اليوم الجديد

اليوم الـ11 لإغلاق المعابر في غزة.. تحذيرات من مجاعة وتفاقم الأزمة الإنسانية

لليوم الحادي عشر على التوالي، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها المشدد على قطاع غزة بإغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الرئيسي جنوب شرقي القطاع، ما يمنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والوقود.

وأدى استمرار إغلاق المعابر إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في السلع الأساسية والمستلزمات الطبية، في ظل غياب أي حلول بديلة.

ويؤدي تعطيل دخول المواد الغذائية إلى تفشي أزمة الجوع، مما ينذر بمجاعة وشيكة في ظل تضاؤل الإمدادات الغذائية وغياب البدائل.

تصعيد إسرائيلي وحصار خانق

أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد مفاقمة معاناة الفلسطينيين عبر تشديد الحصار، ومنع مقومات الحياة الأساسية، بالتوازي مع تصعيد عملياته العسكرية وقتل المدنيين بدم بارد.

وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد أصدر في 2 مارس/آذار الجاري قرارًا بوقف إدخال جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، في خطوة تعكس تشديد العقوبات الجماعية ضد سكان القطاع.

وأدى هذا القرار إلى نقص شديد في المواد الغذائية الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة العائلات، خاصة في ظل فقدان آلاف الفلسطينيين مصادر دخلهم بسبب الحرب والحصار.

كما يواجه القطاع الصحي انهيارًا غير مسبوق بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة وحالات الطوارئ الحرجة.

مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار

وسط هذه الأوضاع المتفاقمة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الثلاثاء، بدء جولة جديدة من المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار.

وقال القيادي في الحركة، عبد الرحمن شديد، خلال مؤتمر صحفي: “انطلقت اليوم جولة جديدة من المفاوضات، ونتعامل معها بمسؤولية وإيجابية، بما في ذلك المحادثات مع المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر”.

وأعرب شديد عن أمله في تحقيق تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، بما يضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، بالإضافة إلى إنجاز صفقة تبادل الأسرى.

تحذيرات من كارثة صحية وبيئية

من جهته، حذر مدير المستشفيات الميدانية في غزة، د. مروان الهمص، من أن استمرار إغلاق المعابر يهدد القطاع بكارثة إنسانية وصحية، مشيرًا إلى قرب نفاد أدوية الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى نقص المستلزمات الخاصة بغرف العناية المركزة وأقسام غسيل الكلى.

وأكد أن المستشفيات تعاني من نقص شديد في المستلزمات الطبية، إضافة إلى تراجع كفاءة الأجهزة الطبية بسبب عدم توفر قطع الغيار اللازمة لصيانتها، ما أدى إلى انهيار منظومة الرعاية الصحية.

بدورها، أكدت حركة حماس أن الاحتلال يواصل انتهاك القانون الدولي الإنساني عبر فرض الحصار الخانق ومنع وصول المساعدات الإنسانية، مما يشكل جريمة حرب وعقابًا جماعيًا يهدد حياة المدنيين الأبرياء.

وأوضحت الحركة أن منع دخول الغذاء والدواء والوقود أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، مع تفاقم أزمة نقص المواد الأساسية، ما يزيد من معاناة سكان القطاع.

وأعرب أهالي غزة عن مخاوفهم من تفاقم الأزمة الغذائية وعودة شبح المجاعة، في ظل استمرار إغلاق المعابر وتعطيل دخول المساعدات، مما يعمّق معاناتهم الاقتصادية والمعيشية.

تداعيات كارثية لاستمرار إغلاق معابر غزة

حذر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، د. إسماعيل الثوابتة، من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع دخول الاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة.

وقال الثوابتة، في تصريح إن الحصار الإسرائيلي يمثل جريمة إنسانية بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف مأساوية، مع استمرار منع المساعدات والمواد الأساسية.

وأشار إلى أن منع دخول الوقود يهدد بوقف عمل المستشفيات وتعطيل شبكات المياه والصرف الصحي، مما قد يؤدي إلى كارثة بيئية وصحية خطيرة.

كما أدى إغلاق المعابر إلى نقص حاد في المواد الغذائية، ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، وفاقم معدلات الفقر والجوع بين السكان. وأوضح الثوابتة أن نقص الدقيق والمواد الأولية يهدد بتوقف عمل المخابز، مما يزيد من معاناة السكان في تأمين الغذاء اليومي.

أما على الصعيد الصحي، فإن منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية يعرض حياة آلاف المرضى للخطر، لا سيما مرضى السرطان والفشل الكلوي، الذين يعتمدون على علاج مستمر لإنقاذ حياتهم.

وأضاف أن الاحتلال يمنع المرضى من مغادرة غزة لتلقي العلاج، ما يحرمهم من حقهم في الرعاية الطبية ويؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل متسارع.

وأكد الثوابتة أن إغلاق المعابر تسبب في شلل كامل للحركة التجارية، مما أدى إلى فقدان آلاف العمال لمصدر رزقهم، وارتفاع معدلات البطالة والفقر بشكل حاد.

ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط على الاحتلال لإعادة فتح المعابر فورًا، وضمان تدفق الاحتياجات الأساسية لإنقاذ حياة المدنيين الأبرياء في غزة.

استشهاد 137 فلسطينيًا منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استشهاد 137 فلسطينيًا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، بينهم 52 شهيدًا في رفح.

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، في بيان صحفي، إن الاحتلال الإسرائيلي صعّد من جرائمه خلال الأيام العشرة الماضية، حيث استهدفت طائراته المسيرة مجموعة من المدنيين قرب دوار الكويت، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين، بينهم شقيقان.

وأضاف معروف أن الاحتلال يواصل فرض الحصار بالتوازي مع تصعيد عملياته العسكرية، في محاولة منه لفرض واقع جديد على الأرض، معتمدًا على سياسة القتل والتجويع.

وأكد أن الاحتلال يختلق الذرائع لتبرير استهدافه للمدنيين العزل، بمن فيهم الأطفال والنساء، رغم أنهم لا يشكلون أي تهديد لقواته.

ودعا معروف الوسطاء إلى التدخل العاجل لإلزام الاحتلال بتعهداته ووقف جرائمه بحق الفلسطينيين، كما طالب المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته المستمرة، خاصة فيما يتعلق بالعقاب الجماعي وجرائم القتل الميداني.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي، يواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتكاب إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

المصدر: مواقع

أخبار متعلقة :