التحر ش الاليكتروني.. في ظل الانتشار الواسع لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتنامي تأثيرها على سلوكيات الأفراد، شدد علماء من وزارة الأوقاف المصرية على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الالتزام بالضوابط الأخلاقية والشرعية في التعامل بين الناس، خاصة بين الجنسين، تفاديًا للانزلاق نحو سلوكيات غير مقبولة كـ التحرش الإلكتروني وسوء استخدام وسائل التواصل.
الدكتور أيمن أبو عمر: "الله هو الرقيب.. وعلى الأسرة أن تتحمل المسؤولية"
أكد الدكتور أيمن أبو عمر، عالم وزارة الأوقاف، خلال ظهوره في برنامج "منبر الجمعة" المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن احترام الحدود في العلاقات الإنسانية لم يعد خيارًا، بل ضرورة لحماية المجتمع من الظواهر السلبية التي تفاقمت مؤخرًا، مثل التحرش والتجاوزات الإلكترونية.
وأضاف:"الأسرة هي خط الدفاع الأول ضد الانفلات السلوكي، ويجب أن توجه أبناءها إلى السلوك القويم، وأن تزرع في نفوسهم أن الله هو الرقيب، وأن كل ما يُقال أو يُفعل على الإنترنت أو خارجه مسجل في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها."
واستشهد الدكتور أبو عمر بقول الله تعالى في سورة لقمان:"إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ"،
مؤكدًا أن غرس هذه العقيدة في الأطفال يربيهم على الانضباط الذاتي والرقابة الداخلية.
الدكتور أحمد نبوي: لا تروّجوا للظواهر الفردية السلبية
من جانبه، أشار الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى أن هناك خطورة في تسليط الضوء على بعض المواقف الفردية المثيرة للجدل على منصات التواصل الاجتماعي، لما لذلك من آثار سلبية على الثقة المجتمعية.
وقال نبوي:"الترويج لمثل هذه المواقف قد يخلق حالة من الشك والريبة بين الناس، ويهز من ترابط المجتمع. علينا التركيز على نشر قيم الاحترام والثقة والالتزام، بدلًا من منح هذه الظواهر مساحة غير مستحقة من الاهتمام."
وشدد على أن الإسلام لا يمنع التواصل بين الجنسين، ولكنه يضع ضوابط واضحة تكفل الاحترام المتبادل وتحمي المجتمع من الانزلاق نحو الفوضى الأخلاقية.
دعوة لبناء جيل ملتزم وواعي
اتفق العلماء المشاركون على أن بناء جيل ملتزم بقيم الاحترام والتقوى يبدأ من الأسرة ويُستكمل في المؤسسات التعليمية والدينية، مؤكدين أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست شرًا مطلقًا، لكنها سلاح ذو حدين، ويمكن أن تصبح وسيلة للبناء أو الهدم حسب الاستخدام.
أخبار متعلقة :