شهد اجتماع المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت”، الذي عُقد أمس الثلاثاء، توترات حادة بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، من جهة، ورئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز “الشاباك” رونين بار، من جهة أخرى، وفق ما أفادت به الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان 11″، اليوم الأربعاء.
وخلال الاجتماع، وجّه سموتريتش انتقادات لاذعة لرئيس الأركان، الذي أعلن رفضه قيام الجيش بتوزيع المساعدات على الفلسطينيين في قطاع غزة، ليرد عليه سموتريتش قائلاً: “الجيش الإسرائيلي لا يختار مهامه، ومن لا يستطيع تنفيذ المهام المطلوبة منه فعليه أن يعود إلى منزله”.
وردّ زامير على هذه التصريحات بنبرة حازمة، معلنًا رفضه لما جاء على لسان وزير المالية. وفي محاولة لاحتواء التوتر، طلب عدد من الوزراء من سموتريتش تهدئة نبرته والتوقف عن الصراخ.
وجاءت هذه المشادة عقب تصريح لوزير الحرب، يسرائيل كاتس، أشار فيه إلى أن إسرائيل ستكون مضطرة خلال 10 إلى 15 يوماً لإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، فيما أوضح زامير أن “الجيش الإسرائيلي لن يكون الجهة التي ستوزعها”، بحسب ما ذكر موقع “واينت” الإلكتروني.
وخاطب سموتريتش زامير قائلاً: “الجيش لا يختار مهامه. نحن قررنا وقلنا إنه يجب أن تستعدوا لهذا الأمر. نحن نقرر ما تفعلون، وأنتم تقررون كيف تنفذونه. وإذا لم تكن قادراً على التنفيذ، سنجلب من هو قادر على ذلك. وإذا كنت لا تعرف، سنجد من يعرف. وقررنا ألا تصل المساعدات إلى حماس، ولا يهمني كيف. وإذا لم تعرف كيف تُنفّذ ذلك، فأبلغ المستوى السياسي أنك لا تعرف. الجيش لا يختار مهماته في النظام الديمقراطي”.
ونقل “واينت” عن وزراء في الكابينيت قولهم إن نبرة صوت سموتريتش تجاه زامير كانت “حادة جداً”، وقال أحدهم: “سموتريتش انفجر فعلاً على زامير”، وأضاف: “أنت لن تقف هنا وتقول لنا إنك لن تنفذ، هذا لن يحدث. المستوى السياسي وحده هو من يحدد المهام”.
وأيّد وزير القضاء، ياريف ليفين، أقوال سموتريتش، إلا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قاطعه قائلاً: “استمعنا إلى الملاحظات، وسنأتي بإجابات في الاجتماع المقبل”.
وفي خضم الجلسة، تلقى سموتريتش ملاحظات من رئيس “الشاباك”، رونين بار، ما أثار استياءه، ليعلن لاحقاً أمام الوزراء أنه بحاجة للذهاب إلى المرحاض، ويغادر الجلسة، بعدما أعلن سابقًا أنه كلما تحدث بار، سيغادر القاعة لشرب القهوة أو الذهاب إلى المرحاض، في محاولة لمقاطعته.
وحين حاول بار الإدلاء بتعليق جديد، قاطعه سموتريتش بحدة قائلاً: “لا أفهم ما الذي يحدث، هل لا يوجد ترتيب للمتحدثين؟ يمكنه أن يتحدث بعد ثلاث دقائق برعاية المحكمة العليا”. وأضاف لاحقاً: “لا حاجة لسماع كل الآراء من كافة الأجهزة الأمنية، فقد سمعنا ما قاله رئيس الأركان، وهذا يكفي”.
ورغم التوتر، رفض كل من سموتريتش ورئيس الأركان التعليق علنًا على ما دار في الجلسة المغلقة، مؤكدَين أنهما لن يدليا بأي تصريحات بشأنها.
وفي سياق متصل، وعلى خلفية الجدل القائم بشأن مستقبل رئيس “الشاباك”، لوّح سموتريتش بمقاطعة أي جلسات أمنية يشارك فيها رونين بار، مشددًا على أنه “رئيس فاشل للشاباك”، على حد تعبيره، مضيفاً: “لقد تمّت إقالته فعلياً، ولا يمكن أن يكون شريكاً في مناقشات أمنية مهمة”.
المصدر: عرب 48
أخبار متعلقة :