في خضم حرب ضروس وقصف متواصل، يئن قطاع غزة تحت وطأة عدوان إسرائيلي مدعوم بقوة من الولايات المتحدة، راعية ما يصفه الكثيرون بالإرهاب المنظم وجرائم الإبادة الجماعية، وبينما تتصاعد أعداد الضحايا من المدنيين العزل، يجد الفلسطينيون أنفسهم مرة أخرى في مواجهة آلة حرب لا ترحم، بينما يقف العالم في معظمه موقف المتفرج.
إن المشهد المروع الذي يتكشف في غزة يثير في النفوس خليطًا من الغضب العارم والعجز المؤلم، كيف يمكن لضمائر العالم أن تصمت أمام هذه المذبحة المستمرة؟ أين الإنسانية في ظل هذا التجاهل الصارخ لحياة الأبرياء؟
إن الرهان على تحرك دولى حاسم يبدو سرابا فى ظل الانقسامات وغياب الرؤية السليمة.. لقد اعتدنا أن نرى بيانات الإدانة والشجب والتعبير عن القلق التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، بينما يستمر نزيف الدم فى فلسطين
لكن وسط هذا الظلام الدامس، يسطع نور الأمل من صمود الشعب الفلسطيني نفسه، رجال ونساء وأطفال يرفضون الاستسلام، يتحدون الحصار والقصف والجوع والعطش بإرادة فولاذية وعزيمة لا تلين، إنهم يسطرون بدمائهم حكاية بطولة فريدة، يلقنون العالم دروسًا في الثبات والصبر والإيمان بالحق.
إن غزة ليست وحدها، لها رب يحميها وينصرها، وكما فشلت قوى الظلم عبر التاريخ في كسر إرادة الشعوب الحرة، فإن هذا العدوان الغاشم لن يفلح في ثني الفلسطينيين عن التمسك بأرضهم وحقوقهم.
يبقى الأمل معلقًا على صحوة الضمائر العالمية، وعلى تحرك قوى الخير التي ترفض الظلم والعدوان، يجب أن يكون للعالم موقف موحد وقوي ضد هذه الجرائم الصهيونية، وأن تتوقف هذه المهزلة التي تدفع ثمنها أرواح الأبرياء الفلسطينيين.
لقد كشفت غزة عن الوجه القبيح لازدواجية المعايير في هذا العالم، حيث يتم التغاضي عن جرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي تحت ذرائع زائفة، لكن الحقيقة ستنتصر في النهاية، وصمود أهل غزة هو الشرارة التي ستضيء طريق الحرية والكرامة لفلسطين، إنهم أصحاب الحق، ولن يضيع حق وراءه مطالب، والنصر آت لا محالة، وإن طال الزمن.
أخبار متعلقة :