هوت أسعار التعاقدات الآجلة للأخشاب الكندية، عقب تأجيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطبيق الرسوم الجمركية على كندا هذا الأسبوع، ما أوقف مسيرة الارتفاع الحاد التي شهدتها أسعار الخشب في التعاملات السابقة.
وتزود كندا الولايات المتحدة بنحو 30 في المائة من الأخشاب الناعمة المستخدمة في المنازل والأثاث المنزلي، فيما تسبب انعدام اليقين بشأن إمدادات الأخشاب إلى تفاقم أوضاع سوق الإسكان الأمريكية الهش.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز”،اليوم، إن العقود التي ترصد عمليات تحميل الشاحنات بالأخشاب، شهدت قبل إرجاء القرار ارتفاعاً حادا لتبلغ أعلى مستوى لها منذ 30 شهراً، وسط تصاعد مخاوف من أن ترامب سيفرض رسوماً جمركية شاملة على البضائع القادمة من كندا، أكبر مصدر للسوق الأمريكي.
كانت خطط ترامب لفرض رسوم نسبتها 25 في المائة على الواردات الكندية الرئيسية، قد عززت أسعار تعاقدات الأخشاب الكندية وقادتها إلى الصعود، غير أن قرار الإدارة الأمريكية بإرجاء تطبيق الرسوم لمدة شهر، دفع أسعار التعاقدات الآجلة، تسليم مايو، إلى التراجع بنسبة 6 في المائة على مدار يومين، لتصل إلى 651 دولاراً أمريكياً لكل ألف قدم لوحي (وحدة حجم لقياس الأخشاب تعادل 144 بوصة مكعبة).
ورغم ذلك التراجع، فإن الأسعار الفورية لازالت تعرف طريقها للصعود مع إصدار ترامب أوامره لإجراء تحقيقيات فيدرالية حول احتمالات قيام الشركات الكندية بإغراق الأسواق الأمريكية بفوائض من الإمدادات.
وتقول الصحيفة البريطانية إن وزارة التجارة الأمريكية اقترحت مضاعفة رسوم مكافحة الإغراق، التي تصل إلى ثلاثة أمثال الرسوم المطبقة على الأخشاب الناعمة الكندية وبذلك فإن إجمالي الرسوم التي ستفرض على الواردات الكندية قد يرتفع من 14.5 في المائة إلى 52 في المائة.
ويرى الاقتصادي البارز المتخصص في منتجات الأخشاب في وكالة “فاست ماركتس” لرصد الأسعار، دوستين جالبرت، “إن هذا سيفاقم وضع المنتجين الكنديين فليس هناك منتج كندي لديه هامش يجعله قادراً على امتصاص واستيعاب ذلك.”
وأضاف جالبرت أن سوق المساكن الأمريكية مقيد بفعل أسعار الفائدة المرتفعة وأزمة نقص العمالة، التي يمكن تتفاقم حدتها في ضوء الهجمة التي شنها ترامب على المهاجرين غير الشرعيين. وقال إن “(مقاولي البناء) تضرروا حالياً من كل الجوانب.”
وتصاعد الصدام طويل الأمد بين الولايات المتحدة وكندا حول قضية الأخشاب. وترى الولايات المتحدة أن منتجي الأخشاب الكنديين، الذين يحصدون أخشابهم من أراض مملوكة للدولة وبأسعار ممنهجة، يحصلون على دعم حكومي غير عادل ويبيعون إنتاجهم من الأخشاب إلى أسواق الولايات المتحدة بأسعار تقل عن تكاليف إنتاجه.
وتعد صناعة منتجات الغابات الكندية واحدة من أكبر القطاعات المشغلة للعمالة في البلاد- إذ توفر 200 ألف فرصة عمل مباشر، وتعمل في المئات من المجتمعات الكندية وتولد إيرادات تزيد على 87 مليار دولار أمريكي.
وحث رئيس “اتحاد منتجات الغابات في كندا”، ديريك نيبور، الولايات المتحدة على الإحجام عن فرض الرسوم الجمركية قائلاً إنها ستدمر سلسلة إمداد منتجات الغابات المتماسكة التي تعمل بين الجانبين منذ أمد طويل وتعود بالنفع على الأمريكيين والكنديين على حد سواء.
وقال “إنها (الرسوم) ستخلق بيئة عمل منعدمة اليقين على جانبي الحدود وستؤدي إلى ارتفاع تكاليف مواد البناء والمنتجات المنزلية اليومية لكل الأمريكيين.”
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – مساء الخميس – تعليقا مؤقتا إلى 2 أبريل المقبل، على الرسوم الجمركية التي فرضها حديثا على معظم السلع من كندا والمكسيك بنسبة 25 بالمئة، في خطوة مفاجئة تتناقض مع مواقفه السابقة التي هزت الأسواق وأثارت مخاوف التضخم وتباطؤ النمو.
0 تعليق