كيف يمكن لأمريكا أن تقاطع الصين، بينما العلم الأمريكي الذي يرفرف فوق البيت الأبيض مصنوع في الصين؟
بتلك العبارة قد يختصر الأمريكي توماس فريدمان نتائج الحرب التجارية التي أشعلها ترامب منذ أسابيع. فمنذ جائحة كورونا، اكتشف العالم أنه لا يستطيع العيش دون الصين، فقد أصبحت هذه القوة الاقتصادية هي “مصنع العالم”. واليوم، يحاول ملياردير البيت الأبيض تقويضها، لكن الصين تعاملت معه بالمثل.
لم يقتصر الرد الصيني على رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، بل شمل أيضًا فرض بعض القيود على الشركات الأمريكية العاملة في الأراضي الصينية. كما أوقفت الحكومة الصينية كليًا استيراد عدد من السلع الزراعية والحيوانية، ووضعت رسوماً على بعض المعادن النادرة التي تدخل في تصنيع الصناعات الأمريكية في مجالات الدفاع والعسكر والتكنولوجيا. فماذا ستخسر الصين جراء هذه الحرب؟
يُجيب الباحث السياسي أيمن حلاوي في مقابلة ضمن النشرة الاقتصادية على شاشة المنار، قائلاً إن الصين لن تخسر سوى مزيد من المبيعات إذا لم تتمكن من الوصول إلى السوق الأمريكي. ويضيف أنه عند مقارنة الواردات الأمريكية من الصين بين العامين 2023 و2024، سنلاحظ تراجعًا من نحو 14٪ إلى نحو 12٪. وهذا يدل على أن الصين تتجه إلى البحث عن أسواق بديلة، وتعزيز شراكتها على المستوى الدولي، مع الاعتماد بشكل رئيسي على سوقها الداخلي، خصوصًا أن السوق الصيني يعد من أكبر الأسواق في العالم.
تعد الصين حاليًا أكبر دولة مصدّرة في العالم، وتُقيم علاقات تجارية مع أكثر من 150 اقتصادًا، وتحقق فائضًا تجاريًا يتجاوز 822.1 مليار دولار أمريكي. والأهم من ذلك، أن القادة الصينيين يحظون بدعم شعبي واسع يؤيد مواجهة الولايات المتحدة والتحول نحو الاستهلاك المحلي. في المقابل، تسجل الولايات المتحدة الأمريكية عجزًا تجاريًا يبلغ 945 مليار دولار أمريكي، بينما يستهلك شعبها كل ما تنتجه الصين بشغف.
المصدر: موقع المنار
أخبار متعلقة :