المرضى الذين تقل أعمارهم عن أربعين عامًا مقارنة بكبار السن. ما يعزز الفرضية بأن التعرض المبكر للبكتيريا، ربما منذ الطفولة، قد يكون له تأثير بعيد المدى على صحة الأمعاء ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان لاحقًا.
ويأتي هذا الكشف في وقت سجلت فيه الولايات المتحدة 112 تفشياً لبكتيريا الإشريكية القولونية عام 2023، مقابل 84 تفشياً قبل عقد من الزمن، بينما سجلت 37 تفشياً إضافيًا مطلع عام 2024، معظمها مرتبط بأنظمة الزراعة الصناعية واستخدام المياه الملوثة. وكان أبرز تلك الحوادث تفشي البكتيريا المرتبطة بسلسلة مطاعم ماكدونالدز العام الماضي، مما أدى إلى إصابة 104 أشخاص ووفاة حالة واحدة.
ويرى الباحثون أن تغير نمط الغذاء وزيادة الاعتماد على الأطعمة المعالجة، إضافة إلى اختلال توازن الميكروبيوم المعوي، عوامل تساهم في تصاعد حالات سرطان القولون المبكر، الذي يتوقع الخبراء أن ترتفع إصاباته بنسبة 90% بين الفئة العمرية 20-34 بحلول عام 2030.
وفي ظل هذه المعطيات، ينصح خبراء الصحة العامة بتبني ممارسات غذائية آمنة، منها غسل الخضروات والفواكه جيداً، وطهي اللحوم بشكل كامل، ومراقبة أخبار سحب المنتجات الغذائية، مع التأكيد على أن هذه النتائج تمثل دعوة ملحّة لتعزيز الرقابة على سلامة الغذاء لحماية صحة الأجيال القادمة.
أخبار متعلقة :