اليوم الجديد

الـ AI على خط النار.. إنفيديا تواجه أزمة تهدد نموها

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الـ AI على خط النار.. إنفيديا تواجه أزمة تهدد نموها, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 01:14 مساءً

ومع كل إجراء تنظيمي جديد، تتضح ملامح معركة شرسة تُخاض خلف كواليس السياسة، حيث تتقاطع مصالح الأمن القومي الأميركي مع طموحات الشركات العملاقة في وادي السيليكون.

وبينما تتسلح إدارة ترامب بجولة جديدة من القيود على صادرات الرقائق الأميركية إلى الصين، تتعالى أصوات القلق من تداعيات هذه القرارات على شركة بحجم إنفيديا، التي تقف عند تقاطع حساس بين الابتكار والاضطراب الجيوسياسي.

وفيما تعمل إدارة دونالد ترامب على فرض قيود صارمة على قدرة شركة إنفيديا على بيع شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الصين، كشفت الشركة  عن ضوابط أميركية جديدة على مبيعات شركات صناعة الرقائق الأميركية إلى بكين في ملف تنظيمي قدمته في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وقالت إنها تتوقع أن تتكبد خسارة قدرها 5.5 مليار دولار في الأرباح نتيجة لذلك.

وأكدت وزارة التجارة الأميركية في وقت لاحق هذه القيود، مما يمثل تصعيدا آخر في الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب مع بكين.

وقالت شركة صناعة الرقائق إن شريحة H20 الخاصة بها، والتي تم تصميمها بالفعل للامتثال لضوابط التصدير في عهد جو بايدن التي تمنع بيع أقوى شرائحها في الصين، ستحتاج الآن إلى ترخيص خاص لبيعها للعملاء الصينيين.

ويشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إلى أنه لا يزال من غير الواضح عدد التراخيص التي سيتم منحها، لكن شركة إنفيديا قالت إن ذلك سيكلفها ما قيمته 5.5 مليار دولار في الربع المنتهي في 27 أبريل تتعلق برقائق H2O "للمخزون والتزامات الشراء والاحتياطيات ذات الصلة.

ويقدر المحللون أن شركة إنفيديا ستحقق مبيعات بقيمة 17 مليار دولار للعملاء الصينيين في السنة المالية الحالية.

  • تُمثل الضوابط الأميركية الجديدة على الرقائق أحدثَ تصعيدٍ في حربٍ تجاريةٍ متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
  • في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركيةً إضافيةً بنسبة 145 بالمئة على الصين، مع إعفاءٍ مؤقتٍ لبعض الإلكترونيات الاستهلاكية. وردّت بكين بفرض رسومٍ إضافيةٍ مماثلةٍ ردًا على ذلك.
  • تُبرز الخطوات الأميركية تأثر شركة إنفيديا بالتوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين. فقد كانت شركة تصميم الرقائق الإلكترونية في قلب طفرة الذكاء الاصطناعي، وأصبحت لفترة وجيزة العام الماضي الشركة الأكثر قيمة في العالم.

صدام مباشر

يقول العضو المنتدب لشركة "آي دي تي للاستشارات والنظم التكنولوجية" خبير أسواق المال، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:

  • شركة "إنفيديا" تُعد من أبرز اللاعبين العالميين في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، فيما تُعد الصين أحد أهم الأسواق الاستهلاكية لهذه الرقائق.
  • "القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، والتي يتم تحديثها وتشديدها بشكل متكرر، لها تأثير بالغ على إيرادات إنفيديا نتيجة غياب سوق استراتيجي ومحوري مثل الصين".
  • "الجانب الصيني يسعى إلى التحايل على هذه القيود عبر استخدام نماذج من الرقائق لا تخضع للقيود المفروضة، أو من خلال أسواق وسيطة يتم من خلالها الحصول على هذه الرقائق بطريقة غير مباشرة".

وفي المقابل، يؤكد سعيد أن "إنفيديا تحاول هي الأخرى تجاوز تلك العقبات عبر تصميم نماذج تتوافق مع الاشتراطات التنظيمية، بما يسمح بتصديرها دون خضوعها لقيود صارمة"، مضيفًا: "رغم هذه المحاولات، فإن القيود المفروضة تسهم في فتح المجال أمام منافسين جدد داخل السوق الصينية، لا سيما من الشركات الكبرى مثل هواوي، التي تسعى لمنافسة إنفيديا ومشاركة حصتها السوقية".

ويضيف: "بالرغم من هذه التحديات، لا تزال إنفيديا تحقق نمواً قوياً مستفيدة من الطلب العالمي الهائل على رقائق الذكاء الاصطناعي، إلا أن فقدان سوق بحجم الصين يبقى تحدياً استراتيجياً لا يمكن تجاهله".

استراتيجيات التكيف

من جانبه، يشير المستشار الأكاديمي في جامعة "سان خوسيه" الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، إلى الخسارة المحتملة بقيمة 5.5 مليار دولار في الربع الأول بالنسبة لإيرادات إنفيديا نتيجة القيود المفروضة من قبل واشنطن، لا سيما تلك المتعلقة بشريحة H20، التي كانت تمثل منتجاً رئيسياً في السوق الصينية، منبهاً في الوقت نفسه إلى أن:

  • شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى مثل Tencent وAlibaba وByteDance كانت قد قدمت طلبات لشراء شرائح H20 بقيمة تقارب 16 مليار دولار منذ بداية العام.
  • مع فرض القيود، تم إيقاف تصدير هذه الشرائح إلى الصين، مما يؤثر سلباً على خطط إنفيديا التوسعية في هذا السوق. ​

وفيما يخص "استراتيجيات التكيف"، يقول بانافع إنه "في محاولة للتكيف مع القيود، طورت إنفيديا شرائح جديدة مثل H20 وL20 وL2، مصممة خصيصاً لتلبية الطلب في السوق الصينية مع الامتثال للقيود الأميركية".  كما أعلنت إنفيديا عن خطط لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات لبناء حواسيب فائقة الذكاء الاصطناعي بالكامل داخل الولايات المتحدة، كجزء من استراتيجية لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية.

  • إنفيديا تواجه تحديات كبيرة نتيجة للقيود الأميركية على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، مما قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتأثيرات على استراتيجياتها السوقية.
  • ومع ذلك، تسعى الشركة للتكيف من خلال تطوير منتجات جديدة وتوسيع الإنتاج المحلي.

طفرة

ويشير تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن شركة إنفيديا، التي أسهمت رقاقاتها في دفع عجلة تطورات هائلة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، حققت عوائد استثنائية لمستثمريها. فقد ارتفعت أسهمها بأكثر من 1400 بالمئة منذ عام 2020، مما يجعلها واحدة من الشركات القليلة في الولايات المتحدة التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات.

ومع ذلك، فإن الأخبار التي صدرت يوم الثلاثاء تدفع أسهم إنفيديا إلى الانخفاض، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة مليارات الدولارات من قيمتها السوقية عند افتتاح التداول يوم الأربعاء.

وتأتي الشركة في المرتبة الثالثة بقائمة أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية، بقيمة سوقية حوالي 2.737 تريليون دولار، وقد تراجعت قيمتها منذ بداية العام بنسبة 18.41 بالمئة، وذلك بعد أن سجلت نمواً بنحو 174.31 بالمئة و 235.88 بالمئة عامي 2024 و2023 على الترتيب.

قيود

أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • تأثرت شركة إنفيديا بشكل كبير بالقيود الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة وتحديات استراتيجية في السوق الصينية.
  • كانت شريحة H20 تمثل المنتج الرئيسي لإنفيديا في السوق الصيني، مع طلبات شراء كبيرة من شركات مثل ByteDance وAlibaba وTencent، مدفوعة بالطلب المتزايد من شركات ناشئة مثل DeepSeek .
  • تُعد هذه الشريحة أقل قوة من النماذج العالمية الأخرى، لكنها كانت تُعتبر تنافسية في تطبيقات معينة.
  • القيود الجديدة قد تدفع العملاء الصينيين نحو بدائل محلية مثل رقائق هواوي، مما يعزز من قدرات المنافسين المحليين.

وفي مواجهة هذه التحديات، أعلنت إنفيديا عن خطط لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في بناء حواسيب فائقة مخصصة للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة. كما بدأت الشركة في نقل جزء من إنتاجها من تايوان إلى الولايات المتحدة لتقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الخارجية.

ووفق العمري تُظهر القيود الأميركية الجديدة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين تأثيراً كبيراً على إنفيديا، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة وتحديات في السوق الصينية. كما تسعى الشركة إلى التكيف مع هذه التغيرات من خلال تعزيز الإنتاج المحلي والاستثمار في البنية التحتية داخل الولايات المتحدة.

 

أخبار متعلقة :