اليوم الجديد

أنسحاب الأهلي..والجمهور يلعب.. المدرجات أقوى من الملعب

انسحاب الأهلي من مباراة القمة 130.. والجمهور يلعب.. حينما تصبح المدرجات أقوى من الملعب في ليلة كان يُفترض أن تكون عرسًا كرويًا، تحوّل الديربي المصري إلى مشهد عبثي بامتياز. الزمالك في الملعب، جمهوره يهتف، لاعبوه يتبادلون التمريرات، لكن أين الأهلي؟ لا أثر له سوى في المدرجات، حيث جلس جمهوره شامخًا، يصفّق بلا فريق، يهتف بلا لاعبين، وكأنه يقول: "نحن هنا، حتى لو لم يكن هناك أحد في الملعب!"

الأهلي قرر أن يخوض معركته الكبرى ليس بالكرة


لقد أصبح المشجعون هم الحدث، والملعب هو الفراغ، وكأن الأهلي قرر أن يخوض معركته الكبرى ليس بالكرة، بل بالموقف. انسحب الفريق، لكنه ترك وراءه مدرجات ممتلئة، جماهير لم تتراجع، أصواتًا لم تخفت، وكأن الرسالة واضحة: "نحن لا نلعب اليوم، لكننا لا نغيب أبدًا!"

جمهور الزمالك يشعر بنشوة الانتصار


أما الزمالك، فقد فاز نظريًا، لكنه في الحقيقة لم يواجه أحدًا. كيف تحتفل بفوز لم تخض معركته؟ كيف تصنع مجدًا بلا خصم؟ ربما شعر جمهور الزمالك بنشوة الانتصار، لكنه أيضًا أدرك أن الفوز بلا منافس يشبه هدفًا بلا شباك، أو مباراة بلا جمهور.

قرار الأهلي بالانسحاب ليس مجرد اعتراض بل تمرد


قرار انسحاب النادى الأهلي  ليس مجرد اعتراض، بل هو إعلان تمرد على واقع كروي مرتبك، حيث يصبح الحكم هو الأزمة، والقانون هو المشكلة، والمباراة مجرد تفصيلة هامشية في صراع أكبر من 90 دقيقة.

مشهدًا فيه المدرجات أقوى من الفريق


وهكذا، انتهت المباراة قبل أن تبدأ، لكنها تركت وراءها مشهدًا سيظل محفورًا في ذاكرة الكرة المصرية… مشهدًا فيه المدرجات أقوى من الفريق، والصوت أعلى من الفعل، والانتماء لا يُقاس بنتيجة مباراة، بل بقدرة الجمهور على الصمود حتى عندما يقرر الفريق أن لا يلعب.

كاتب المقال 

المستشار / عبدالحليم محمود

 

 

أخبار متعلقة :